السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«أثل».. وثائقي إماراتي يحصد جائزتين عالميتين وينافس «التجاري» في دور العرض

خرج الفيلم الوثائقي الإماراتي «أثل» إلى النور في عرضه الإعلامي الأول الذي شهدته مساء أمس الاثنين «فوكس سينما» بـ(نيشن تاورز) – أبوظبي.

واحتفل صناع العمل بحصول الفيلم على جائزة الإنجاز في مهرجان برلين فلاش للأفلام بألمانيا، وجائزة ريمي الذهبية من مهرجان هيوستن السينمائي الدولي في أمريكا، واختياره للمشاركة وبصورة رسمية في مهرجانات مدريد وتورنتو وأمستردام وفيينا.





كوميديا خفيفة

وتدور أحداث الفيلم، الذي ينافس قائمة طويلة، من الأفلام التجارية تزخر بها دور العرض المحلية، في إطار فانتازيا خفيف حول الشاعر «طرفة» ومقدمة برامج شهيرة تدعى «سلمى»، والتي اختيرت لتقدم برنامجاً عن الشاعر طرفة بن العبد.





لكن سلمى لم تكن تعلم أن البرنامج سيكون سبباً يقلب حياتها ومسيرتها الإعلامية رأساً على عقب، حيث ستكتشف خلال الأحداث أن القدر يخبئ لها شيئاً بعيداً عن الواقع.



ويتناول الفيلم بأسلوب وطرح جديد في قالب درامي كوميدي خفيف قصة الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد أو الفتى القتيل كما بات يُعرف عبر التاريخ، وهو شاعرٌ قتل في أوج مجده واحتار الكثير من المفكرين والمثقفين في أمر مصيره.

وأخرج فيلم «أثل» إليازية نهيان آل نهيان، ومن إنتاج شركة «توستر» وشركة أناسي للإعلام، فيما شارك في التمثيل كل من الفنانة المصرية حلا شيحة التي تؤدي دور سلمى والفنان منصور الفيلي الذي يؤدي دور بروفيسور في كلية الآداب يدعى جاسم.



وجرى تصوير أحداث الفيلم الإماراتي في منطقة الوثبة بأبوظبي خلال مارس الماضي وعلى مدى 3 أيام.





ويعود اختيار اسم الفيلم «أثل» إلى شجر مِنْ فصيلة الطرفائيات المشتق منها اسم الشاعر طرفة، وهو شجر ينبت بالقرب من المياه في الأراضي الرملية، وذكر «أثل» في القرآن الكريم في سورة «سبأ».





دراما نخبوية

وأكد الفنان الإماراتي منصور الفيلي لـ«الرؤية» أن الفيلم نخبوي يتضمن فلسفة عميقة تحارب الشائعات وتنذر بمخاطرها حتى لو كانت غير مقصودة.



ودعا الفيلي دور العرض إلى تخصيص يوم أسبوعي لعرض الأفلام الوثائقية والقصيرة في مدة تراوح بين الساعة والساعتين وبنفس قيمة التذكرة العادية، مؤكداً أن الأمر سيشهد إقبالاً من قبل أفراد المجتمع، واصفاً تلك الخطوة بـ«الجريئة»، حيث ستسهم في تشجيع المبدعين والموهوبين على المشاركة بأفكارهم الإبداعية والعمل من أجل خدمة المجتمع.





تحري الحقيقة

وأفادت «الرؤية» المنتجة والمخرجة وصاحبه شركة توستر للإنتاج، عفراء المرر، أن فكرة الفيلم تدعو إلى تحري الحقيقة وعدم تصديق الشائعات حتى وإن مر عليها الكثير من السنوات، فيما تجمع أحداث الفيلم بين الماضي والحاضر عبر فانتازيا خفيفة.





ولفتت إلى أن العوامل الطبيعية والبيئية في منطقة الوثبة ساهمت في خدمة تصوير مشاهد الفيلم بنجاح، بما فيها العاصفة الرملية ولون الرمال الأبيض الذي يتوافق مع فكرة الفيلم.

وذكرت أن من بين التحديات الطريفة التي واجهت طاقم التصوير، هو مرور قافلة من الجمال اتجهت إلى شرب ماء البحيرة الصناعية بالكامل والتي تم إنشاؤها لتصوير أحداث الفيلم الوثائقي.

وأشارت إلى أن الفيلم اختير من 7 مهرجانات عالمية، وحصد جائزتين عالميتين، فيما من المخطط توزيعه محلياً أو عالمياً بعد الانتهاء من جولة الفيلم بالمهرجانات العالمية، مؤكدة أن الأفلام الوثائقية والقصيرة أصبحت تحظى بمنصات عرض مختلفة في الآونة الأخيرة ومنها على سبيل المثال منصة نتفليكس.

ونوهت بأن حصول الفيلم على جائزة الإنجاز في مهرجان برلين فلاش للأفلام بألمانيا، منحه التأهل التلقائي إلى الدور نصف النهائي في مهرجان برلين السينمائي السنوي.





مشاركات عالمية

ووقع الاختيار على فيلم «أثل» للمشاركة رسمياً في مهرجان مدريد السينمائي الدولي في إسبانيا، وهو أحد أهم المهرجانات وأكثرها شعبية في أوروبا، حيث يتيح التواصل ما بين صناع الأفلام، إضافة إلى تقديم الدعم من قبل متخصصين في جميع جوانب أعمال السينما.

واختير كذلك فيلم «أثل» رسمياً للمشاركة في جائزة في مهرجان (TINFF) تورنتو السينمائي الدولي بكندا، والذي يستهدف استقطاب أفلام هوليوود ونوليوود وبوليوود وينصب تركيزه على الأفلام الإبداعية المستقلة عبر التنوع والابتكار.

كذلك يشارك «أثل» رسمياً في مهرجان ليفت أوف بتورنتو بكندا، كما جرى اختياره رسمياً في مهرجان ARFFالدولي في أمستردام في هولندا، واختير رسمياً للعرض في مهرجان فيينا للأفلام المستقلة.





نبذة تاريخية

طرفة بن العبد، شاعر جاهلي وصاحب أطول معلقة بين مجموعة المعلقات السبع الشهيرة في الشعر الجاهلي، ورغم حداثة سنه استطاع التفوق على أعظم الشعراء.

لم يمهله العمر سوى 26 سنة كانت حافلة على قصرها بالأحداث والمشكلات، كما كانت حياته مليئة باللهو والمغامرات والعربدة، ولكنه كان يعاني كذلك من الفقر والحرمان في بداية حياته.

عانى طرفة أيضاً من ظلم عشيرته وأصدقائه المقربين، فكان وحيداً ومنبوذاً، وشعر في قرارة نفسه بالغربة الشديدة عن الزمان والمكان وبغربة نفسية واجتماعية أيضاً، الأمر الذي دفعه إلى الانعزال وكتابة ما بداخله على هيئة قصائد بالغة الفصاحة، والتي أشاد بها المخضرمون في علم اللغة والبيان وعلقوها داخل الكعبة، إذ كانت أشعاره تزخر بالحكمة، الفخر، الغزل والهجاء.