الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أمسية سورية عراقية في بيت الشعر بالشارقة

أمسية سورية عراقية في بيت الشعر بالشارقة

من احتفاء بيت الشعر بسعد الدين كليب والساعدي والعثمان.

نظّم بيت الشعر بالشارقة، أمس الثلاثاء، بقصر الثقافة، أمسية شعرية احتفت بثلاثة وجوه شعرية ذات حضور متميز في المشهد الشعري العربي، وهم د. سعد الدين كليب من سوريا، ود. عارف الساعدي من العراق، وأ. محمد العثمان من سوريا. وذلك بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت وجمهور غفير من المثقفين والشعراء، والإعلاميين، والمهتمين.

وغرّد الشعراء المشاركون على غصون القصيدة، فشنفوا أسماع الحاضرين بأجمل الأنغام، وعطروا الأجواء بأريج المعاني، وقدم الأمسية الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام الذي افتتح الأمسية بتحية لبيت الشعر والقائمين عليه.

وبهذه المناسبة، قال محمد البريكي: "استطعنا من خلال هذه الأمسية أن نستعيد الزمان من خلال المكان، فهذه القاعة شهدت في يناير 2020 أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، وها هي تشهد أمسية شبيهة بأمسيات المهرجان من حيث الحضور الكبير، وانتقاء الشعراء الذين استطاعوا بحضورهم من حشد الذائقة وإغرائها على الحضور".

افتتح القراءات الشاعر د. سعد الدين كليب الذي ابتدأ بقصيدة منحازة للوطن/ الحجر/ البيت/التراب، في أبيات تجلى فيها عشق الوطن شعراً نديّاً، يقول من قصيدة «تطريز شامي»:

قلبي على حجرٍ في الشام سكناهُ

لو لم يكن حجراً، كنا عبدناهُ

قال النبيّون هذا كوكبٌ عجبٌ

يا ليتهُ بلدٌ يدنو فنحياهُ

فكانَ ما كانَ مما لم يكن قدراً

فسيفساءٌ، بروح الشرق تيّاهُ

أعقبتها قصيدة أثارت فيها الذات الشاعرة تساؤلات وجودية غارقة في التيه والوحدة والحيرة، محفوفة بالبياض، الذي يحيلنا للفراغ/ العدم/ واد غير ذي زرع، في وقفة يقفها الشاعر على حافة ذاته متأملا ضياعها، يقول الشاعر:

وماذا سوف أفعل هكذا وحدي

بوادٍ غير ذي زرعٍ

أجدّف دونما أفقٍ

وأخبطُ تائهاً توّاهْ

هنا لا شيء أفعلهُ

هنا لا شيء غير الأبيض المسفوحِ

أسقط في حُميّاه

ويصلبني على حُمّاهْ

كأني لم أكن من قبل

تلاه الشاعر العراقي د. عارف الساعدي ابن الأنهار، وشقيق الحزن، الذي افتتح قراءاته بحكاية النهر الذي غدا رمزاً جسّد أوجاع الشاعر التي يهرب منها إلى محاولة التقاط الجمال من حوله يقول:

منذ أن قيل حزنُه لا يُجارى

ذرف النهر دمعه وتوارى

واختفى العشب من يديه وتاهتْ

ضحكاتٌ على شفاه الحيارى

أيقظِ النهر مرةً بعد أخرى

فنعاس الأنهار شيبُ صحارى

كما قرأ الساعدي بعدها مقطعاً من «مدونة إعرابي»، ثم سافر بالحضور في مخيلة الرسام الذي ينظر للعالم من خلال لوحته محاولا هدم واقع يرفضه ورسم واقع يشتهيه، إلا أن عوالمه تداخلت وتمازجت حتى تلاشى الخط الفاصل بين الواقع والخيال، يقول من قصيدة «ما لم يقلْهُ الرسام»:

رسمت غيمًا ولم أرسم له مطراً

لكنّه كسر اللوحات وانهمراً

وفزّز الماء طينًا كان مختبئاً

في لوحتي، ناطرًا في صمته المطراً

وكان في الطين حلْمٌ، لو منحت له

وقتاً نديّاً لكانت لوحتي شجراً

لكنه اختلطت ألوانُنا فإذا

هذا الرماديُّ ليلًا يصبغ الفقراً