الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ريع حفلات مغنين روس يذهب لمساعدة لاجئين أوكرانيين

أطلّ نجم الراب الروسي نويز إم سي على الخشبة أمام مئات المعجبين من أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا وفدوا إلى العاصمة البولندية وارسو لحضور حفلته المناهضة للحرب الروسية في أوكرانيا.

وبكلمات مؤثرة، ندد نجم الراب بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ثم رسم رمز السلام قائلاً «سأستمر في رفع هذا الرمز حتى يتم اعتقالي».

وكان المغني يشير إلى الانتهاكات التي تنسبها أوكرانيا ودول الغرب إلى القوات الروسية والمُرتكبة في مدن عدة من بينها بوتشا حيث عُثر على جثث عشرات الأوكرانيين قُيّدت أيادي بعضهم خلف ظهورهم.

ونويز إم سي، واسمه الحقيقي إيفان أليكسيف (37 عاماً)، هو أحد نجمي البوب الروسيَّيْن اللذين يحييان حفلات موسيقية في أوروبا لجمع تبرعات مخصصة للأوكرانيين الذين اضطروا إلى النزوح من الحرب الروسية على بلدهم.

وجمع المغنيان إلى جانب مغنية البوب الروسية المعروفة مونيتوتشكا أكثر من مئتي ألف يورو لصالح منظمة غير حكومية بولندية توفر مساعدة للاجئين، وذلك بفضل جولتهم الموسيقية المعنونة «فويسز أوف بيس» (أصوات السلام).



بحيرة البجع


وقالت مونيتوتشكا قبل إحيائها إحدى الحفلات «أردت أن أجد طريقة للتعبير بأقصى فاعلية ممكنة».

ثم صعدت إلى المسرح لتؤدي أغنياتها أمام شاشة تُعرض عليها مشاهد تظهر راقصات باليه يؤدين عرض باليه «بحيرة البجع» الذي يُربط بأفول الحقبة السوفياتية وانهيار النظام.

وألقت مونيتوتشكا، واسمها الحقيقي ليزا غايرديموفا (23 عاماً) قصيدة مؤثرة انتقدت فيها الهجوم الروسي على أوكرانيا، قبل أن تؤدي أغنيات من نوع إلكترو-بوب.

وقالت المغنية التي ولدت مباشرة قبل وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة عام 2000 «وجدنا طريقة لإحداث فرق فعلي ولكي ننسى للحظات الشعور بالذنب».

كانت مخاوف مونيتوتشكا حيال الوضع في روسيا تتلظى قبل اندلاع الحرب خلف «صور استعارية» في كلمات أغنياتها، لكنّ الشهرين الماضيين أحدثا تغييراً في هذا الشأن.

وتقول «أصبحت أتحدث عن الحرب من دون مواربة»، منتهكةً قانوناً وضعه الكرملين ويطالب الروس بالإشارة إلى الهجوم في أوكرانيا على أنّه «عملية عسكرية خاصة».



رواية الكرملين

لكنّ مونيتوتشكا تعرب في الوقت نفسه عن خشيتها من أن يبتعد معجبوها المتعاطفون مع رواية الكرملين. وتضيف «أحاول بكل جهدي عدم إثارة الخوف في صفوف الأشخاص الذين لا يعبرون عن آرائهم، بل أسعى بالأحرى إلى أن أجعلهم في صفنا».

هذه السلسلة من الحفلات الموسيقية في أوروبا مختلفة تماماً عن الجولات السابقة، حتى تلك التي حصلت بعد 2014، عام انتفاضة ميدان وضم روسيا شبه جزيرة القرم.

وتشير مونيتوتشكا إلى أنّ الفنانين الروس واصلوا في ذلك الوقت إحياء حفلاتهم في أوكرانيا، من دون وجود فرق كبير بين حفلة موسيقية تنظّم في سانت بطرسبرغ وأخرى وفي خاركيف التي دمرتها الحرب الروسية الحالية.

وتتابع «كان بإمكاننا الذهاب إلى تلك المناطق وتأدية أغنياتنا الروسية بلغتنا ولم يكن ليتعرض لنا أي أحد»، مضيفةً أنّ «الناس هناك يحفظون أغنياتنا».

ولم يتغير هذا المشهد في الحفلات الأوروبية، إذ يردّد مئات المعجبين الذي أتوا إلى وارسو الأغنيات بصوت واحد.