الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فنانون ومنتجون: «الفورمات الأجنبي» يهزم الدراما العربية

فنانون ومنتجون: «الفورمات الأجنبي» يهزم الدراما العربية

شيرين في لقطة من مسلسل طريقي.

لم يكن مسلسل «كأنه امبارح» الذي اختتم عرضه أخيراً على قنوات أبوظبي، الأول في سلسلة الأعمال التي تعتمد على تحويل مسلسلات أجنبية حققت نجاحاً كبيراً في بلادها، إلى النسخة العربية وهو ما يعرف بظاهرة الفورمات الأجنبي، إذ سبقه عدد من الأعمال التي يمكن أن يقال إنها شكلت ظاهرة لافتة في سوق الدراما.

ووضع الفورمات الأجنبي صناع المسلسلات والمتابعين في حالة من الجدل، إذ رأى البعض أن وجود هذه النوعية من الأعمال بمنزلة تمهيد لابتلاع الدراما العربية وتذويب خصوصيتها في إطار عولمي هجين، لا يحفل بخيال الكاتب العربي، فيما اعتبرها آخرون ظاهرة صحية تنم عن إيجابية التأثير والتأثر، في ظل التنوع الدرامي الموجود على الساحة عبر قضايا لا تعترف بحواجز اللغة.



مؤشر غير إيجابي


اعتبر الكاتب والسيناريست المصري بشير الديك، انتشار تلك الظاهرة مؤشراً غير إيجابي، خصوصاً مع زيادة ورش العمل، مؤكداً أن ذلك يعكس فقراً في الخيال الدرامي للكتاب بنسبة كبيرة.

وأكد أنه ليس ضد الفورمات الأجنبي وإن كان يرى أن الأزمة تكمن في النسخ الكامل، مؤكداً أن التعريب يستدعي إضافة الكاتب للنص من خياله وإبداعه، لكن أن يتم النقل بعملية ميكانيكية، فتلك هي الأزمة التي تمهد لتراجع دور كاتب النص العربي.

ظاهرة قديمة

وأكد المنتج صادق الصباح أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها بدأت قبل سنوات، وأخذت في الانتشار في العالم كله وليس في الدراما العربية فقط، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المسلسلات التركية على سبيل المثال مأخوذ عن أعمال أجنبية، وذلك بعد إضفاء بصمة خاصة تجعلها قريبة من المجتمع الذي تعرض فيه.

ونفى أن تكون الأعمال المقتبسة ترجمة حرفية عن النسخة الأجنبية، لافتاً إلى أن هناك صياغة للموضوع والقصة الأساسية، لتكون صالحة للجمهور العربي، ويمكن للمؤلف أن يضيف شخصيات إذا ما كانت تضيف للعمل ولروحه.

أحداث تتجاوز اللغة

ولم تتردد الفنانة رانيا يوسف على الإطلاق في المشاركة في عمل مأخوذ عن فورمات أجنبي، مستشهدة بنجاح تلك الظاهرة في كثير من دول العالم، منوهة بأنه لا يمكن اعتبارها دليلاً على فقر الخيال أو نضوب الإبداع.

وأشارت إلى أن هناك من الأحدث والقضايا والقصص الإنسانية الكثير التي تتجاوز حدود اللغة والمجتمعات وتكون صالحة للتقديم في كل مكان، بشرط أن تكون هناك تفاصيل وملامح تخص المجتمع الذي تقدم فيه، مؤكدة أن هذا ما وجدته في مسلسل «كأنه امبارح»، لذا وافقت عليه على الفور.

رؤية خاصة

واعترض السيناريست شريف بدرالدين على من وصف من يقتبسون من الأعمال الدرامية الأجنبية بأنهم مفلسون أصحاب خيال ناضب، مشيراً إلى أن السيناريست عندما يعمل على هذه النوعية يحاول ابتكار وخلق أجواء خاصة بالمجتمع الذي يعيش فيه.

وأشار إلى أن من يتصدون للفورمات يعملون على تقديم رؤية خاصة للشخصيات وملامحها داخل العمل، إذ يعملون على إضافة تفاصيل كثيرة لم تكن موجودة في العمل الأصلي حتى يضفون على المسلسل روحاً عربية.

نجاح جماهيري

وشهدت هذه الظاهرة نشاطاً ملحوظاً في السنوات الخمس الأخيرة مع مسلسل «هبة رجل الغراب»، الذي جسدت فيه دور البطولة إيمي سمير غانم، ثم ناهد السباعي، والذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً بأجزائه الأربعة، وكان مأخوذاً عن المسلسل الأمريكي Ugly Betty.

في العام التالي، جاء مسلسل «طريقي» الذي جسدت بطولته المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب، في أول ظهور تلفزيوني لها، والمقتبس من المسلسل الكولومبي La Ronca De Oro، الذي يتناول قصة حياة المطربة الكولومبية Helenita Vargas.

3 أعمال

وشهد عاما 2018 و2019 تقديم ثلاثة أعمال، أولها كان مسلسل «طلعت روحي» بطولة إنجي وجدان، وهو مأخوذ عن المسلسل الأمريكي Drop Dead Diva، ثم جاء مسلسل «كأنه امبارح» بطولة رانيا يوسف والمأخوذ عن المسلسل الأمريكيReturn of Lucas، وأخيراً مسلسل «زي الشمس» الذي عرض في رمضان الماضي بطولة دينا الشربيني والمقتبس من المسلسل الإيطالي Sorelle.ترفع بعض المسلسلات شعار «نسخة واحدة لا تكفي»، ففي عام 2016 ظهرت النسخة المصرية من المسلسل الإسبانيGrand Hotel، الذي حمل الاسم ذاته، فيما قدم كذلك في نسخ إيطالية، برتغالية ومكسيكية. وشهد عام 2017 مسلسل «حلاوة الدنيا»، لمؤلف «غراند أوتيل» و«طريقي»، وهو تامر حبيب، وهذه المرة كان العمل مأخوذاً عن المسلسل المكسيكي Terminales، والذي جرى تقديم نسخة منه في أمريكا بعنوان Chasing Life.