الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الأرملة السوداء.. نسخة نسائية من جيمس بوند وجوهانسون تسلم الراية لبيو

يلقي تأخير عرض فيلم «الأرملة السوداء» بظلاله على الفيلم، ومن المؤكد أنه تأثر سلباً بتوابع كوفيد 19، ومع ذلك هناك الملايين التي تترقبه عند عرضه في دور السينما بداية من 9 يوليو الجاري، وسط نجاح جماهيري متوقع.

وهناك قناعة لدى النقاد بأن الفيلم، الذي يحمل روح جيمس بوند وأفلام التجسس الكلاسيكية، يستحق أكثر من جزء إضافي لأنه يحمل أبعاداً درامية متعددة.

ويبدو أيضاً كأن ناتاش رومانوف أو الأرملة السوداء في الفيلم كانت تستعد لتسليم راية الفيلم المقبل إلى زميلتها المتألقة فلورانس بيو.

وحقيقة، اشتكى عشاق الشخصية من أن «الأرملة السوداء» عانت من تمييز عنصري، وتم تغييبها بصورة مبالغ فيها، وكان يجب أن تظهر في دور السينما بعد وقت قصير من نهاية قصتها في الفيلم الأصلي Avengers: Endgame.



وتؤكد مخرجة الفيلم كيت شورتلاند أن الفيلم كان يجب أن يعرض منذ وقت طويل، بما يحمله من زخم درامي وقصص متفرعة متشابكة ومكائد تكفي لسلسلة كاملة من الأفلام، ولكن الأمر لم يكن بيدها أو الشركة المنتجة.

المهم في النهاية أن نطبق على الفيلم المقولة الخالدة «أن تصل متأخراً خير من ألّا تصل أبداً».

يعكس الفيلم روح ونغمة أفلام التجسس الكلاسيكية في السبعينيات بما فيها أفلام العميل 007 أو جيمس بوند إلى جانب كابتن أمريكا وأفينجرز، ومع ذلك يدمج Black Widow كل تلك الأعمال في محتوى تشعر أنه أصلي تم إبداعه وفق شروطه الخاصة وبتمكن من المؤلف إريك بيرسون والمخرجة كيت شورتلاند.

ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى براعة المخرجة شورتلاند في تصميم مشاهد الحركة والمطاردات والصراعات، وسط جاذبية خاصة من سكارليت جوهانسون وديفيد هاربور وراشيل وايز والأهم من ذلك كله فلورنس بيو.

ولا تعتمد الأرملة السوداء على الأكشن فقط، لأن هناك جواً درامياً عائلياً فهي هاربة من عائلة مؤقتة وتعود إلى أحضان عائلة أخرى.

يبدأ الفيلم بمشهد من فيلم The Americans «الأمريكيون» حيث تم الكشف عن أن ناتاشا الشابة وأختها يلينا (التي لعبت دورها كشخص بالغ) كانتا تعيشان لفترة وجيزة في ولاية أوهايو تحت إشراف الأبوين أليكسي (هاربور) وميلينا (فايز).

وبدا الجميع كأنهم عائلة عادية، لكن «أمي» و«أبي» كانا بالفعل جاسوسين روسيين، يعدان الفتاتين من أجل المشاركة في برنامج الجندي الخارق في روسيا.

وبعد الافتتاح المثير المتفجر، نكتشف أن ناتاشا ويلينا تحولتا من فتاتين عاديتين إلى آلتين للقتل، وانفصلتا عندما قتلت ناتاشا رومانوف رئيس البرنامج، دريكوف (راي وينستون)، ودمرت غرفته الحمراء. أو هكذا تصورنا.

وتقفز الأحداث إلى ما بعد «كابتن أمريكا: الحرب الأهلية» مباشرة، عندما تكون ناتاشا هاربة من حكومتها متخفية بعد انتهاكها شروط الاتفاق معها. وأثناء تواجدها خارج الشبكة، تتلقى طرداً من يلينا، التي تعاني من نفيها القسري بعد اكتشاف مادة تحرر الأرامل من إخضاعهن الكيميائي الذي يجردهن من إنسانيتهن.

وتدرك أنه يعكس مفهوم الجندي الخارق الذي يتحول من رجل عادي إلى آلة رهيبة للقتل والتدمير.

هنا يركز «الأرملة السوداء» على مصل ومواد لتحويل نساء قاتلات خارقات إلى نساء عاديات. وترسل «يلينا» صندوقاً من زجاجات المصل المضاد أو الترياق إلى أختها، وهي تعلم أنها ستنقلها إلى منزل آمن في بودابست.

وتضطر الشقيقتان إلى تهريب أليكسي المعروف باسم الحارس الأحمر من السجن، ليلتئم شمله مع الأرملة السوداء التي صنعتها ميلينا.

ورغم أن الفيلم يبدو ضعيفاً بعض الشيء في رسم شخصيات بعض الأشرار وجعلهم أقوياء بما فيه الكفاية لنشهد صراعاً قوياً متكافئاً، فإنه من أفضل أفلام الأكشن والجاسوسية في السنوات الأخيرة.

ويتسم العمل بالارتكاز على قصة بسيطة نسبياً مع مشاهد أكشن ومطاردات وجاسوسية تكمل متعة المشاهدة، ولا تجور على الخط الدرامي.

ويبرز الفيلم حيرة ناتاشا بين العمل بمفردها كذئب شارد أو العمل ضمن مجموعة، ورغم شكوى معجبي رومانوف من تسليط الأضواء على غيرها من عائلتها مثل يلينا والحارس الأحمر، إلّا أن الممثلين الذين جسدا الشخصيتين كانا بارعين بما فيه الكفاية.

ومع المزج بين الشجاعة والفكاهة أو الكوميديا تشعر كأن الفيلم يحضر المشاهدين لتسليم الراية من سكارليت جوهانسون إلى فلورانس بيو التي كانت نقطة الإجادة الأكبر في الفيلم والبطل الحقيقي من حيث الأداء.

والفيلم في النهاية هو علامة أخرى على عودة العالم إلى طبيعته، وانتصار السينما على كورونا.

الفيلم الذي يجمع بين الخيال العلمي والمغامرات والأكشن يمتد عرضه ساعتين و13 دقيقة وهو من إخراج كيت شورتلاند وبطولة سكارليت جوهانسون، فلورانس بيو، راشيل ويز، ديفيد هاربور.