الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«أصحاب ولا أعز» بين الدعم والرفض والتحرك البرلماني.. والانتقاد الأكبر لـ«منى زكي»

تواصلت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية عقب عرض فيلم «أصحاب ولا أعز» وهو النسخة العربية من الفيلم العالمي الشهير Perfect Strangers، على منصة «نتفليكس». وما بين ردود أفعال مؤيدة لصناع الفيلم ومنادية بحرية الفكر والإبداع، وأخرى منددة بفحوى الفيلم واتهامه بهدم ثوابت وقيم الأسر العربية، سرى سجال كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي.



هجوم على منى زكي



الفيلم مأخوذ عن نسخة إيطالية حققت رقماً قياسياً في عدد مرات النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة، لتُصبح هذه النسخة هي الـ19، وتضم النسخة العربية عدداً من النجوم العرب على رأسهم منى زكي وإياد نصار ونادين لبكي.

تدور الأحداث حول مجموعة من 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة، حيث يضعون هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى كشف لكثير من الأسرار لم يكن الأصدقاء يعرفونها عن بعضهم البعض.

بطلة الفيلم منى زكي التي أدت بطولته بمُشاركة إياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي ودايموند عبود وجورج خباز، وفؤاد يمين، حصدت الحظ الأكبر من الانتقاد إذ اتهمها بعض الجمهور بتخليها عن صورتها البريئة التي عهدوها عليها، واتجاهها لنوع من الأعمال المخالفة للصورة الذهنية التي رسموها لبطلتهم المُفضلة صاحبة الشخصيات البريئة كما في فيلمها «صعيدي في الجامعة الأمريكية».

هجوم ليس في محله



وفي تصريح لـ«الرؤية» قال الناقد الفني طارق الشناوي إن الهجوم على منى زكي نابع من الصورة الذهنية المأخوذة عنها بابتعادها عن الجرأة أو ما يُطلق عليه «السينما النظيفة».

وأضاف الشناوي أن الهجوم على منى زكي ليس بمحله، فإن كانت قد أدت أدواراً فيما سبق اعتبرت في نطاق ما يُسمى «السينما النظيفة» فقد جاء ذلك لأنها دخلت الفن في سن صغيرة، وكانت تلك هي نوعية الأدوار المعروضة عليها، وما كانت لترفضها، ويُضيف الشناوي: «أما الآن فأعتقد أن منى زكي ليس من قناعتها الابتعاد عن الأدوار الجريئة».

أما فيما يتعلق باتهام الفيلم بالترويج للمثلية الجنسية في شخصية «ربيع» التي جسدها الفنان اللبناني فؤاد يمين، قال الشناوي إن شخصية المثلي جنسياً تم طرحها من قبل في أفلام مصرية مثل «ديل السمكة» وجسده في الفيلم الفنان رؤوف مصطفى وأظهره الفيلم بصورة الضحية الذي ولد مثلي الجنس، وهو نفس الأمر مع الفنان خالد الصاوي في فيلم عمارة يعقوبيان الذي جسد شخصية المثلي وتعاطف الجمهور معه.

واعتبر الشناوي الآراء السلبية عن الفيلم آراء مُتسرعة، مشيراً إلى أن الفيلم تم عرض النسخة الإيطالية منه في مهرجان القاهرة السينمائي في عام 2016 ونال استحساناً كبيراً، ولم يتعرض لتلك الموجة من الانتقادات.

دعم للفيلم



دافع عدد من صُناع السينما ونجوم الفن في مصر عن الفيلم وصُناعه، وقالت الفنانة عبير صبري عبر حسابها على «إنستغرام» إن الفيلم واقعي لدرجة صادمة.

ونشرت صبري «البوستر» الرسمي للفيلم وعلقت: «شوفت فيلم أصحاب ولا أعز... الفيلم واقعي لدرجة صادمة يكشف ما الذي تسببت به وسائل التواصل الاجتماعي من سلبيات لا حصر لها وخصوصاً الهاتف والفيس بوك ومن كشفها للخيانات الزوجية وكشف حقائق مخبأة وأفكاراً لا نرضى عنها رغم وجودها ومواجهتها».

وتابعت الفنانة المصرية في تعليقها أن الفنانة منى زكي قدمت دوراً إنسانياً نسائياً بامتياز، ووصفتها بالمُمثلة العظيمة، فيما قالت إن نادين لبكي ممثلة ومخرجة متفردة.

ودعمت الفنانة غادة عبدالرزاق منى زكي من خلال نشر تعليق لها عبر حسابها على «إنستغرام» وكتبت: «فيلم تحفة ومنى زكي طول عمرها أستاذة».. «مبروك حبيبتي الفيلم حلو جداً».

تحرك برلماني



تقدم النائب مصطفى بكري ببيان عاجل إلى المُستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب المصري، ضد فيلم أصحاب ولا أعز، مُشيراً إلى أن الفيلم تناول موضوعات تُخالف تقاليد المجتمع المصري وعلى رأسها الترويج للمثلية الجنسية والخيانة الزوجية.

ونشر بكري فيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقال إنه يعتقد أن الفيلم له رسالة وهي ضرب كل الثوابت أياً كانت، وأن تكون هناك حالة من التردي بهذا الشكل تحت مسمى حرية الإبداع وإذا كنت تشاهد هذه الأمور في دول أخرى فالقيم الخاصة بنا وبديننا ترفض المثلية الجنسية التي تصدم المجتمع الشرقي، مُعتبراً أن الفيلم مُخطط يريد استباحة كل قيم المجتمع.

إنذار لوزيرة الثقافة



في تصريحات لـ«الرؤية» قال المُستشار القانوني أيمن محفوظ إنه تقدم بإنذار لوزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم لمنع عرض الفيلم، تمهيداً لإقامة دعوى قضائية ضد وزارة الثقافة والمصنفات الفنية لمنع عرض فيلم «أصحاب ولا أعز».

ووصف محفوظ الفيلم بأنه يسعى للانحلال الأخلاقي، وتساءل محفوظ كيف تم الترخيص لخروج هذا الفيلم للعرض الجماهيري وبه مخالفات صارخه لقانون إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية رقم 35 لسنة 1978؟

وكذلك يخالف نصوص القانون رقم 430 لسنة 1955، المعدل بالقانون رقم 38 لسنة 1992، الذي ينص على سلطة الرقابة علي المصنفات السمعية أو البصرية، سواء كان أداؤها مباشراً، أو مسجلة بأي وسيلة من وسائل التقنية وذلك بقصد حماية النظام العام والآداب ومصالح الدولة العليا.

الرقابة: ليس من اختصاصنا منعه



في تصريحات تليفزيونية قال رئيس جهاز الرقابة على المُصنفات الفنية في مصر، خالد عبدالجليل، إن القائمين على فيلم «أصحاب ولا أعز» لم يتقدموا حتى الآن بطلب للحصول على تصريح للفيلم بالعرض العام في مصر.

وأوضح عبدالجليل أن الفيلم ليس له علاقة بقريب أو من بعيد بمصر، وهو إنتاج لبناني بشكل كامل، والرقابة المصرية ليست طرفاً فيه بأي شكل من الأشكال، مُشيراً إلى أن الفيلم من إنتاج منصة دولية، ولم يتم طلب بعرضه بشكل عام في مصر حتى تُبدي الرقابة المصرية موقفها بالرفض أو القبول، والآن ليس من حق الرقابة المصرية منعه.