السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

لماذا يهدر نيكولاس كيج موهبته في الأفلام المتواضعة؟

لماذا يهدر نيكولاس كيج موهبته في الأفلام المتواضعة؟
يتمتع النجم الأمريكي نيكولاس كيج بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة والعالم، وشعبيته على عكس الكثير من النجوم تجمع بين محبي الأفلام «التجارية» الجماهيرية، ومحبي الأفلام الفنية الجادة، إذ يستطيع كيج أن يؤدي النوعين بكفاءة كبيرة. لكن من بين كل النجوم لا يوجد أحد يسيء إلى شعبيته ونجوميته كما يفعل نيكولاس كيج، بسبب قبوله بأدوار متواضعة في أفلام متواضعة كثيرة.



تشهد دور العرض السينمائي حالياً فيلمين يشارك نيكولاس كيج في بطولتهما، وجدا طريقهما إلى العرض بفضل الأزمة التي تمر بها السينما حالياً، بسبب وباء كوفيد-19 وانتشار المشاهدة عبر المنصات الرقمية، وغيرها من المشاكل التي تهدد صناعة السينما في معظم بلاد العالم. ولكن هذه الأزمة التي حالت دون نجاح العديد من الأعمال الجيدة، ساهمت أيضاً في «إنجاح» الكثير من الأعمال الرديئة والمتواضعة.



الفيلم الأول الذي يلعب بطولته نيكولاس كيج هو «بدائي» - primal، وهو إنتاج نهاية عام 2019، ومن إخراج نيكولاس باول. يلعب فيه كيج دور صياد حيوانات برية، يقوم في بداية الفيلم بصيد فهد أبيض نادر، ويعود به على متن سفينة تقل قاتلاً وإرهابياً خطيراً، كان ضابطاً سابقاً بالجيش الأمريكي. وهذا الضابط المجرم أخطر من الفهد المتوحش ومن «هانيبال ليكتر» (شخصية آكل لحوم البشر التي أداها أنطوني هوبكنز في سلسلة أفلام الرعب الشهيرة)، حيث يستطيع الهرب بطريقة تذكر بمشهد هرب هوبكنز في «صمت الحملان».



هذا الوحش الآدمي الذي يؤدي دوره العملاق –حجماً- كيفين دوراند، يتمكن من قتل طاقم السفينة وعتاة الحراس المدربين، وأن يطلق الفهد المفترس وبقية الحيوانات من أقفاصها، وأن يشيع الدمار والفوضى في السفينة لمدة ساعة ونصف الساعة قبل أن ينجح كيج في التصدي له، وتحويله إلى وجبة غداء للفهد الجائع، بعد أن يموت الجميع باستثناء كيج وطفل صغير ووالده وطبيبة الأعصاب الضابطة بالجيش. وهي الشخصية التي تؤديها الجميلة –سابقاً- فامكه جانسين التي قامت بعدة عمليات تجميل فاشلة أطاحت –تقريباً- بمستقبلها الفني.



الفيلم الثاني الذي يشارك نيكولاس كيج في بطولته هو “Jiu Jitsu” من إخراج ديمتري لوجوثيتيس، وهو فيلم حديث صغير الإنتاج ينتمي لنوعية الأكشن والمعارك، التي عادة ما تجد لها جمهوراً واسعاً مهما كانت رداءة الفيلم.



«جيو جيتسو»، كما يدل عنوانه، يحمل اسم لعبة قتالية آسيوية شهيرة، مثل الكاراتيه والجودو والكونغ فو، وعادة ما تعتمد هذه النوعية على معارك تدور بين أبطال وممارسي اللعبة نفسها، ولكن الفكرة التي جاء بها صناع الفيلم هي جعل محاربي الجيو جيتسو يقاتلون كائناً فضائياً يأتي إلى الأرض، حيث تفتح بوابة سحرية بفعل مرور مذنب معروف بالأرض كل 6 سنوات.

يأتي هذا الكائن الفضائي إلى الأرض خصيصاً لخوض بعض المباريات القتالية مع كبار محاربي الجيو جيتسو، بما أن كل الأسلحة الفتاكة التي ابتكرها البشر لا تستطيع القضاء عليه. وفي حالة هزيمة الكائن الفضائي فإنه يعود إلى المجرة، التي أتى منها من خلال البوابة السحرية نفسها، أما إذا لم يجد محاربي الجيو جيتسو أو هربوا من أمامه فإنه يعيث في الأرض فساداً ويقتل كل من يراه في طريقه!



الفيلم من تمثيل آلان موسى ونيكولاس كيج، اللذين يبرعان في الجيو جيتسو، بجانب بعض الممثلين من أصل صيني. ويلعب موسى دور المحارب الأقوى المنتظر، الذي يتوقع فريق الجيو جيتسو أنه يستطيع التغلب على الكائن الفضائي. لكن الفيلم يبدأ به وقد هرب خائفاً بمجرد رؤية الفضائي، ثم يفقد ذاكرته.

وتدور معارك كثيرة لا سبب واضحاً لها، بين المحاربين والجيش الأمريكي الموجود في البلد الآسيوي لسبب غامض، ثم بين المحاربين والكائن الفضائي لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وهي معارك تطول حتى يبدو وكأننا نشاهد أحد ألعاب الفيديو، أو نهائيات بطولة الكون في لعبة الجيو جيتسو. كما أنها معارك تبدو رديئة التصميم وغير مقنعة، خاصة حين نرى محاربي الجيو جيتسو يواجهون الجيش، الذي يطلق عليهم الرصاص والقنابل ولكنهم أسرع من الرصاص نفسه. ثم عندما يتصدون للفضائي بالأسلحة البيضاء، بينما الشيء الوحيد الذي يؤثر به هو طلقة مدفع أطلقتها عليه سيدة عجوز، ثم قنبلتان يدويتان أتى بهما جندي أمريكي «أحمق» بالصدفة إلى موقع القتال!



ولكن ماذا يفعل نيكولاس كيج في هذا الفيلم؟ إنه يلعب دور محارب جيو جيتسو قديم يساعد فريق المقاتلين، ويقتله الفضائي ثم يتبين أنه والد المحارب البطل آلان موسى!

وعلى الرغم من الدور القصير الذي يؤديه كيج في هذا الفيلم، فإن المشاهد التي يظهر فيها هي أفضل مشاهد الفيلم، وهو بالطبع يتمتع بحضور وخفة ظل، تجعلنا نتقبل أن الممثل الذي يقترب من الـ60 هو محارب جيو جيتسو. ولكن لماذا يعير كيج موهبته وحضوره لمثل هذا الفيلم الضعيف؟ ولماذا «يحرق» موهبته ونجوميته بدون مقابل، إلّا إذا كان لا يزال بحاجة إلى «حفنة مليونات» من الدولارات؟

هذا هو السؤال الذي سيشغل بال عشاق السينما والنجم نيكولاس كيج غالباً عند مشاهدة هذين الفيلمين.