الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

غياب الدعم يدفع السينما الخليجية للدراما الإنسانية الأقل تكلفة

غياب الدعم يدفع السينما الخليجية للدراما الإنسانية الأقل تكلفة
أكد سينمائيون ومسؤولون التقتهم «الرؤية»، على هامش مهرجان العين السينمائي، أن السينما الخليجية تغرد بعيداً عن نظيراتها، سواء العربية أو الأمريكية والهندية، مشيرين إلى أنها تصطبغ بطابع إنساني وتحليلي، فضلاً عن بعض الأعمال الكوميدية التي تظهر على استحياء.

وعزوا غياب أفلام الأكشن والإثارة والرعب عن السينما الخليجية إلى أن إنتاج هذه النوعية من الأفلام ذات الإمكانات الكبيرة يتطلب ميزانيات ضخمة وهو ما يصعب تنفيذه في غياب الدعم، في الوقت الذي لا تحتاج فيه الأفلام الإنسانية لهذه التكلفة، منوهين في الوقت نفسه برغبة الجمهور الخليجي في متابعة الأفلام التي تحمل قضية أو رسالة معينة ذات أبعاد نفسية واجتماعية.

وأكدوا أنه على الرغم من إحداث الشباب لحراك فني بعد أن استخدموا التقنيات الحديثة للسينما إلا أن الموضوعات المطروحة ظلت تراوح مكانها وما زالت تعالج قصصاً إنسانية بالدرجة الأولى، مستشهدين على ذلك بالأفلام المشاركة في مهرجان العين السينمائي.


رسائل اجتماعية


وأوضح المخرج والمنتج السعودي فهمي فرحات أن القضايا السائدة في السينما السعودية والخليجية عامة تدور حول العلاقات الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى الكوميدية بنسبة قليلة، مفسراً ذلك بأن الجمهور يتوقع متابعة قضية أو رسالة معينة من الأفلام المحلية.

ويعتقد فرحات أن سينما الأكشن والرعب لا تلقى قبولاً لدى المشاهد الخليجي لأنها لا تحمل في الغالب قصة تتعمق في العلاقات بين البشر وأبعادها النفسية والاجتماعية.

أفكار جديدة

وحمّل المخرج البحريني الشاب سلمان يوسف مسؤولية غياب أفلام الأكشن والرعب إلى ندرة الدعم المقدم للسينما البحرينية خاصة والخليجية عامة، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى كوادر ضخمة وميزانية كبيرة.

وأكد أن طبيعة المجتمعات العربية لا تصلح معها إلا الأفلام الإنسانية والاجتماعية، لافتاً إلى أن الخليجيين يقبلون على أفلام تعكس الواقع وتناقشه.

في حين يعتقد مجاهد بديوي من إدارة علاقات صناع الأفلام بالمهرجان الشبابي السعودي للأفلام أن ثمة تغيراً في فكر الشباب نتيجة اطلاعهم على ثقافات أخرى، وتعلمهم الكثير من التقنيات في أوروبا والولايات المتحدة، مؤكداً أن هناك أفكاراً جديدة تظهر في الأفق قد تأخذ السينما الخليجية إلى اتجاه مغاير تماماً.

من جانبه، اعتبر الممثل السعودي حسين العباس الجمهور الفيصل في تحديد هوية الأفلام الخليجية، عازياً الطبيعة الإنسانية للأفلام الخليجية إلى قلة عدد المشاهدين في دول الخليج التي تمثل مساحة محدودة للتسويق.

وأشار إلى أن افتقاد الشباب الخليجي لأسواق أخرى لعرض إنتاجهم دفعهم للاتجاه إلى الأفلام الإنسانية بحجة أن «الجمهور عايز كدة»، داعياً إلى فتح سوق للسينما الخليجية في مصر، الأمر الذي سيخلق حراكاً كبيراً في المشهد المحلي.

حلول غير تقليدية

من جانبها أشادت الفنانة المصرية بشرى بمستوى الأفلام الخليجية المشاركة في المهرجان، مشيرة إلى أن الإيجابية الأكثر بروزاً في هذا المجال مرتبطة بالأعمار السنية الصغيرة للمخرجين والمواهب السينمائية، مضيفة: «استيعاب المهرجان لنتاج المواهب الشابة تحديداً يؤكد التركيز على مستقبل صناعة السينما».

وأشارت بشكل خاص إلى جرأة صانعي الأفلام الشباب عبر طرح أفكار ورؤى وحلول غير تقليدية، لا سيما فيما يتعلق بالأفلام القصيرة، التي تظل البوابة الأبرز لأفلام الشباب.

غزو سينمائي

اعتبرت الكويتية فاطمة الحسينان مديرة مهرجان الكويت السينمائي أن السينما الناجحة هي تلك التي تعكس ثقافة الشعوب، مشيرة إلى أن فطرة الخليجيين تميل للإنسانية.

واعتبرت الحسينان قلة دعم الأفلام السينمائية السبب الرئيس في محدودية موضوعات الأفلام، مؤكدة أن أفلام الأكشن والرعب بعيدة عن طبيعة شعوب الخليج.