الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

نفحات ومسرات في بيت الشعر بالشارقة

نفحات ومسرات في بيت الشعر بالشارقة

اختمت أنشطته الرمضانية

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة أمسية بعنوان «نفحات ومسرات»، اختتم فيها أنشطته الرمضانية، وحلقت فيها قصائد الشعراء نوارس على فضاء الشارقة، وتنوعت اشتغالاتها بين الهم الإنساني والشدو الوجداني.

بينما تجلّت الشارقة بكل بهائها في فضاءات القصائد، وأحيا الأمسية كلٌّ من الشعراء: الفلسطيني د. يوسف حطيني، والسوري سليمان الإبراهيم، والسودانية منى حسن، وذلك بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والمهتمين من أهل الثقافة والأدب، وقدمها الدكتور مهدي الشموط الذي أشاد بالجهود المبذولة والدور الثقافي الريادي للشارقة.

استهل د. يوسف حطيني القراءات بباقة قصائد متنوعة من حدائق أشعاره، تشدو للحب وأوجاعه مخاطباً طيف الحبيب في مقطوعة جاء فيها: يا تُرى أيُّ حنينٍ أوجعَكْ

فتجلّى الصّوتُ حُزْناً أدمعَكْ؟

جئتني بالأمسِ طيفاً ساحراً

هامساً في غِيِّهِ أن أتبعَكْ

تلتها قراءته لقصيدة العطر التي تستلهم رواية العطر لباتريك زوسكيند، جاء فيها:

لديّ إذاً في دمي وطنٌ من عبيرٍ

يطلُّ على صهوةِ الرّيحِ

من غيمةٍ جارحهْ

وما زلتُ أبحثُ في جسدٍ أنهكته العواصفُ

عن حُزْنِ نايٍ يغنّي لرائحةِ الحزنِ

في دمعتي المالحَهْ

ثم ختم بقصيدة «تقسيمات على وتر الحب»، يحاول الشاعر من خلالها إيجاد تعريف يحيط بمعنى الحب، على اتساعه في المسافة بين الوطن والحبيبة يقول فيها:

إنّهُ الحبُّ

أن تدعَ الرّيحَ تدفعُ أشرعةَ الخاتمهْ

بينما بحرُكَ العذبُ

يرسمُ عندَ شواطئهِ أملَ الرّحلةِ القادمهْ

أعقبه الشاعر السوري سليمان الإبراهيم الذي افتتح قراءاته بالتأمل في ما مر من سنوات عمره الثلاثين متخذا عدة عتبات للتأمل أشجار بلا ثمر/الوقت/ البيت/ الحلم/ الغربة/ وغيرها، وتجلت حسرة الشاعر الغارقة في خشيته أن لا يكون لخطاه أثر على ذاكرة الماء.

ولطالما اشتكى الشعراء من سرعة مرور العمر وتحسروا على ما فاتهم ويفوتهم فيه، وتوجسوا من عبوره دون أن يقتنصوا منه ما يضيء عتمة الحياة، يقول الشاعر:

ثلاثون عاماً، قُلْ هو العمر غابةٌ

وجوعُكَ أنْ أشجارُها دونما ثمرْ

ثلاثون عاماً، قل هو البيت كذبةٌ

وبردُكَ أنْ عمَّرْتَها حجراً حجرْ

ثلاثون عاماً، قل هو الحلم نحلةٌ

إذا حبرُها شهدٌ فأقلامها إبَرْ

ثلاثون عاماً، قل هو الوقت غيمةٌ

غداةَ يموت العشبُ ترثيهِ بالمطرْ

ثلاثون ماءاً كنتُ قد سِرتُ فوقهُ

وأغرَقَني أنْ كان سَيريْ بلا أثرْ

واختتمت القراءات الشعرية الشاعرة منى حسن التي افتتحت قراءتها بقصيدة موشاة بالصدق ومختومة بالحكمة والتأمل حيت فيها دولة الإمارات والشارقة مستلهمة الدور الثقافي الريادي لبيوت الشعر ومشيدة بجهود حاكم الشارقة في خدمة الشعر واللغة العربية، حيث ناجت روحها قائلة:

على الإماراتِ كوني سيلَ أدعيةٍ

وحجِّبيها ب «بسم اللهِ والفلقِ»

وصافحي في ندى الأزمانِ شارقةً

أسماؤها حللٌ للمجدِ والألقِ

مذ شاءها اللهُ كان العلمُ حارسها

وهمّ قادتِها في كلِّ مفترقِ

سُلطانها شادُ بيتِ الشعرِ حينَ رأى

تغرُّبَ الشعرِ في ترحالهِ النزقِ

تناسل البيتُ أهدى كل عاصمةٍ

للشعرِ نجماً غدا يختالُ في الأفقِ

ثم واصلت الشاعرة قراءاتها مفتتحة بمقطوعة وجدانية ينساب فيها النيل ظمئاً للمعتق في دنان العمر بعنوان «أخشى عليك»، تقول فيها:

يا جمرةً في الحنايا تشتهي حطَبِي

أهواكَ ليلاً من الحرمانِ يفتِكُ بِي

أهواكَ أخيلةً تختالُ في لغتي

وتستريحُ على الأشعارِ من تعبي

أهواك نيلاً جرى في مهجتي ظمِئاً

لما تعتَّقَ في روحي على الحقبِ