الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

E.T. the Extra-Terrestrial.. دراما تحصد 4 أوسكار وتجري دموع ريجان وديانا

أحدث فيلم E.T. the Extra-Terrestrial ضجة هائلة في السينما العالمية وما زال، وأجرى دموع الملايين في أرجاء المعمورة يستوي في ذلك الأطفال والكبار وحتى الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان، وأميرة القلوب ديانا التي أفسدت دموعها ماكياجها وهي تشاهد الفيلم في عرض خاص!

فيلم كان بداية نجومية درو باريمور التي حاولت خداع سبيلبيرج فأعجبه خيالها، وأصبح «إي تي» الأعلى إيراداً في تاريخ السينما لمدة 11 عاماً، استلهمه المخرج ستيفن سبيلبيرج من تجربته الشخصية وهو صبي عندما عانى من طلاق أبويه فاخترع شخصية خيالية يبث لها همومه.





عرض فيلم الخيال العلمي لأول مرة في عام 1982، وكتب السيناريو ميليسا ماثيسون، وجسد بطولته دي والاس، بيتر كويوت، هنري توماس، درو باري مور.

وجرى ترشيح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، فاز بأربع منها هي أفضل موسيقى أصلية وأفضل صوت (روبرت كنودسون وروبرت غلاس ودون ديجيرولامو وجين كانتاميسا) وأفضل تحرير مؤثرات صوتية (تشارلز إل كامبل وبن بيرت) وأفضل تأثيرات بصرية (كارلو رامبالدي، دينيس مورين وكينيث ف.سميث).





فكرة العمل عرضها سبيلبيرج على الكاتبة ميليسا في عام 1980، وطلب منها قصة جديدة تتمحور حول هذا الموضوع. واستغرق التصوير في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 1981، وبلغت ميزانية العمل أيامها 10.5 مليون دولار بينما وصلت إيراداته إلى 793 مليون دولار.





أداء عاطفي

يحكي الفيلم قصة الصبي إليوت الذي يعيش حياة عادية لا يميزه شيء عن أقرانه، إلا أن حياته تنقلب رأساً على عقب، عندما يعثر على كائن فضائي و يقرر إليوت الاحتفاظ به ويطلق عليه اسم إي تي، ويخبئه في مكان سري، بعدما اكتشف أنه كائن مسالم لا خطر منه.

وتنشأ صداقة بين الصبي و«شلته» وبين الكائن الفضائي، ولكن صحة إي تي تبدأ في التدهور لعدم قدرته على التكيف مع الجوّ في كوكب الأرض، ويكون الحال الوحيد لإنقاذه هو العثور على طريقة لإعادته لكوكبه، وهنا يقف إليوت أمام الاختيار الصعب بين التضحية بصديقه المقرب من أجل إنقاذه، أو التمسك بوجوده وهو يعلم أن هذا يعجل بموته.



وعكس معظم الأفلام، تم تصويره بترتيب زمني تقريبي لتسهيل الأداء العاطفي المقنع للممثلين الأطفال والمراهقين، وصمم شخصية الكائن الفضائي كارلو رامبالدي، وبلغت مدة عرضه 114 دقيقة.

وبمجرد عرض الفيلم أحدث ضجة هائلة، وتفوق على ستار وورز ليصبح أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات على مر العصور، وهو الرقم أو اللقب الذي صمد 11 سنة حتى تجاوزه فيلم جوراسيك بارك وهو أيضاً لسبيلبيرج.

واعتبر النقاد الفيلم واحداً من أعظم الأعمال على مدار تاريخ السينما، وأعيد عرضه مرتين بعد ذلك مع إضافة بعض المشاهد واللقطات، أولاهما في 1985، والثانية في عام 2002 بمناسبة مرور 20 عاماً على عرضه لأول مرة.

وانضم إي تي إلى سجل مكتبة الكونغرس لأعظم الأفلام في عام 1994.



حياة صبي

بذلت ميليسا ماثيسون جهداً كبيراً في كتابة السيناريو حتى إنه خلافاً لمعظم الأفلام صور بناء على النسخة الأولى التي كتبتها من دون تعديلات، وانتهت من كتابته في 8 أسابيع.

وللحفاظ على سرية العمل أثناء التصوير، عمل الجميع تحت اسم مستعار هو A Boy’s Life أو حياة صبي.



خيال أطفال

وكان الفيلم بطاقة تعريف بطفلة موهوبة ستصبح بعد ذلك إحدى نجمات هوليوود هي درو باريمور التي كان عمرها وقتها 6 سنوات.

والطريف أنها حاولت خداع سبيلبيرج وزعمت أنها عازفة طبل في فرقة مشهورة، وتجيد رسم وجوه المشاهدين، يتابعها الآلاف، ولم يصدقها المخرج الكبير بالطبع، ولكنه أعجب بخيالها الخصب، وأدرك أنها أفضل من يجسد شخصية الطفلة جيرتي.

وكانت أصعب مهمة لسبيلبيرج هي العثور على الصبي الذي يعثر على الكائن الفضائي، وعندما رشحه له زوج صديقة، لم يعطه السيناريو، بل طلب منه أن يرتجل مشهداً يحاول فيه إقناع ممثل الحكومة ألا يأخذ الكائن الفضائي، وتقمص الطفل الدور وانهار في البكاء وهو يستعطف الشخصية الوهمية، وهنا صرخ سبيلبيرج «توقف» لقد حصلت على الدور يا فتى!





دموع باريمور

من جانب آخر، طلب المخرج من الفنان والمصمم كارلو رامبالدي تصميم كائن يتعاطف معه المشاهدون، واستوحى رامبالدي الرسم من مشروع سابق له بعنوان نساء دلتا، واستعان بصور للعالم الكبير ألبرت أينشتاين، والروائي أرنست هيمنغواي، والأديب كارل ساندبرج، وأضفى عليه تعديلات ليصبح إي تي كما نعرفه.

الطريف أن سبيلبيرج أقنع الطفلة باريمور أن إي تي كائن حي وليس روبوت، وفوجئ الجميع أثناء تصوير مشهد احتضاره بصوت بكاء مسموع ليكتشفوا أن باريمور قد تأثرت حقيقة بمحنته، وخشيت أن يموت!



وحاول سبيلبيرج في البداية أن يجسد بنفسه صوت الكائن الفضائي، لكنه اقتنع بعد ذلك أنه لا يصلح، وحاول الاستعانة بالممثلة ديبرا وينجر، قبل أن يختار في النهاية بات ويلش الذي لم يكن له أية تجربة سابقة في التمثيل.

الجدير بالذكر أن النجم هاريسون فورد شارك بمشهد واحد في الفيلم، ولكن المخرج حذفه لدواعٍ درامية في المونتاج.





طرائف

ومن الأشياء الطريفة أن الحلوى المفضلة للكائن الفضائي كانت في البداية M&Ms، ولكن الشركة رفضت لأنها لم تقرأ السيناريو، وخافت أن يؤثر بالسلب على منتجها، وحاول سبيلبيرج بعد ذلك مع شركة هيرشي ومنتجها الشهير Kisses لكنها فضلت أن تذهب الدعاية لمنتجها الجديد آنذاك Reese’s Pieces، ودفعت مقابل ذلك مليون دولار، استطاعت تعويضها في غضون أسبوعين من بدء عرض الفيلم بعد أن زادت مبيعاتها 65 %.

وفي محاولة لتصوير المشهد الشهير الذي يحلق فيه الجميع في مواجهة وجه القمر المكتمل، استعان طاقم التصوير بخرائط وصور لانتقاء أنسب الأماكن لتصوير القمر وسط الأشجار.



وقوبل الفيلم لدى عرضه بحفاوة شديدة في كل دور السينما والمهرجانات وخاصة مهرجان كان الذي وقف فيه الجمهور ليحيي الفيلم ويصفق له 15 دقيقة متواصلة.

ونظم المخرج عرضاً خاصاً للفيلم في البيت الأبيض حضره الرئيس وقتها رونالد ريجان وزوجته نانسي، وانهمرت دموع ريجان «الممثل السابق» تأثراً وحزناً على إي تي!

كما نظم عرض خاص أمام ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وعروسه آنذاك الأميرة ديانا، وكانا متزوجين حديثاً، ولم تتمالك ديانا نفسها، وانهمرت دموعها بغزارة لتفسد مكياجها.