الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

إيطاليا ترفع علم الإمارات احتفاءً بالشارقة ضيف شرف «بولونيا لكتاب الطفل»

بحضور شخصيات دبلوماسية، وممثلي كبرى المؤسسات الثقافية، وأعلام الأدب والفن الأوروبي، رفعت مدينة بولونيا الإيطالية، علم دولة الإمارات، معلنةً احتفاءها بإمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ59 من «معرض بولونيا لكتاب الطفل»، ومقدمة تجربة الإمارة ومشروعها الثقافي الذي يمضي برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى العالم، كنموذجٍ لمدن المعرفة، التي تحقق نهضتها الشاملة بالاستثمار في المعرفة والوعي وبناء القيم الثقافية والاهتمام بالمشتركات الإنسانيّة.





جاء ذلك خلال حفل افتتاح المعرض، الذي يقام خلال الفترة من 21 إلى24 من مارس الجاري، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، والشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك في المعرض، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وماتيو ليبوري، عمدة بولونيا، وجانبيرو كالزولاري، رئيس معرض بولونيا الدولي للكتاب.



وفي كلمة ألقاها أمام الضيوف والحاضرين بالنيابة عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أشار الشيخ فاهم القاسمي إلى الروابط التي تجمع الشارقة ومدينة بولونيا الإيطالية، وأكد أن ما يجمع المدينتين يتجسد في تركيزهما على الثقافة والاهتمام بالكتاب وصناعة النشر.

وقال الشيخ فاهم القاسمي: «لصاحب السمو حاكم الشارقة أثرٌ كبير في إثراء حياتي الشخصيّة وتعزيز شغفي بالقراءة والتواصل الثقافي، حيث نشأتُ في مدينة ساحليّة صغيرة، قرر حاكمها الشاب آنذاك ترسيخ قيم الثقافة والعلم والمعرفة، وأحدثت رؤية سموه نقلة نوعيّة في قطاع النشر في العالم العربي، واليوم أصبحت الشارقة مركزاً عالمياً للنشر، ونالت لقب العاصمة العالمية للكتاب الذي تمنحه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنوياً، وحاضنة ثقافية منحت الاتحاد الدولي للناشرين ثاني امرأة تشغل منصب الرئيس منذ تأسيسه، وهي الشيخة بدور القاسمي».



وحول جهود الإمارة على مدى 50 عاماً لترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وبشكل خاص الأطفال، من خلال مبادراتها الثقافية السنوية التي تشمل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، قال الشيخ فاهم القاسمي: «إذا مهتم بشيء، يعني مهتم بالكتب، وإذا مهتم بالكتب، مرحباً بك في الشارقة»، وتوجه بالشكر لمدينة بولونيا على تكريم الشارقة بالاستضافة.



وقالت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، خلال كلمتها: «خلال العامين الماضيين، أدرك العالم أهمية صناعة النشر، وحرصنا على أن نكون أحد مصادر العون والسلامة والأمان لملايين الأطفال والقراء في عالم شهد انتشار التحديات بسبب جائحة كوفيد-19».

وأضافت: «أنا فخورة بالعمل الذي يقوم به الناشرون في جميع أنحاء العالم لخدمة مجتمعاتهم والتكيف مع المتغيرات المتسارعة، ومن المهم أن نعمل على تعزيز مساعينا لتحقيق أهدافنا المشتركة وفق رؤية واحدة وخارطة طريق واضحة، وكان دورنا في الاتحاد الدولي للناشرين هو خدمة أعضائنا لأنهم التزموا بخدمة مجتمعاتهم».

وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «يشرفني أن يتم اختيار الشارقة ضيف شرف دورة العام الجاري من المعرض. وبالنيابة عن إمارة الشارقة، أتوجه إليكم بالشكر الجزيل لتعاونكم وشراكتكم، ومعاً سنواصل بناء جسور التفاهم والحوار والتبادل الثقافي».



من جانبه، أكد عمدة بولونيا ماتيو ليبوري خلال كلمته، قوة الثقافة والمعرفة في توحيد الرؤى والتطلعات بين بلدان ومدن العالم، مشيراً إلى أن بولونيا تنظر بتقدير واحترام لتجربة إمارة الشارقة الحضارية، وتتطلع من خلال استضافتها في معرض بولونيا لكتاب الطفل إلى تعميق العلاقات الثقافية وبناء جسور جديدة من التواصل المثمر والبنَّاء.

بدوره، رحّب رئيس المعرض جانبيرو كالزولاري بإمارة الشارقة وممثلي مؤسساتها الثقافية والمبدعين والناشرين المشاركين لتمثيل الحراك الثقافي الإماراتي والعربي، مؤكداً أن الإيطاليين يتطلعون للتعرف عن قرب على واقع الحراك الأدبي في الإمارات والعالم العربي، وأنهم فخورون باستضافة إمارة تعد اليوم واحدةً من مراكز صناعة الإبداع والمعرفة في العالم.

وافتتح رئيس المعرض، بحضور شخصيات دبلوماسية وممثلي مؤسسات ثقافية وإبداعية إماراتية وإيطالية، جناح إمارة الشارقة المشارك في المعرض، واطلعوا على الجهود التي تبذلها للنهوض بالفعل الثقافي، وتطوير صناعة الكتاب، في المنطقة والعالم، وتعرفوا على رؤية المؤسسات المشاركة ضمن الجناح، وما تقدمه على مستوى الفن، والنشر، والتراث، والصناعات الإبداعية، والترجمة، وغيرها من المجالات الثقافيّة.



وتوقف الحضور، خلال جولتهم على أركان جناح الإمارة، عند الإصدارات التي تقدمها الشارقة للمكتبة العربية والعالمية، حيث اطلعوا على مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، الصادرة باللغة الإيطالية، وتعرفوا على المؤلفات الأدبية والعلمية التي ترجمتها «هيئة الشارقة للكتاب» للغة الإيطالية ضمن مبادراتها لتعزيز حضور الكتاب الإماراتي والعربي لدى القارئ الإيطالي، كما استعرضوا المجلات والدوريات الثقافية الصادرة عن مؤسسات الإمارة، وما تنقله من بعد معرفي للقراء في المنطقة.

ورافقت خولة المجيني، مديرة إدارة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب، الضيوف وممثلي المؤسسات الثقافية الإيطالية والأوروبية في جولة تعريفية بالأعمال الفنية لرسامي كتب الأطفال الإماراتيين، المشاركين في المعرض الفني المصاحب لفعاليات «بولونيا لكتاب الطفل»، وتوقفت عند تجربة الهيئة في تنظيم برنامج ورش فنية لتعزيز تجارب وخبرات الفنانين الإماراتيين وتقديم أعمالهم للناشرين والمبدعين الإيطاليين والأوروبيين.