السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«إلى سما» .. وثائقي سوري يهزّ مشاعر جمهور «كان»

«إلى سما» .. وثائقي سوري يهزّ مشاعر جمهور «كان»
بالرغم من احتدام المعارك، قرّر زوجان البقاء مع طفلتهما الصغيرة في حلب المحاصرة التي أصابها الدمار، هي لتصوّر وهو ليطبّب.. وتبرر المخرجة السورية وعد الخطيب قرارها هذا في وثائقي «إلى سما» الذي هزّ مشاعر الجمهور في مهرجان كان السينمائي.

وعرض الفيلم الذي شارك البريطاني إدوارد واتس في إخراجه، خلال جلسة خاصة. وحظوظه وافرة للفوز بجائزة «العين الذهبية» التي تكرّم منذ العام 2015 عملاً وثائقياً يعرض في كان، بغض النظر عن الفئة المشارك فيها.

ويستعرض «إلى سما» الذي يتخذ شكل رسالة توجهها الأم إلى ابنتها ويتضمن مشاهد مؤثرة جداً صوّرتها الخطيب في شوارع حلب أو محيط المستشفى، مسار وعد الطالبة فالزوجة والوالدة.


ففي 2011، كانت هذه الشابة تدرس أصول التسويق في جامعة حلب بعد تخليها عن فكرة خوض مجال الصحافة لأن هذه المهنة محفوفة بالأخطار في نظر أهلها، غير أن «المعادلة انقلبت رأساً على عقب عند انطلاق التظاهرات الأولى» ضد نظام بشار الأسد التي قمعت قمعاً دموياً.


وصرّحت المخرجة «كانوا يتكلمون في الأخبار عن إرهابيين وليس عن متظاهرين. لم تكن في الجامعة أي وسيلة إعلامية لنقل التطوّرات، وكانت الفكرة تقضي بحمل الهاتف الخلوي لتوثيق الأحداث».

بدأت وعد الخطيب التصوير في العام 2012، ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين. ولقد صوّرت بواسطتها كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها، مروراً بتوافد الجرحى إلى المستشفى، فخلّدت لحظات وضع مولود ميت ونحيب صبيين تحسراً على وفاة شقيقهما الأصغر.

ونالت بفضل تسجيلاتها هذه مكافآت عدة، أبرزها جائزة في مهرجان بايو لمراسلي الحرب عام 2017.

وصوّرت وعد رحلة العودة إلى حلب المحفوفة بالأخطار التي قامت بها مع طفلتها في يوليو 2016 لتزور حماها المريض في تركيا.

وخلال خمسة أعوام، جمعت تسجيلات تمتد لمئات الساعات نشرت جزءاً منها على الإنترنت مع الحرص على التستر على هويتها خشية توقيفها.

وفي ظل سيطرة الجيش على الأحياء الشرقية لحلب بعد هجوم عسكري واسع وإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة منها، اضطر حمزة ووعد وابنتهما سما إلى مغادرة البلد. وباتت العائلة تقيم في لندن حيث تتعاون وعد مع القناة التلفزيونية الرابعة.