السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

OUR FRIEND.. ملحمة للصداقة والموت وأبطال ليسوا ملائكة

OUR FRIEND.. ملحمة للصداقة والموت وأبطال ليسوا ملائكة

تدور ثيمة فيلم OUR FRIEND أو «صديقنا» حول زوجين يتلقيان أخباراً تغير مجرى حياتهما، ولكنهما يجدان دعماً غير متوقع من صديقهما المقرب، وينتقلان إلى منزل العائلة، وهناك يتعرضان لأحداث أكبر وأخطر لم يتخيلا تعرضهما لها من قبل في فيلم يختبر جوهر الصداقة.

يتتبع الفيلم حياة مات (كيسي أفليك) ونيكول (داكوتا جونسون) وهما زوجان سعيدان نسبياً يعيشان في ألاباما. هي ممثلة بمسرح محلي، وهو صحفي، ولديهما ابنتان صغيرتان.

وتسير الحياة بحلوها ومرها بين الزوجين حتى يتم تشخيص نيكول بسرطان المبيض، «القاتل الصامت». وهنا تسير الأمور من سيئ إلى أسوأ إلى مرعب.

من جانبه، يقرر صديقهما المقرب دين الانتقال للحياة معهم خلال العام الأخير من مرض الزوجة لدعم الأسرة ومساعدة الفتاتين.

ويقطع الصديق كل جذوره وارتباطاته في نيو أورليانز لعيون الصديقين في محنتهما، ويرضى بسرير صغير في حجرة الغسيل بالمنزل.

ولكن التخطيط لأسبوعين فقط يتحول إلى عامين في فيلم مبني على قصة حقيقية، نشرها ماثيو تيجي في مقال بمجلة اسكواير في 2015.

يناقش الفيلم مدى استعدادنا للموت وما بعده، ومدى محدودية ما يمكن أن نلقاه من دعم نفسي ومادي برغم النوايا الطيبة.

يتركز الفيلم حول مات «كيسي أفليك» ونيكول «داكوتا جونسون»، والدور الذي يلعبه صديقهما دين «جاسون سيجيل» لتخفيف ضغوطهما ومساعدة ابنتيهما.

ورغم أن الصديق يجد بعض المعاناة في التعامل مع الفتاتين، إلا أنه يساعد صديقه ويخفف عنه بعض العبء، بينما تستمر صحة نيكول في التدهور.

الجيد أن الفيلم لا يتعامل مع أبطاله على أنهم قديسون، بل بشر عاديون لهم نقاط ضعفهم مثل الصحفي مات الذي ينشغل بعمله عن ابنتيه، والزوجة نيكول التي لديها علاقة خارج الزواج، والصديق دين الذي ما زال يبحث عن هدف في حياته.

وعبر تطور الأحداث نشعر بعمق صداقتهم والدفء في التعامل بينهم، ويهتم السيناريو بإبراز المشاعر والتعبير عنها أكثر من الأحداث الدرامية، ولكن ربما ينفع ذلك في مقال أو رواية، ولكنه ليس بتلك الدرجة في فيلم سينمائي.

ولكن الحقيقة أن السيناريو يحتاج لتعميق فهمنا للسبب الذي يدفع الصديق للتضحية بكل شيء ومساعدة الزوجين مثل الفلاش باك الذي يعيدنا لرحلته في البرية ويوظف كلحظة تنوير تدفعه لقراره.

وبالمقابل، ربما يرى البعض أنه أجاد في عدم اللعب على معاناة الزوجة واستثمارها عاطفياً بطريقة فجة.

وغالباً ما تتجاهل معظم أفلام المصابين بالسرطان التفاصيل المرضية القاسية ومعاناة المريض الجسدية والنفسية وهو يقترب من الموت، مفضلين التلاعب بالمشاعر بدلاً من إظهار التفاصيل، وهو ما حاول السيناريو تجنبه في نقطة تحسب له.

ويحسب للمخرجة أيضاً عدم المبالغة في تقديم الصديق دين كملاك، أو إحداث صدمة للجمهور بكل تفاصيل معاناة الزوجة المريضة.

الفيلم لا يحاول أن يقدم أية رسالة ملهمة حول الموت وحتى الصداقة، ولكنه يذكرنا، لعل الذكرى تنفع المشاهدين، أن الموت أمر حتمي ويمكن أن يصيب من حولنا من أصدقاء وأحباء.

وختاماً يضمن لنا الفيلم، الذي يدور في 124 دقيقة، أن نتساءل بعد مشاهدته: هل لدينا صديق مثل دين، وهل يمكن أن نتخلى عن أنانيتنا وذاتيتنا؟!

الفيلم من إخراج جابرييلا كوبرتويت وبطولة داكوتا جونسون، جاسون سيجيل، كيسي أفليك.