الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

الإعلان الترويجي للفيلم تضمن مشاهد مثيرة لأطفال.. واستدعى اعتذار نتفليكس.. مطالبون بمنع عرض Cuties : مثير للاشمئزاز

أثار الملصق والإعلان الترويجي للفيلم الفرنسي السنغاليCuties ضجة هائلة، بما احتواه من صور ومشاهد لفتيات قبل سن المراهقة يرقصن بطريقة مثيرة أو يرتدين ثياباً شبه عارية، ما أثار موجة احتجاج عارمة دفعت إلى المطالبة بمنع عرض الفيلم على الشبكة المقرر في 9 سبتمبر المقبل.

وسارعت نتفليكس بنشر اعتذار عن المشاهد التي احتواها الملصق والتريلر، وتغييرهما.

بدت المشاهد في الملصق والفيلم الترويجي متناقضة مع مغزى Cuties أوجاذبات، واسمه الأصلي بالفرنسية Mignonnes وهي تدل على الجمال والجاذبية لصغيرات السن، والتي تدور حول اكتشاف مجموعة من الفتيات ملامح فترة ما قل المراهقة، وتمردهن على واقعهن.



سلعة رخيصة

بدا العمل وكأنه يركز على الفتيات كسلعة جنسية ، برقصاتهن وملابسهن، وهو ما أثار استياء الكثيرين قياساً بما يثار حالياً من فضائح حول الاتجار بالأطفال واستغلالهم جنسياً وآخرها وأشهرها فضيحة رجل الأعمال الأمريكي المنتحر جيفري أبستاين المدان بالاتجار بالقاصرات، والمتورط فيها عدد من المشاهير في العالم.





الفيلم هو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة السنغالية الفرنسية ميمونة دوكوريه التي فاز فيلمها القصير مامانز بجائزة سيزار عام 2017، وفي العام نفسه فاز سيناريو فيلمها «كيوتيز» بجائزة من نفس المهرجان ما مكنها من الحصول على تمويل لإخراج جاذبات.

وشاركت دوكوريه في المهرجان العام الجاري، وفازت عنه بجائزة لجنة التحكيم كأفضل إخراج، واشترت منها نتفليكس حقوق عرضه على منصتها.





ضجيج مسبق

وعلقت صحيفة الغارديان على الفيلم: من الإنصاف القول، إذاً، إن الفيلم كان من المقرر عرضه على المنصة بقدر كبير من الضجيج المسبق، مشيرة إلى أن الضجة حوله لطخت سمعة صانعته دوكوريه في الوحل في عملها الأول .

تدور قصة الفيلم حول الفتاة السنغالية المسلمة إيمي أو الممثلة فتحية يوسف (11 عاماً)، التي تنضم إلى مجموعة فتيات لديهن فرقة للرقص في مدرستها، وتصبح واحدة من الشلة، وتبهرها وتجذبها طريقة حياة صديقاتها الجدد وتمردهن، وانفتاحهن على الحياة وطريقة ارتداء ثيابهن، ومرحهن.

ويزداد وعي إيمي سريعاً بأنوثتها وهي في مرحلة البلوغ، فتعيش صراعاً داخلياً ويحدث التصادم بينها وعائلتها، بعد أن شعرت بالتناقض الكبير بين سلوكيات تلك الفتيات، وعادات وتقاليد أسرتها والمنظومة الأخلاقية لمجتمعها، ويحدث صدام حتمي مع والدتها التي تحاول أن ترضيها .





والحقيقة أن الذي أثار الاعتراض هو ملصق الفيلم والتريلر الخاص به لأن المعترضين والمحتجين لم يشاهدوه بعد لأنه من المقرر عرضه على نتفليكس في 9 سبتمبر المقبل.

ويصور الملصق والتريلر إيمي وأعضاء أخريات في «شلتها» وهن يرقصن في أوضاع مثيرة، ويرتدين ثياباً متحررة أو شبه عارية، وهو ما أثار حفيظة الآلاف عبر الإنترنت، ورفعوا عريضة شارك فيها ما يقرب من 170 ألف شخص تطالب بإلغاء عرض الفيلم عبر نتفليكس.

وربما لا تتطابق رسالة الفيلم مع حملته الترويجية ما دفع نتفليكس إلى تغيير الملصق، والاعتذار عنه «نأسف بشدة للعمل الفني غير اللائق الذي استخدمناه. لم يكن الأمر جيداً، ولم يكن ممثلاً لهذا الفيلم الفرنسي الذي فاز بجائزة في صندانس. لقد قمنا الآن بتحديث الصور والوصف».

بالمقابل، حظي الفيلم بتعاطف بعض المشاهير من بينهن الممثلة الأمريكية تيسا تومسون التي غردت: «فيلم جميل، أبهرني عندما شاهدته في مهرجان صاندانس، أصبت بخيبة أمل من الكلام المتناثر حوله».





محتوى منفر

بينما أشار مقال لكاز أرمسترونج على موقع مهرجان صندانس إلى أن: «الجمهور يواجه حركات رقص جنسية لفتيات في عمر 11 عاماً ونحن مجبرون على التفكير في عالم يشجع النساء والفتيات على التصرف بهذه الطريقة».

وأوضحت آمي نيكولسون في مجلة فارايتي «العريضة التي طالبت بمنع عرض الفيلم ذكرت أن هذا الفيلم/ العرض مثير للاشمئزاز لأنه يضفي طابعاً جنسياً على طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً من أجل الاستمتاع بمشاهدة إباحية للأطفال، وهو يؤثر سلباً على أطفالنا». وتابعت: ليست هناك حاجة لهذا النوع من المحتوى في تلك الفئة العمرية، خاصةً عندما ينتشر في العالم الاتجار بالجنس، وخاصة للأطفال! لا يوجد عذر، هذا المحتوى خطير.

بينما وجدت كيت إيربلاند في موقع إندواير السينمائي أنه كان مؤثراً في البداية قبل أن يقع في أسر الافتعال والإثارة.



نظرية المؤامرة

في سياق متصل، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن من ضمن مقدمي الشكوى ومحدثي الضجة على الإنترنت مجموعة أمريكية يمينية تعرف باسم QAnon conspiracy theory.

وأوضحت أن المخرجة ميمونة دوكوريه حاولت أن تبرز ضغط المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال الصغار للتصرف بطرق جنسية صريحة.

ونشرت الصحيفة وصف أحد المحتجين على الفيلم حيث قال «الآباء الذين وفقوا على مشاركة بناتهم في ذلك الفيلم قوادون». كما طالب البعض بمنع عرض الفيلم تماماً على نتفليكس.

وقالت صفحة مجموعة QAnon على فيسبوك: «نتفليكس تجعل الاتجار الجنسي بالأطفال أمراً اعتيادياً».





صدمة

من جانبها، قالت المخرجة دوكوريه إن فكرة الفيلم واتتها بعد أن شاهدت حفلاً لأطفال في الـ11 من عمرهن يؤدين عملاً مسرحياً يحتوي على مشاهد جنسية في باريس ما أصابها بالصدمة، رغم أن العديد من أهالي الأطفال كانوا يرتدون ملابس دينية محتشمة.

وأوضحت أن أكثر ما يقلقها هو ضغوط سوشيال ميديا على الأطفال لكي يرتدوا ثياباً جريئة مثيرة.

في المقابل، فإن الفيلم لم يثر ضجة مماثلة في فرنسا، منذ عرضه في دور السينما في 19 أغسطس الجاري.



وقالت صحيفة لوموند الشهيرة: إن صانعة الفيلم امتنعت عن إصدار حكمها على الجنس الصريح الظاهر في الحركات الراقصة، وقالت إنه فيلم جدير بالمشاهدة.

من جانب آخر، أشارت فيونوالا هاليجان في مجلة سكرين ديلي إلى أن مشاهد الرقصات الموحية لفتيات قبل سن المراهقة، شكلت صدمة للجماهير، وأخافتهم من تدمير البراءة، ولكن الفيلم فشل في النهاية في التعبير عن فكرته.