الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

The Conjuring: The Devil Made Me Do It.. رعب عادي عن واقعة غير عادية!

The Conjuring: The Devil Made Me Do It.. رعب عادي عن واقعة غير عادية!

لقطة من الفيلم

تشكل سلسلة أفلام "عالم الشعوذة" The Conjuring Universe ظاهرة عجيبة بين أفلام الرعب، نظراً للنجاح الهائل الذي حققته في شباك التذاكر والشعبية التي تحظى بها بين عشاق سينما الرعب، بالرغم من خلوها من النجوم ومن الميزانيات الإنتاجية الضخمة.

حتى الآن ظهر من السلسلة 8 أفلام حققت ما يقرب من ملياري دولار، في حين لم يصل ميزانياتها مجتمعة لـ140 مليون دولار، ويحقق الفيلم الأخير منها الذي يحمل اسم The Conjuring: The Devil Made Me Do It – "الشعوذة: الشيطان دفعني لذلك"- من إخراج مايكل شافيز، نجاحاً كبيراً حالياً في عدد كبير من دور العرض في أمريكا وخارجها.





الفيلم جزء ثالث من أفلام تحمل اسمThe Conjuring ، بجانب 5 أفلام أخرى تحمل أسماءً مختلفة، وهو يتتبع مسيرة الزوجين لورين وإيد وارين، اللذين تخصصا في «فك ألغاز» بعض الجرائم المتعلقة بالجن والشياطين التي تتلبس البشر، وفي استخراج هذه الشياطين بمساعدة بعض رجال الدين.

يعتمد الفيلم، على عادة الأجزاء الأخرى، على قصص ووقائع وشخصيات «حقيقية»، مأخوذة من ملفات الشرطة وتحقيقات الصحف بعض الكتب التي سجلت هذه الظواهر الخارقة للطبيعة، وهذا الحرص الشديد على التأكيد بواقعية وتاريخية هذه القصص هو أحد أسباب نجاح السلسلة.



في الأجزاء الثلاثة من The Conjuring يخوض الزوجان لورين وإيد مغامرة «غير طبيعية» تسوق للمشاهدين باعتبارها أحداثاً تاريخية، ومن خلال بعض الصور والتسجيلات الصوتية للزوجين وارين، اللذين لا يزالان يعيشان، تحاول أفلام السلسلة إقناع مشاهديها بأن كل ما نراه في الفيلم قد حدث بالفعل، وهو نوع من الخداع والاستغلال غير الأخلاقي للمشاهدين البسطاء.

ويمكن كشف هذا الخداع بقليل من التحليل «العقلاني» لفيلم «الشيطان دفعني لذلك» أو بالرجوع إلى ملف القضية الحقيقية المأخوذ عنها الفيلم.

حسب نص «الشيطان دفعني لذلك» يروي الفيلم وقائع قضية هزت أمريكا في الثمانينيات، حيث ادعى دفاع شاب متهم بالقتل أن الشيطان هو من جعله يقتل، ولكن الفيلم يختلف عن وقائع القضية كثيراً.





يبدأ «الشيطان دفعني لذلك» بالطفل ديفيد، ذي الـ11، الذي تتلبسه روح شريرة، وأثناء محاولة استخراج هذه الروح من جسده على يد الزوجين وارين وأحد رجال الدين، تحل الروح في جسد الشاب آرني، خطيب الأخت الكبرى لديفيد.

تنتاب آرني حالة غريبة ونوبات هياج يقوم خلال إحداها بقتل رجل ويتم اعتقاله ومحاكمته، لكن إيد ووارين يقنعان محاميته بأنه ارتكب الجريمة تحت تأثير الشيطان الذي تلبس جسده، ويبدآن في جمع الأدلة على ذلك لتقديمها إلى المحكمة. يقودهما البحث إلى عدد من الجرائم الأخرى، ليتبين أن هناك امرأة -ابنة غير شرعية لقس متقاعد- تقوم بعمل سحر أسود لاستدعاء أحد الشياطين، وذلك لتقديم قربان ثلاثي (مكون من 3 أشخاص) للشيطان.





كل هذه الوقائع لا تعني بلغة العلم شيئاً، إذ يمكن تفسيرها بأكثر من وسيلة: ديفيد ربما كان طفلاً مريضاً نفسياً وعصبياً، وكذلك آرني، الذي ظهرت عليه أعراض المرض بعد معاشرته لديفيد، والقضية الثانية التي تتعلق بقتل فتاة لصديقتها ثم انتحارها فليس لها علاقة بالقصة الأولى.

أما المرأة التي تستحضر الشيطان، والتي ليس لها علاقة على الإطلاق بعائلة ديفيد وآرني، فغالباً هي أيضاً قضية مختلفة تتعلق بامرأة مريضة نفسياً بسبب علاقتها المركبة مع أبيها. لكن الفيلم، عن طريق حرفة الدراما وقدرتها الهائلة على صنع «التصديق» و«التشويق»، ربط بين الحكايات الأربعة ليصنع حكاية واحدة ولغزاً واحداً ينجح المحققان وارين في حله.



ومن خلال مشاهد الرعب والمطاردات والمونتاج المتوازي بين الأماكن والأزمنة، وبقية عناصر سينما الرعب التي تثير الخدر وتوقف عمل العقل لدى المشاهد، فإن هذا المشاهد لا يملك سوى أن يستسلم ويسلم قدرته على تمييز الخيال من الواقع.

من الحيل التي تساعد على ذلك استخدام الأيقونات البصرية المعتادة لسينما الرعب، مثل الرموز الدينية والدماء والحمامات والفئران والوجوه المطلية بالماكياج. وكذلك استخدام الدين والأساطير والثقافة الشعبية من الإنجيل للمخطوطات اللاتينية من عصر النهضة وحتى الأغاني الشعبية.



يبدأ الفيلم مثلاً بلقطة مستوحاة من فيلم الرعب الرائد "طارد الأرواح"The Exorcist ، حيث تصل سيارة تاكسي أمام أحد البيوت ويترجل منها قس يحمل حقيبة في الضباب.

في مشهد آخر يذهب الزوجان وارين مع ضابط متشكك في سيارته، ويبث الراديو أغنية «العقل المتشكك» للمغني الشهير إلفيس بريسلي، وتقول لورين للضابط: هذه الأغنية مناسبة لك!





مقارنة بالأجزاء السابقة يمكن الإشادة هنا بأداء الممثلين، فيرا فارميجا في دور لورين وباتريك ويلسون في دور إيد وارين، وبالموسيقى التي كتبها عربي الأصل جوزيف بشارة، ورغم طول زمن الفيلم الذي يصل إلى حوالي ساعتين، ولكنها مليئة بالأحداث والتشويق. ومقارنة بأفلام الرعب عامة، فإن الرعب هنا تقليدي للغاية، أو أقل!