الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

9 مظاهر تراثية إماراتية بقائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي

يحتضن التراث الثقافي الإماراتي مجموعة من المظاهر والعناصر التراثية الغنية من فنون وحرف شعبية، والتي أدرج 9 منها بقائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وتشمل كلاً من: العيالة، العازي، المجلس، الرزفة، الأداء، السدو، التغرودة، الصقارة، القهوة العربية.

العيالة

تعد من أكثر فنون الأداء الشعبية انتشاراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويؤدي هذا الفن الرجال والصبية الذين يحملون عِصي الخيزران، ويتحركون في انسجام مع إيقاع الطبول المنتظم. وتُقام عروض العيالة في حفلات الزفاف والمناسبات الوطنيّة والاحتفالات الأخرى.

العازي

يعود أصل هذا الفن إلى الاحتفالات بالنصر، حيث كان يُلقى في ساحة المعركة، ثم توارثته الأجيال عبر مئات السنين. ويتكون شعر العازي من أبياتٍ مقفّاة على غرار الشعر العربي التقليدي، مع اقتباس الأقوال المأثورة، والأمثال في بعض الأحيان. يؤدي هذا الفن مجموعة من الرجال الذين يحملون بنادق رمزية للشجاعة ويقودهم الشاعر الذي يمتلك صوتاً جهورياً مع مجموعته التي تردّد معه.

كانت القبائل البدوية التي تعيش في صحراء الإمارات تؤدّي شعر العازي بصورة مستمرة حتى منتصف القرن العشرين عندما بدأ هذا الفن تقل ممارسته تدريجياً وذلك بسبب انتقال السكان واستقرارهم في المدن. وبفضل العناية التي أولتها الجهات الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على التراث الثقافي الوطني، تم إحياء شعر العازي مرة أخرى، وأصبح اليوم أحد المظاهر القيّمة للتراث والثقافة الإماراتية، حيث يؤدّى عادةً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، كما أُدرِج عام 2017 في «قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل في منظمة اليونسكو».

المجلس

يعد المجلس جزءاً مهماً من حياة الإماراتيين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو بمثابة المنتدى الذي يجمع أفراد المجتمع مع شيوخ القبائل وكبار السن لمناقشة القضايا المتنوعة والشؤون اليومية. كما يعقد التجار والقضاة والخبراء مجالسهم الخاصة بهم. عادةً ما يستقبل شيوخ القبائل وكبار السن معظم فئات المجتمع في مجالسهم لمناقشة شؤون الحياة اليومية، وتبادل الأخبار ورواية القصص، ويُسمح لأفراد المجتمع عرض آرائهم في الموضوعات المطروحة.

ونظراً للأهمية الكبيرة التي يمثلها المجلس في حياة أفراد المجتمع فقد قامت كلٌ من الإمارات وعمان وقطر والسعودية بإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو عام 2015.

الرزفة

يؤدى هذا الفن في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، جامعاً بين الشعر والرقص باستخدام عِصِي الخيزران الرفيعة. بينما اعتاد الناس في الماضي على استخدام السيوف والخناجر بدلاً من العِصِي في أداء هذا الفن. وانتشرت الرزفة في جميع أرجاء الإمارات، واجتازت المدن والمناطق الساحلية والجبلية، بعد أن كانت محصورة بين القبائل وسكان منطقة الظفرة غربي إمارة أبوظبي.

الأداء

يضم فن الأداء اصطفاف الرجال والصبية الذين يُطلق عليهم «الرزيفيّن» على شكل صفَّين متقابلين بينهما مسافة 10-20 متراً، حيث يجتمع عازفو الطبول والآلات الموسيقية بجانبهم يُؤدّي الرزيفة رقصتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، بينما تقف «النعّاشات» وهي مجموعة من الفتيات اللاتي يرتدين الفساتين المزخرفة التقليدية، ويضفين سحر الجمال والإيقاع، وهنَّ يتمايلن بشعورهن على أنغام الموسيقى.

وتُعدُّ الرزفة من السمات الرئيسة التي تؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية وحفلات الزفاف، حيث تُعتبر شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً عن مشاعر الامتنان والبطولة، وتأكيداً على أهميته الشعبيّة والثقافيّة، أدرَجت اليونسكو فن الرزفة عام 2015 في «القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة».

السدو

يعد السدو من الحرف التي يشتهر بها أهل البادية في المناطق الشحيحة بالموارد الطبيعية في شبه الجزيرة العربية، ويستخدم في حياكة هذا النسيج البدوي التقليدي وبر الإبل وشعر الماعز وصوف الأغنام، ويصنع منه البطّانيات والسجاد والوسائد والخيام وزينة رِحال الإبل.

وتعد ممارسة النساء البدويات لهذه الحرفة إحدى المساهمات الاقتصادية القيّمة التي تقدمها للمجتمع، فضلاً عن الدور الرئيس الذي لعبه السدو في الحياة الاجتماعية للمرأة الإمارتية. ونظراً لأهمية حرفة السدو، تمكنت دولة الإمارات عام 2011 من إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صونٍ عاجل.

التغرودة

تعود أصول فن التغرودة إلى البيئة الصحراوية، والمناطق الجبلية، والقرى الريفية في دولة الإمارات كأحد أنماط الشعر المرتجل الذي يشدو به الحداة (ركاب الإبل والخيل) والرعاة. واليوم نجد هذا الفن منتشراً في أنحاء الدولة. كما أنه أحد العناصر التراثية المفضلة في الثقافة الإماراتية.

ونظراً للتغيرات التي طرأت على فن التغرودة أصبح يُقدَّم في العروض الحية التي تقام في المناسبات الاجتماعية والوطنية، كما تُغنَّى هذه القصائد في حفلات الأعراس وسباقات الهجن والمهرجانات التراثية والوطنية، حيث تُستخدم التغرودة في بعض العروض التقليدية كفن العيالة الشعبي. كما شاركت النساء أيضاً في تأليف التغرودة وغنائها أثناء العمل الجماعي، مثل حياكة السدو. وأُدرِج فن التغرودة لأهميته بالثقافة المحلية الإماراتية عام 2012 ضمن القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لليونسكو.

الصقارة

عُرفت الصقارة في المنطقة العربية منذ 4000 سنة مضت، ومارسها البدو في بواديهم لاسيما صحراء الإمارات وشبة الجزيرة العربية باعتبارها أحد أشكال الصيد المهمة في أرض شحيحة بالموارد الطبيعية، إلا أن دور الصقارة في المجتمع قد تغير مع الزمن، فأصبحت اليوم من أهم الرياضات التقليدية في دولة الإمارات، المرتبطة بالقيم النبيلة والشجاعة والفخر والمجد الذي تتسم به القيم العربية المرتبطة بهذه الرياضة، بالإضافة إلى صلتها بالحفاظ على الطبيعة والصيد المستدام، وروح الصداقة التي تربط بين الصقّارين. مكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تنسيق جهود 18 دولة ساهمت في إدراج رياضة الصيد بالصقور في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.

القهوة العربية

يُعد تقديم القهوة من أهم تقاليد الضيافة بالمجتمع العربي عامة والمجتمع الإماراتي خاصة، فضلاً عن كونها رمزاً للكرم. وظلت القهوة العربية تُشكل جزءاً أساسياً من الثقافة العربية على مدار قرون عدة، وتتميز طريقة تحضيرها وتقديمها بتقاليد وطقوس دقيقة. ونظراً للأهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية، قامت كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر بإدراج القهوة العربية عام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.