ما الذي يحدث لو اختفت النساء من العالم؟ وكيف يكون حالنا عندما يقرأ الآخرون أفكارنا ويطلعون على نوايانا؟ .. هذه هي الفكرة الأساسية لفيلم الخيال العلمي Chaos Walking أو مسيرة فوضوية، الذي ينقلنا إلى عالم خيالي بائس ليس به نساء، تسمع فيه كل الكائنات الحية أفكار الآخرين عبر سلسلة من الصور والكلمات والأصوات يطلق عليها اسم ضوضاء.
الفيلم قائم على الصراع من أجل حفظ الأسرار لأن شيئاً ما غامضاً في الغلاف الجوي على هذا الكوكب الخيالي يتفاعل مع الدماغ البشري، ما يؤدي إلى ظاهرة غريبة تعرف باسم «الضوضاء»، وهو تأثير دوامي يجعل كل شيء صغيرٍ يمر في رؤوس الناس يمكن سماعه من قبل المحيطين به.
وتبدأ نقطة التحول الدراماتيكية في الفيلم عندما تهبط على الكوكب الخيالي الفتاة الغامضة فيولا «ديزي ريدلي»، وعندما تتعرض حياتها للتهديد، يتعهد تود هيويت «توم هولاند» بحمايتها، ويدرك أن عليه استنفار قوته الداخلية وكشف أسرار الكوكب المظلمة.
وهي فرصة لقراءة أفكار نجم «الرجل العنكبوت» توم هولاند ومعرفة سبب مشاركته في هذا الفيلم الخيالي، وهذا الكوكب البائس برينتزتاون الذي يستوطنه تود هويت وعائلته حيث يعملون بالزراعة.
وإذا كان لنا أن نتعلم شيئاً من خبراتنا السينمائية السابقة فهي ألا نثق أبداً في بدايات بعض الأفلام، مثل ذلك الفيلم الذي يخبرنا في مستهله أن توم كروز كان أحد اثنين من البشر المتبقين على هذا الكوكب.
الشيء الآخر الذي ينبغي ألا نثق به هو «المحافظ» مادس ميكلسن الذي تعلم السيطرة على الفوضى، ويحاول خداع تود وإيهامه أن غياب النساء ليس أمراً مثيراً للشك، رغم أننا علمنا لاحقاً أنهن لا يتأثرن بالضوضاء!
بالمقابل، يبدو تود شغوفاً بالتعرف على الوافد الجديد أو المرأة الوحيدة فيولا التي يعجب بشعرها الأصفر، ويتحول إلى مراهق يعبر عن أي شيء يتبادر إلى ذهنه، وهي مهارة أجادها هولاند ببراعة.
ويساعد تود فيولا على الهروب من أسر مايور أو المحافظ، وينقلها إلى مستعمرة جديدة قريبة لم يكن يعرف بها من قبل.
الجديد في الفيلم أن البشر هنا هم الكائنات الفضائية الغازية، وهيأت ثيمة الأفكار المقروءة أو المشاهدة نوعاً من التشويق والخيال والإثارة يتغلغل في أحداث الفيلم، حيث يتحدث الجسد والأفكار ويتحول الصمت إلى فصاحة.
والأهم من كل ذلك أننا ندرك أننا لن نستطيع العيش من دون النساء بكل حلوهن ومرهن، وربما لذلك يتم عرض الفيلم مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس، في مصادفة مقصودة تنتصر لبنات حواء.
الفيلم مقتبس من ثلاثية روائية لباتريك نيس، وهو من إخراج دو ليام، وبطولة توم هولاند، ديزي ريدلي، ديميان بشير، ومادس ميكلسن.