الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الخطاب الأخير».. قصتا حب بين الماضي والحاضر ورومانسية بين زمني الخطابات والإيموجي

ما بين قصة حب تتذكرها وقصة حب تنساها تسير أحداث الفيلم الرومانسيThe Last Letter From Your Lover أو الخطاب الأخير من حبيبك الذي يعرض حالياً في دور السينما العالمية.

تنتهج المخرجة والممثلة الأمريكية أوجستين فريتزل أسلوباً بصرياً أنيقاً لتلك الدراما الرومانسية التي لا تحدها فترة زمنية.

ويعرض الفيلم قصتي حب متشابكتين مورقتين أحدهما في الماضي والأخرى في الحاضر، يتقاطعان قليلاً ويتباينان تماماً في النغمة والأسلوب والانطباع العاطفي.

وما بين حب كلاسيكي وآخر واقعي، وبين ماضٍ وحاضر تدور الحبكة الدرامية للفيلم وتتركز حول الصحافية الطموحة إيلي «فيليسيتي جونز» التي تكتشف مجموعة من رسائل الحب السرية يعود تاريخها إلى عام 1965 وتصمم على حل لغز تلك العلاقة.

وشيئاً فشيئاً تبدأ في حل اللغز وتدرك أن الرسائل تحوي قصة حب مجهضة بين زوجة رجل ثري جينيفر ستيرلنغ (شيلين وودلي) وصحفي كان مكلفاً بتغطية أخباره هو أنتوني أوهير (كالوم تيرنر).

وفي نفس الوقت، تبدأ قصة حب إيلي الخاصة تتكشف بمساعدة من خبير أرشيف محبوب (نبهان رضوان) يساعدها في تعقب المزيد من الرسائل.

في القصة الأولى تجد كل من شايلين وودلي وكالوم تيرنر صعوبة في مواجهة بعضهما البعض في قصة رومانسية مليئة بالعقبات في الستينيات، ما بين لقاءات الصدفة، وفقدان التواصل، واللقاء بعيون دامعة على رصيف السكة الحديد، في مشاهد رومانسية تأسر قلوبنا وتذكرنا برائعة هوليوود القديمة An Affair to Remember أو علاقة حب للذكرى.

أما قصة الحب الثانية المعاصرة فتشمل إيلي أو «فيليسيتي جونز» في دور يذكرك بشخصية كاري براد شو التي جسدتها سارة جيسيكا باركر أو بريدجيت جونز في مذكراتها، ومعها أمين الأرشيف الذي يساعدها في تجميع أجزاء وفصول القصة السابقة معاً، قبل إعادة صياغتها ودمجها.

تحاول فريتزل أن تبث بعض الحيوية الإخراجية في جنبات الفيلم فتنجح في قسم منه، وتفشل في قسم آخر، فتشعر أن الأول مشبع بالرومانسية والإبداع الجاذب، بينما الثاني مجهول الهوية وأقل إثارة.

ومع ذلك فإن ذلك السيناريو المأخوذ من رواية أدبية لجوجو مويز يستحق أن يشاهد.

يبدأ الفيلم باقتباس على الشاشة من رواية وفيلم «A Farewell to Arms» أو وداعاً للسلاح لإرنست همنغواي، مكتوب على الشاشة «لماذا، عزيزي، لا أحيا إلا عندما أكون معك»، وهو اختيار مضلل إلى حد ما لاختلاف الروايتين.

ومع شحنة الرومانسية والرسائل الفياضة بالمشاعر، يبدو الفيلم غريباً في زمن البريد الإلكتروني و«واتساب» وإيموجي أو أيقونات التعبير الرمزية.

ولكن المشاهد يلمح الكيمياء الحقيقية التي تربط بين وودلي وتيرنر ما بين رحلات الريفييرا الباذخة ونزهات القرية على ضوء الشمس واليخوت الفارهة، بينما تبدو باهتة بين طرفي القصة الأخرى التي تدور في الواقع.

تحاول فريزل أن تنسج لوحة درامية رومانسية بشكل كلاسيكي ما بين انعكاسات النيون في هطول الأمطار، والإضاءة شديدة النعومة، الكادرات المختارة بعناية التي تبرز جمال المكان وجمال المشاعر.

الفيلم من إخراج أوجستين فريزل، وبطولة فيليستي جونز،شيلين وودلي، كالوم تيرنر، نبهان ريزوان، ديانا كنت، إيما ابلتون.