تدور الحبكة الدرامية لفيلم The Last Right' حول دانيال مورفي المقيم في نيويورك والذي يستيقظ على متن رحلة إلى أيرلندا ليجد الراكب المسن بادريغ مورفي في المقعد المجاور قد مات.
ولدهشته، كان بادريغ قد كتب في بطاقة التعارف أنه أقرب أقربائه، رغم أنه ليس له أدنى علاقة به!
وهنا يتعين على دانيال، وشقيقه المصاب بالتوحد وامرأة قابلوها للتو أن يسافروا عبر جزيرة إميرالد لدفن الغريب بناء على تكليف من السلطات المختصة، ورغم أن ذلك ليس عملهم، ورغم براءتهم وحسن نيتهم، إلا أنهم يصبحون محوراً لعملية مطاردة على مستوى البلاد لانتزاع الجثة، وهم لا يعرفون أي ذنب اقترفوه.
وعادة ما تقترن الكوميديا الرومانسية بوجهتها أومكان الأحداث مثل ارتباط نيويورك بفيلم «عندما التقى هاري سالي»، لندن «نوتينج هيل»، وسياتل «سليبليس إن سياتل»، أما فيلم The Last Right فهو يشمل أيرلندا بأكملها، ونقطته الإيجابية هو أنه نقلنا لأجوائها الساحرة التي نفتقدها في كثير من الأفلام.
الفيلم يقدم لنا دراما دافئة القلب بلطف، مسلية بشكل معتدل، مرتبطة بشكل غامض فقط بالحياة الواقعية، رومانسية مغلفة بالكوميديا كانت تحتاج إلى عمق أكثر.
وتشعر وكأن المخرجة أويف كريهان قد تاهت في منتصف الطريق للفيلم، رغم أن البداية والفكرة جيدة ومبتكرة نوعاً ما، ما يدفعنا لانتظار عمل آخر لها.
ومثل معظم الكوميديا الرومانسية من هذا النوع، ينبغي بث نوع من التشويق والإثارة على الواقع حتى لا يستسهل المشاهد أو يتوقع الأحداث بسهولة، ما يفقدها روعتها وبهجتها.
وربما يبدو وضع الممثل الإنجليزي صمويل بوتوملي والممثل الهولندي ميشيل هويسمان في الأدوار الرئيسية لفيلم رومانسي كوميدي أيرلندي وكأنه قرار غريب، إلا إذا كان السيناريو يريد الإيحاء بأنهما منفصلان عن البلد الذي يحاولان عبوره جوياً وهو ما لم نشعر به.
ربما الشخص الوحيد الذي يبدو أنه يقدم أداءً طبيعياً وأصلياً هو النجمة الأيرلندية الأصل نيام الجار، التي أثبتت قدرتها على ما يكفي من السحر والدفء للحفاظ على استمرار كل شيء، بما في ذلك العلاقة العاطفية بينها وبين بوتوميل وهيسمان.
ومع ذلك تتشابه شخصية الشقيق لويس مع الفيلم الشهير «رجل المطر» وبطله المصاب بالتوحد. بينما على الجانب الآخر، يثبت بريان كوكس أنه أحد المظلومين في الدراما قياساً بموهبته.
وبشكل عام يتحرك فيلم "The Last Right" بوتيرة ثابتة، ولكنه يتأخر بسبب غياب التشويق وصعوبة التوقع، والأهم من ذلك هو خطيئة عدم الاستعانة بممثلين أيرلنديين يضفون مزيداً من الواقعية على الأداء.
الفيلم الذي يتراوح بين الكوميديا والدراما من المقرر عرضه في دور السينما في 9 أبريل الجاري، وتبلغ مدته 106 دقائق وهو من إخراج أويف كريهان وبطولة مايكل هيسمان، نيام الجر، صامويل بوتوملي.