الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

"عرائس الخوف" .. دراما تونسية تفضح سوداوية حكم "النهضة الإخوانية"

عرّى فيلم "عرائس الخوف" الذي عرض في أيام قرطاج السينمائية للمخرج التونسي النوري بوزيد، فترة حكم حركة النهضة الإخوانية لتونس بين سنتي 2011 و2014، والتي شهدت عودة النساء التونسيات من بؤر الإرهاب بسوريا والعراق.

ووضع بوزيد المسار الدرامي لفيلمه في سياق زمني محدد وهو فترة تعاظم انتشار الحركات السلفية الجهادية في تونس وحركة الاستقطاب الكثيفة التي شملت مئات الشباب بتشجيع سياسي من الترويكا الحاكمة (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بقيادة حركة النهضة(.

وكثف تركيز المنحى الدرامي على قصة مستوحاة من حكاية فتاة شابة اتبعت الدعوات الجهادية للذهاب إلى سوريا ومعاضدة المجاهدين هناك عبر ما سمي إعلامياً جهاد النكاح.

وأُثار فلم "عرائس الخوف" تفاعلاً كبيراً من قبل المتابعين، ورصدت "الرؤية" آراء الشباب بعد العرض الأول للعموم.

وقالت سمر العايدي، 35 سنة، أستاذة رياضيات أنها "انبهرت بقوة السرد" وتضيف "أحسست أنني أعيش في تلك الفترة فعلاً، أتذكرها جيداً لقد كانت فترة سوداء من عمر تونس والتونسيين وحينها لم نعرف الأمن وسكن الخوف عالمنا.

وأضافت: فيلم عرائس الخوف مخيف فعلاً ويذكرنا بما يمكن أن يحدث في بلد تحكمه النهضة وأمثالها.

وفي حديث مع "الرؤية" أوضح المخرج التونسي النوري بوزيد أن "عرائس الخوف" يعد محاولة لـ"تنشيط الذاكرة، إذ لا يجب على التونسيين نسيان 4 سنوات من الرعب عاشوها تحت غطاء حكم الإسلاميين وأشباههم وحلفائهم".

ويضيف بوزيد "أمضيت 3 سنوات أجمع الشهادات وأقرأ الدراسات عنهم وألتقي النساء".

وقال الصحفي مهدي الجلاصي، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين بعد العرض إن بوزيد ناقش قضايا التونسيين الحارقة بنوع من المغامرة والجرأة في الطرح، مشيراً إلى أن "عرائس الخوف" يناصر المرأة وحقوقها ولا يتعاطف مع الإرهاب بقدر ما يصور بشاعته على أناس أبرياء.

وقال الناقد السينمائي التونسي خميس العرفاوي إن بوزيد ركز خلال هذا الفيلم على ملامح النساء الذاهبات إلى بؤر الإرهاب واللائي يستعددن للذهاب، لقد تمكن من الدخول إلى العائلات والضحايا وصغار المغتصبات باسم الدين، لقد أقنع من نواحي عديدة خاصة من حيث إدارة الصورة أيضاً.

"عرائس الخوف" من بطولة نور الحجري وعفاف بن محمود وسندس بلحسن والممثلة القديرة فاطمة بن سعيدان وآخرون.