الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فنانون إماراتيون ينافسون الفضائيات على كعكة المشاهدة بقنوات رقمية

فنانون إماراتيون ينافسون الفضائيات على كعكة المشاهدة بقنوات رقمية
منورة عجيز ـ أبوظبي

دفعت جائحة كوفيد19 – «كورونا»- فنانين بارزين في مجال صناعة الدراما والسينما إلى إطلاق قنوات تلفزيونية رقمية إماراتية جديدة، تواكب متطلبات العصر وتعزز وصول الجمهور إلى المحتوى الإعلامي المتميز ضمن منافسة للقنوات الرقمية العالمية، ينافسون بها القنوات الفضائية على كعكة المشاهدة.



ضربة البداية


وشهدت الشهور الأخيرة تدشين أول قناة تلفزيونية رقمية إخبارية وثقافية إماراتية هي «دار الظبي»، والتي تعد نتاج فكرة طورتها الفنانة الإماراتية المخضرمة سلامة المزروعي، والإعلامي محمود فهمي.

تستهدف القناة تسليط الضوء على الإنجازات الوطنية وجهود المبدعين في الدولة من المواطنين والمقيمين في المجالات التراثية والثقافية والمجتمعية والصحية والتعليمية والبيئية والتكنولوجية المحلية وغيرها من القطاعات الحيوية.

كما أطلق المخرج الإماراتي ناصر التميمي بالشراكة مع «اتصالات» وتحديدًا «e-life» البث التجريبي لقناة «العاصمة» مع بداية الشهر الجاري، فيما تمت عملية الإطلاق الرسمية للقناة 14 مايو الماضي.

وتقدم «العاصمة»، التي تعد القناة الـ «48» على شبكة وتطبيق «e-life» اتصالات، أعمالاً درامية وأفلاماً وثائقية وبرامج تلفزيونية وتقارير خاصة بما فيها فيلم وثائقي خاص بعنوان «زايد.. ميلاد أمة».

وحظيت الفكرة الجديدة بإعجاب واستحسان الجمهور وأفراد المجتمع الإماراتي والعربي بما فيهم العاملون في القطاعات الفنية ومنهم الممثلون والمخرجون والموسيقيون والفنانون التشكيليون وبعض من رجال وسيدات الأعمال، الذين أكدوا على ضرورة التعاون لدعم تلك المشاريع الإماراتية الوطنية المميزة.



منصة فنية

وتقول الفنانة والإعلامية سلامة المزروعي إن قناة «دار الظبي» متخصصة في المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والتاريخية، «كما تعكس إنجازات جميع سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين عرب وأجانب وذلك لإظهار نجاحاتهم وتفوقهم في خدمة الدولة والمجتمع الإماراتي».

وأشارت المزروعي إلى أن فكرة القناة الرقمية جاءت نتيجة للتغيرات التي شهدتها الساحتان الإعلامية والفنية خلال العام الماضي بسبب جائحة «كورونا»، والتي أدت إلى توقف كامل في بعض القطاعات، بما فيها قطاعا صناعة السينما والدراما التلفزيونية، اللذان شهدا تراجعاً ملحوظاً من حيث الكم والنوعية.

وتابعت: «أن تلك الفترة الحرجة دفعت الكثير من المخرجين والفنانين العرب إلى عقد اتفاقيات مع المنصات الرقمية العالمية البارزة لتمويل وإنتاج أعمال فنية خاصة بها، أو لعرض إنتاجاتهم السابقة من أفلام ومسلسلات، لذا فكرنا في إنشاء قناة رقمية، لتكون حجر أساس لمنصة فنية خليجية وعربية عالمية تنطلق من الإمارات».

وتؤكد المزروعي على أهمية تعزيز تضافر الجهود بين المهتمين بالقطاع الفني المحلي عبر دعمها وتوحيدها للتقدم سريعًا، «بحيث يكون لدينا قناة رقمية قوية قادرة على منافسة المنصات العالمية الأخرى، وتستقطب المشاهدين من كل أنحاء الوطن العربي والعالم».



احترام الملكية

وأكدت الفنانة سلامة المزروعي أنه لا يتم بث أي مقطع مصور من دون الحصول على إذن من صاحبه، احتراماً لحقوق الملكية الفكرية، لافتة إلى أن معظم التقارير الإخبارية والأفلام الوثائقية المصورة تنجز عن بعد.

وأشارت إلى أنها تتولى بنفسها مسؤولية البحث وكتابة الأفكار وتسجيل المقاطع الصوتية للتقارير الإخبارية والأفلام الوثائقية التي تعدها القناة، بينما يتولى المخرج أو المصور مسؤولية تصوير المشاهد عبر زيارة المواقع أو الأشخاص المعنيين فرديًا، بما يعزز من الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تطبقها الدولة للحد من انتشار الجائحة.

وذكرت أن القناة تفتح أبوابها أمام كل المهتمين بالمجالات الإخبارية والفنية والشباب الطموحين منهم ليحظوا بفرصة متكاملة للعمل والتدريب، كما أنه من المخطط أن تطلق القناة منصة تطوعية للمهتمين بالمجالات الفنية والإعلامية.

ومن المقرر أن تتوسع القناة في الأشهر والسنوات المقبلة لتنتج مسلسلات وأفلاماً خاصة تقدم عبر منصاتها على شبكة الإنترنت، لتنافس بالمستقبل منصات الأفلام العالمية الرقمية



هوية وطنية

من جهة أخرى، كشف المسؤولون عن قناة «العاصمة» الإماراتية الجديدة عبر الصفحة الرسمية الخاصة بها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، أنها قناة ذات صبغة إماراتية محلية تعنى بالمجتمع الإماراتي واهتماماته، وتقدم محتوى نابعاً من تقاليد الشعب الإماراتي، ينقل وجه حضارة المشرق بهوية وطنية.

ولفت المخرج الإماراتي ناصر التميمي إلى أن القناة متاحة لكل مشتركي الإنترنت من اتصالات عبر «e-life»، منوهاً بأن القناة ستعرض مجموعة من الأفلام الإماراتية في الوقت الحالي، كما ستطلق مجموعة من البرامج الخاصة خلال الفترة المقبلة. كما أنه من المخطط الحصول على حقوق نشر بعض الأعمال الدرامية المنتجة سابقًا لعرضها على القناة.

وبحسب التميمي سيتفاعل فريق القناة مع المناسبات والأحداث الوطنية، إذ يتم إعداد تقارير إعلامية خاصة لعرضها للجمهور، ومن بين الأفلام الوثائقية التي بثت خلال الأيام الماضية، فيلم بمناسبة الذكرى الـ 45 لتوحيد القوات المسلحة.



وذكر التميمي أن إدارة القناة تتيح لمجموعة من الكوادر بمن فيهم الموهوبون وطلبة الجامعات فرصة التعاون لإنتاج محتوى إعلامي خاص يتماشى مع فكرة القناة، لافتاً إلى أن قناة «العاصمة» تعبر عن عاصمة الدولة، "حيث ترعرعت فكرة الاتحاد لتروي قصة نجاح وطن تجاوز الصعاب، وحول الرمال إلى صروح تطال السحاب، ولتنطلق بهوية وطنية ونبض إماراتي”.

أما شعار القناة فهو مستوحى من جسر «الشيخ زايد»، أحد المعالم البارزة عند مدخل العاصمة أبوظبي. "ويحمل الشعار اسم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما تم محاكاة تصميم الشعار من أقواس الجسر، والتي تعد أساس الفكرة الرئيسية في تصميم جسر الشيخ زايد من حيث أقواسه المنحنية التي تحمل أشكال الكثبان الرملية المتموجة وتتدلى مساراته من أقواس فولاذية لتشكّل مظهر موجة انسيابية”.