الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

No Time To Die.. مباراة ثلاثية في الأداء وانحياز للمرأة وقدرة على المفاجأة

يشهد فيلم No Time To Die أو لا وقت للموت مبارزة ثلاثية رائعة في الأداء بين كريج وسيدو ومالك، في فيلم هو الأخير للبطل والأول للمخرج صحح فيه السيناريو صورة العميل السري التي تتساقط تحت قدميه النساء في توافق مع الحركات النسائية والسياسية التي يشهدها العالم الآن.

وكشف الفيلم أن جيمس بوند ما زال في جعبته الكثير ليقدمه، وما زال قادراً على المفاجأة والإبهار رغم المنافسة الشرسة من أفلام أبطال الخوارق الأخرى ليثبت أن «لا وقت للموت» لجيمس بوند نفسه، فما زال أمامه الكثير ليقدمه حتى مع تغيير البطل.

ومع كبر حجم التوقعات، حظي فيلم 007 الجديد لا وقت للموت باستقبال هائل في عرضه الخاص، ولكن تلك التوقعات أيضاً من الممكن أن تؤثر على إقبال الجماهير على الفيلم أو إحساسهم بخيبة الأمل لأنه لم يصادف ما كانوا يتخيلونه.

تلك معضلة فيلم جيمس بوند الجديد التي بدأت مع التصفيق الهائل لأبطاله وسط ترقب عالمي.

الوقت الطويل للفيلم 163 دقيقة يجعله أطول بحوالي ساعة من الفيلم الأول في السلسلة «دكتور نو» الذي عُرض في عام 1962.

باختصار فإن «لا وقت للموت» هو انتصار: مغامرة متفجرة، متوترة، جريئة، والأهم من ذلك كله مفاجأة، تتلاعب بأفكارنا المسبقة حول أعظم عميل سري في العالم، تستكشف حياته الشخصية من كثب أكثر من أي وقت مضى.

دراما يقودها بوند أو دانييل كريج بشكل رائع، حتى لو كان يعاني من الندوب العاطفية مثل خصمه المخيف لوتسيفر سافين (رامي مالك) الذي يعاني من الندوب الجسدية.

وقام كريج بعمل رائع يُحسب له في الحفاظ على رشاقته وحيويته رغم سنوات عمره الثلاثة بعد الخمسين والتجاعيد التي بدأت تظهر حول عينيه.

يبدو جيمس بوند في البداية وكأنه قانع بتقاعده وحياته في جامايكا، يتعذب ويتأرجح من تصوره لخيانة حبيبته السابقة الطبيبة النفسية الفرنسية المثيرة مادلين سوان «ليا سيدو».

في تلك الأثناء، يُسرق سلاح بيولوجي مدمر من تحت أنف المخابرات البريطانية يسمى هيراكليس، طوره رالف فينيس بمساعدة عالم منشق.

ولا يجد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية أو البريطانية أفضل من العميل السري 007 لكي يكشف الفاعل ويستعيد السلاح قبل أن ينتشر ويساء استخدامه ويوقع ملايين الضحايا.

الغريب أن العقل المدبر الشرير وراء السرقة يستهدف سبيكتر، المنظمة الغامضة التي ما تزال تدار من السجن بواسطة إرنست ستافرو بلوفيلد (كريستوف والتز). لكن القول القديم بأن عدو عدوك هو صديقك لا مكان له هنا.

وبقدر أهمية أن الفيلم هو الأخير لدانييل كريج، فإنه الأول للمخرج كاري فوكوناجا الذي تولى المهمة بعد استقالة البريطاني داني بويل بسبب «الاختلافات الإبداعية».

ومن المؤكد أن التحدي الذي واجهه فيلم بوند الأول هو حركة «أنا أيضاً» التي تواجه استغلال النساء جنسياً في هوليوود أمام الكاميرا وخلفها، ما انعكس على إعادة بناء رؤية إيان فليمنج بدون التمييز الجنسي وكراهية النساء واستغلال الجسد.

ونجح الفيلم إلى حد بعيد في تقديم رؤية مختلفة محافظة، مع الحفاظ على وفائه لروح جيمس بوند.

ومن المؤكد أن ذلك سيشكل تحدياً كبيراً لمن يلعب دور جيمس بوند بعد ذلك، إذ سيكون عليه دفع الشخصية للأمام وتطويرها، مع تأكيد الكثيرين أن البطل القادم لن يكون امرأة.

ربما كان الأكشن في الفيلم هو الطاغي كالعادة مع قليل من الذكاء، وندرة في الكوميديا وخفة الدم، يقابلها جدية أكبر.

أجاد المخرج كاري فوكوناغا التحكم في أدواته بمهارة رائعة، وقدم السيناريو لنا نسخة من بوند الرومانسي الأنيق الإنسان الذي لا يخشى إظهار مشاعره.

تلك الدراما ممتعة للغاية ومذهلة بشكل مبهج، أجاد فيها بصفة خاصة دانييل كريج وليا سيدو ورامي مالك، دراما أثبتت لها أن جيمس بوند ما زال قادراً على مفاجأة المشاهدين، ربما اقتبس شيئاً من أفلام الخوارق مثل عوالم مارفيل، ولكنه مضحك وواثق ومثير، يدفعنا لانتظار فيلم آخر في السلسلة.