السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

مسؤولون ومثقفون: «الكتاب الإماراتي» محفز لصناعة النشر المحلية

توافقت آراء مسؤولين وكُتاب وناشرين ومثقفين على أنه سيكون لمعرض الكتاب الإماراتي، التي انطلقت فعاليات نسخته الثانية أمام الجمهور مساء الخميس، نتائج إيجابية مباشرة على صناعة النشر الإماراتي بصفة خاصة وعلى صناعة النشر العربية، بصورة عامة، مشيرين إلى أن المعرض يحمل رسالة لكل مثقف إماراتي تحثه على المثابرة والعمل من أجل إثراء المشهد الثقافي واستثمار الفرصة لتسويق الكتاب وتحويل القراءة إلى عادة يومية.

وقالوا لـ«الرؤية» تؤكد الدورة الثانية من المعرض على فكرة تجاوز الإمارات لتداعيات الجائحة، وعودة الفعاليات على الأرض، معتبرين هذا المعرض نوعاً من الاحتفاء بالثقافة والمثقف الإماراتي، داعين المؤسسات الثقافية المحلية إلى توفير الدعم للمبدع الإماراتي، حتى يستطيع أن يخرج إبداعاته على النور.

واحتفى المشهد الثقافي الإماراتي بانطلاق فعاليات الدورة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي، الذي تنظمه هيئة الشّارقة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات، حتى 24 أبريل الجاري في مقر الهيئة.

ويقدم المعرض 970 كاتباً و1400 عنوان لعددٍ كبير من الكتاب والأدباء الإماراتيين في مختلف الحقول المعرفية والعلمية، وبمشاركة 30 دار نشر ومؤسسة ومبادرة ثقافية محلية، في مشهدٍ يجسد رسالة الشّارقة تجاه النهوض بالكتاب، ودعم المبدعين والارتقاء بقطاع صناعة الكتاب في الإمارات والمنطقة.





رسالة إلى العالم

قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشّارقة للكتاب لـ«الرؤية»: إنّ 30 دار نشرٍ، و970 كاتباً إماراتياً يشاركون في هذا المعرض، مشيراً إلى أنّ هذا المعرض يجسد رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى العالم، حيث يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم.

ولفت رئيس «الشّارقة للكتاب»، إلى أنّ هذا المعرض يأتي بعد مشاركة ناجحة للأدب الإماراتي في لندن، وهي مشاركة حافلة وناجحة ومميزة للكتاب الإماراتي عالمياً، موضحاً أنّهم اليوم يحتفلون بالكاتب الإماراتي في الشّارقة، والإبداعات المحلية، الأمر الذي سيكون له تأثير على صناعة النشر المحلية.

وأكد العامري أنّ المعرض يستكمل الحراك الثقافي الذي تقوده إمارة الشارقة بتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع النهوض بالكتاب على قائمة مشروع الإمارة الحضاري، وجعله ركيزة تنميةٍ مستدامة.



أفضل المبادرات

اعتبر الكاتب والناشر الإماراتي جمال الشحي، معرض الكتاب الإماراتي من أفضل المبادرات الأخيرة التي شهدها المشهد الثقافي الإماراتي، حيث يكون للكاتب الإماراتي حضور مختلف عن السائد، منوهاً بأن المعرض يجسد بالفعل إضافة كبيرة للكاتب الإماراتي.

ولفت إلى أن المعرض يؤكد أنه ما زال للكتاب الورقي له حضور وإقبال كبيرين رغم أهمية الكتاب الإلكتروني الذي أثبت حضوره أيضاً في الفترة الأخيرة.

وأكد أن مثل هذه المبادرات تساهم في تسليط الضوء على المنتج الإبداعي الإماراتي، كما أنها تتيح الفرصة أمام المبدعين الإماراتيين لمناقشة السبل إلى الوصول بالكتاب المحلي إلى العالمية، لافتاً إلى أن مثل هكذا مبادرات إضافة إلى حضور الشّارقة كضيف شرف في كثير من المعارض العالمية، يمهد الطريق أمام الكاتب الإماراتي للظهور عالمياً ومحلياً.



فعاليات متنوعة

اعتبرت الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف أن تنظيم مثل هكذا معارض ليس غريباً على هيئة الشّارقة للكتاب التي عودتنا على الخروج بالمنتج الإبداعي المحلي إلى العالمية لا سيما أنّ الشّارقة كانت عاصمة عالمية للكتاب.

وأكدت أن ما يميز فعاليات هيئة الشّارقة للكتاب أنها متنوعة وذكية في اختيار مواعيد مناسبة للفعاليات والموضوعات المختلفة، والجلسات المتفرقة التي تتحدث عن صميم الهوية، وتعالج قضايا معاصرة، فدائماً الشّارقة تقود الحراك الثقافي في الوطن العربي.

ولفتت اليوسف إلى أن صناعة الكتاب شهدت في الفترة الماضية مشاكل كثيرة نتيجة جائحة كورونا، مؤكدة أنه سيكون لهذا المعرض تأثير كبير على صناعة النشر في الإمارات، حيث سيكون فرصة جيدة لكثير من شباب الكتاب الذين سيجدون فيه متنفساً لإخراج أعمالهم الإبداعية إلى النور، لاسيما بعد أن تمكنت الإمارات من تجاوز تداعيات الجائحة، حيث شهد العامان الماضيان توقفاً لبعض الشيء في عملية شراء الكتب الورقية، حتى أن الكثيرين توقعوا خفوت نجم الكتاب الورقي، لكنهم تفاجؤوا بعد مضي عامين على كورونا أن نسبة مبيعات الكتاب الورقي أكثر من «الإلكتروني» وحتى «المسموع».

وأكدت أن لجهود الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، دوراً كبيراً في تعافي صناعة النشر، مشيرة إلى أنها تعتقد أن ارتفاع الأسعار التي تشهدها بعض السلع لن تؤثر على سعر الكتاب الورقي، الذي ترى أن سعره جيد في الإمارات، نتيجة ما تحظى به هذه الصناعة من دعم.

وشددت على أهمية الترجمة في الوصول بالكاتب الإماراتي إلى العالمية، لافتة إلى أنها عرفت الكثير من الثقافات لا سيما ثقافات أمريكا اللاتينية من خلال قراءة إبداعات أبنائها، لذا فإن الترجمة تستطيع أن تعبر حدود الدول وأن يعرف الجميع ثقافتك المختلفة من خلال الكتاب.



احتفاء بالمنجز المحلي

اعتبرت الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، الدورة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي التي تأتي بعد توقف عامين بسبب أزمة كورونا، تأكيد على فكرة تجاوز الجائحة، وعودة الفعاليات على الأرض، لافتة إلى أن المعرض يعتبر نوعاً من الاحتفاء بالمبدع الإماراتي، مشيرة إلى أنّه يسلط الضوء على المنتج الإماراتي في الوقت الذي نشهد فيه زخماً كبيراً في عملية الإصدار.

ودعت الجهات الثقافية المختلفة إلى دعم المبدع الإماراتي ومساعدته في إيصال منتجه إلى المستهلك النهم لأي إبداع إماراتي متميز، متمنية ألّا تؤثر الأحداث العالمية في سعر الكتاب الذي ترى أنه طاله هو الآخر ارتفاع في سعره.

واعتبرت المعرض فرصة جيدة لإبراز وظهور الكاتب الإماراتي، مؤكدة أن وصول المنتج الثقافي المحلي إلى المستوى العالمي يبدأ من قوة الحضور الوطني ومن التواصل المثمر مع صناع الكتاب في الإمارات، مشددة على أن المعرض سيساهم في إيصال صوت المثقف الإماراتي إلى الآخر، منوهة بأنه من الضروري أن يتعرف العالم على الثقافة والهوية الإماراتية، كما يعرفون تماماً البنية التحتية المبهرة في الإمارات.