الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

ريم البيات: فنانة سعودية سرقت فيلمي الجديد

تعرضت المخرجة السينمائية السعودية ريم البيات، لسرقة أحدث أفلامها السينمائية، وهي الآن تستعد للمشاركة بالعمل في المهرجانات العالمية خلال الفترة المقبلة، لتعود للواجهة، حيث حازت على عدد من الجوائز في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، ومنها جائزة أفضل إخراج في مهرجان ميلان السينمائي عن فيلمها «أيقظني» عام 2017، والذي نال أيضاً جائزة مهرجان مدريد السينمائي عن فئة الأفلام القصيرة.. «الرؤية» التقت المخرجة ريم البيات في هذا اللقاء الخاص عن أعمالها السينمائية الأخيرة.

ما جديدك الفني؟

أعمل على فيلم جديد بعنوان «سبحة» المشروع المسروق، وهو فيلم قصير مدته 10 دقائق بطولة الممثلة العالمية رنا علم الدين، ومن تأليفي وتصويري ومونتاجي وإخراجي. ويحكي عن امرأة تعاني من الاكتئاب وهي في حالة من التكرار في حياتها، وترمز السبحة إلى تلك الحالة، وأستطيع تصنيفه بأنه دراما، شعري، تجريبي. وسوف أبدأ بالمشاركة بالفيلم في المهرجانات العالمية خلال الفترة المقبلة.

ماذا تقصدين بالمشروع المسروق؟

لأنه قد تمت سرقته من فنانة سعودية، طلبت مني أن أتعاون معها في المشروع بحجة أن لديها تمويلاً ولكن ليس لديها الوقت بأن تبدأ مشروعاً من الصفر، وبعد أن سلمتها النسخة الثالثة من المونتاج، وأخذت نسخة من كل مادة صورتها لصناعة الفيلم، ذهبت وشاركت به في سويسرا بعد أن قامت بتشويه العمل وتقطيعه بشكلٍ بشع وإضافة بعض المشاهد إلى مسكنها الخاص، وحدثت مواجهة بيني وبين السارقة فكتبت لي رسالة عن طريق البريد الإلكتروني اعترافاً كاملاً. وكنت أتمنى أن أكون شجاعة بما فيه الكفاية لأدافع عن الفيلم وعن ممثلتي، ولكن أصابتني نوبات ذعر متتالية بمجرد التفكير في اللجوء إلى القانون، وتعلمت أنه في المرة المقبلة إذا كنت سوف أتعاون مع أي شخص مهما كان قريباً أو صديقاً، سوف أكون حريصة أن أوقع عقوداً واضحة تحمي جميع الأطراف.

ما أكثر شيء يُثير حماسك بخصوص صناعة الأفلام؟

أكثر شيء يثير حماسي بخصوص صناعة الأفلام هو مقدرتي على الاستمتاع بكل ما أملك من مواهب، وكيف أتبادلها، فلدي معرفة في أشياء متعددة مثل التصوير الفوتوغرافي والرقمي، والموسيقى والرقص والغناء والمونتاج والمكياج والإضاءة، وتكوين المشاهد، والملابس. وصناعة الأفلام بشكل عام تمنحني عائلة من الفنانين الرائعين والملهمين، وتمثل تجارب لا تتكرر.

كيف تختارين أعمالك الفنية؟

أنا لا أختار أعمالي الفنية بل هي من تختارني، فهي تخرج من رأسي مثل ما يخرج الماء من الأرض، تنهمر داخل عروقي ثم أكتب الحكاية، وغالباً ما تكون على شكل نص شعري يتحول إلى صورة بصرية سمعية تجريبية، في كل مرة تكون الحكاية مختلفة لكن يجمع بينهم هوسي بالشعر والفقد.

هل دراسة الفن مفيدة في الجانب العملي؟

دراسة الفن مهمة جداً، وعلي ّالاعتراف بأن أي تخصص فني يجب أن يكون مصاحباً لدراسة البزنس، حتى تستطيع الفنانة أو الفنان أن تكون لديهم المعرفة الكاملة لإدارة أنفسهم كفنانين، وهذا الأمر يجعلهم أكثر حرية واستقلالية.وقد أحببت التعليم الذاتي منذ تخرجت في الثانوية، وأعتدت أن أعتمد على نفسي منذ سنوات طويلة، وأن أتعلم شيئاً جديداً دائماً بمحبة وشغف، خصوصاً مع وجود التكنولوجيا التي تمكننا من أن نكتشف العالم بضغطة زر.

كيف بدأ حبك للفن؟

بدأ حبي للفن منذ طفولتي المبكرة، ويعود ذلك الفضل إلى والدتي ابتسام ووالدي سمير حفظهما الله، حيث ولدت في أجواء فنية متنوعة، فأمي تعشق الموسيقى والموضة والمجوهرات والأثاث والتصميم الداخلي، وكذلك والدي يحب تصوير الفيديو والتصوير الفوتوغرافي، واقتناء الأشياء الثمينة، والسيارات.وقضيت معظم حياتي في السفر معهما وزيارة المتاحف والمكتبات وبيوت الأزياء، وحضرت حفلات ومسرحيات، وتعرفت على ثقافات متعددة، ودائماً أتذكر أمي وهي تقول: «إنني أعشق الأشياء»، وأشقائي أيضاً لهم الفضل فكل فرد منهم فتح لي آفاقاً متعددة.

ما دافعك لدخول المجال الفني؟

دافعي الأساسي هو شعوري بالحماس الشديد أو تلك الرغبة التي لا تُقاوم هي دائماً ما تدفعني إلى الفن، فمنذ طفولتي المبكرة بدأت أدور في أفلاك متعددة، الغناء والعزف والرقص، تصوير وتوثيق ذكريات العائلة، الكتابة والشعر، العزف على البيانو وتأليف الكولاج والموسيقى. لم أتصور نفسي في يوم إلا أن أكون في مجال الفن، شيء ما في داخلي انتبهت له مبكراً وكنت محظوظة كفاية ليكون لدي الوقت لصقلها كل يوم.

كيف كان موقف أسرتك من الفن؟

وقفوا بجانبي ومنحوني أهم ما في الوجود، الحرية، حيث تكفل والدي بتعليمي في بريطانيا، وذهبت لأحصل على شهادة وطنية في التصوير الفوتوغرافي درست فيها كل أنواع التصوير، فردت جناحي وبدأت مرحلة تحقيق الاحلام، كنت أذهب إلى الجامعة الساعة 9 صباحاً وأترك المبنى الساعة 11 ليلاً، بكل شغف الكون، وجودي في مكان يجمع كل الفنون كان بمثابة الجنة بالنسبة لي وأعطاني فرصة أن التقي كل أنواع الفن والفنانين في جميع المجالات الفنية والإبداعية.

لماذا اخترت مجال الأزياء بجانب السينما؟

السبب الرئيسي المتعة، فهو مجال واسع وحر وعالي المنافسة، وأستطيع أن أطرح أفكاراً مختلفة بشكل فني عالي الجودة، فكل منتجاتنا مصنوعة يدوياً في بريطانيا بأفخم الخامات الأوروبية من الجلود الطبيعية والألوان الصديقة للبيئة.كما أنني أستطيع أن أعمل بشكلٍ يومي دون الشعور بالملل، أو القلق، أو الخوف، وأصبحت لدي المقدرة أيضاً على إدارة نفسي كفنانة مستقلة، فقد أصبح لدي عائلة متكاملة في مجال الأزياء والموضة، فمنذ سنوات وأنا أعمل مع شقيقتي الممثلة سمر البيات، فلدينا مسيرة طويلة في صناعة العبايات والقفطانات .والآن لدي وقت أكثر كي أتفرغ للفن والإبداع، وفي انتظار عائلتنا الفنية أن تكبر أكثر وأكثر.

هل الأزياء والموضة أثّرت عليكِ كصانعة أفلام؟

صناعة الأفلام بالنسبة لي ليست من أجل لقمة العيش، بالنسبة لي هي حالة فنية بصرية سمعية مليئة برفاهية التفاصيل، وسعيدة أني اكتشفت أنني لا أستطيع أن أكون صانعة أفلام كل يوم، ولكن أستطيع أن أرسم كل يوم، وأحقق ذاتي وأخصص معظم وقتي لإثبات حضور علامتي التجارية. وأعتقد أن دخولي إلى عالم الأزياء حسّن من مستوى أدائي كصانعة أفلام، ورغم أن إنتاجي أصبح بشكل أبطئ لكن بجودة أفضل وأنضج. حيث إن الكولاج والتصميم والرسم نقلني من مرحلة إلى مرحلة أخرى، خصوصاً على مستوى التفكير، حيث أصبحت أهدأ وصحتي العقلية والجسدية في قمة تألقها.

كيف كانت تجربة الحجر الصحي؟

أعتبرها إقامة إبداعية، حيث تفرغت خلالها للقراءة والرسم والموسيقى، وجاءتني خلالها فكرة فيلم قصير شعري هو عبارة عن قصيدة كتبها الشاعر أحمد الملا وقرأها بالفرنسية المخرج إيلي كرم، وقام بأداء الرقص فيها الراقصة الفرنسية يال بان. وتدور حكاية الفيلم حول الثقافة البولينيزية، تحديداً عن الرقص، وسوف يستغرق العمل في الفيلم على الأقل 10 أشهر لإنجازه بالكامل، وستكون تجربتي الأولى في الرسوم المتحركة.