الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

In Wonder.. وثائقي لنتفليكس عن معجزة يوتيوب شون مينديز

In Wonder.. وثائقي لنتفليكس عن معجزة يوتيوب شون مينديز

يعتبر شون مينديز، المغني الكندي الشاب، أحد ظواهر عصر يوتيوب والسوشيال ميديا ونتفليكس!

منذ 7 أعوام، عندما كان عمره 15 عاماً، اكتسب مينديز شهرة عالمية من خلال تقليد الأغاني الشهيرة على أحد تطبيقات يوتيوب، حيث حققت مقاطع أغانيه مشاهدات كبيرة، نظراً لحلاوة صوته وصغر سنه، ومن يوتيوب التقطه وكيل فنانين «شاطر» وصنع منه أسطورة خلال سنوات قليلة، نما خلالها الصبي الخجول ليصبح شاباً وسيماً جذاباً مفتول العضلات، مطوراً من صوته من خلال التدريب المستمر، والتركيز الفائق في عمله، حتى أصبح أصغر أنجح مطرب في التاريخ من ناحية كم المبيعات والجوائز التي حصل عليها، من خلال 3 ألبومات ناجحة خلال مدة قصيرة لا تتجاوز 5 سنوات. هذه الشهرة السريعة المدهشة والأرقام القياسية والشعبية التي يحظى بها الفتى بين مئات الآلاف، وربما الملايين، دفعت منصة «نتفليكس» العالمية لصنع فيلم عنه ضمن مجموعة الأفلام الوثائقية التي تنتجها المنصة عن المغنيين المعاصرين.





الفيلم الذي بدأ بثه منذ أيام يحمل عنوان «في حالة روعة» In Wonder، وعنوانه دعاية واضحة لألبوم مينديز القادم الذي يحمل اسم Wonder، وخلال ساعات من إتاحته على «نتفليكس» حقق الفيلم نسبة مشاهدات كبيرة، نتيجة شهرة مينديز بالقطع، وليس لأنه فيلم عظيم.

الفيلم الذي أخرجه جرانت سينجر، مخرج الفيديو كليب المعروف، أشبه ببرنامج تلفزيوني دعائي عن المغني وأسرته وحبيبته وعالم الاستديوهات والحفلات الموسيقية، والحقيقة أنه لا يوجد في حياة مينديز الكثير من الأحداث أو الدراما، فقد وجد نفسه مشهوراً ومليونيراً وهو لم يكد يبدأ حياته بعد، على عكس معظم الفنانين الذين يشقون طريق المجد بصعوبة على الأقل في بداية حياتهم. وحتى لو كان في حياة مينديز أشياء مهمة، فهي بالتأكيد لم تظهر في هذا الفيلم.



من هنا حاول المخرج أن يجد خيطاً درامياً يعمل عليه فلم يجد سوى حادث إصابة شون ميندز بالتهاب في أحد أحباله الصوتية، خلال جولة عالمية كان يقوم بها، ما اضطره إلى إلغاء إحدى حفلات هذه الجولة، لكي يريح أحباله الصوتية لمدة أيام!

ربما لم يزل شون مينديز صغيراً على أن يصنع عنه فيلم وثائقي يقترب زمنه من التسعين دقيقة، خاصة إذا كان الفيلم مصنوعاً بهدف الدعاية والترويج لألبوم المغني القادم، لكن معجبي مينديز، أو بالتحديد معجباته، اللواتي يقدرن بالملايين حول العالم سيحبون هذا الفيلم غالباً، إذ يتعرفون على مينديز بشكل أفضل، ويدخلون معه استوديو تسجيل أغانيه وبيته ويلتقون أسرته وحبيبته.

الفيلم ببساطة موجه للمراهقات والصبيات الصغيرات من معجبات مينديز، وهو عمل «مطلي بالسكر»، إذا جاز التعبير، كل شىء فيه ناعم وجميل وجذاب، ومينديز الذي شارك في إنتاج العمل تحت إشراف وكيل أعماله، مدرك لنفسه ولحضوره طوال الوقت، ما يجعله «يمثل» نفسه، أكثر مما يترك نفسه على طبيعتها. حتى اللحظات القليلة التي يتحدث فيها عن مخاوفه من فقدان صوته، أو حنينه للعودة إلى مسقط رأسه وحضن والديه، تبدو مفتعلة وغير تلقائية. والأسوأ من هذا كله نبرة الإرشاد والتوجيه التي يحاول الفيلم أن يجعلها رسالته: كل إنسان يمكنه أن يحقق أحلامه إذا ظل متمسكاً بها.



هذه النصيحة التي تستغلها مواقع التواصل الاجتماعي و يوتيوب والتيك توك وغيرها لإقناع الملايين من الأطفال والمراهقين بصنع الفيديوهات والتنافس على تحقيق نسبة مشاهدات تحقق لصاحبها الشهرة والمال والسعادة.. وهو وهم وتضليل يمكن أن يؤدي لنجاح واحد مثل شون مينديز ولكن على حساب ملايين يهدرون أوقاتهم وأموالهم على سراب!