الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

هاري بوتر.. السحر مستمر!

منذ عدة أعوام احتفل العالم بمرور 20 عاماً على صدور الطبعة الأولى من الجزء الأول من سلسلة كتب هاري بوتر التي حملت اسم «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» للكاتبة جي كي رولنج، ومع بداية هذا العام بدأ الاحتفال بمرور 20 عاماً على صدور الفيلم الأول من السلسلة التي تكونت من ثمانية أفلام حققت، مثل الكتب المقتبسة عنها، نجاحا أسطوريا وضع اسم هاري بوتر ضمن أكثر الشخصيات الخيالية تأثيراً في الثقافة العالمية.

أول مظاهر هذا الاحتفال فيلم وثائقي بديع بعنوان Harry Potter 20th Anniversary: Return to Hogwarts من إنتاج منصة HBO Max يلتقي فيه معظم صناع وأبطال السلسلة للحديث عن ذكريات التصوير والعلاقات التي جمعت بينهم على مدار سنوات، مصحوبة بمواد أرشيفية نادرة من مواقع التصوير والتحضيرات السابقة له. والفيلم كما يبدو هو أحد ثمار التعاون بين استديوهات «وارنر» المنتجة للأفلام ومنصة HBO في إطار الاتفاق الذي حدث بين الشركتين لمنح المنصة حقوق عرض أفلام «وارنر» القديمة والحديثة، ويتجلى هذا التعاون في حجم المواد الأرشيفية التي وفرتها «وارنر» لصناع الفيلم.

أرقام قياسية



تحولت حكايات هاري بوتر، الساحر الصغير، إلى أسطورة عصرية ودخلت حياة ملايين الأطفال عبر العالم كله عن طريق الكتب التي ترجمت لمعظم لغات العالم ثم عن طريق الأفلام. وقد بيع من كتب هاري بوتر السبعة ما يزيد على 500 مليون نسخة، ووصلت مبيعات الجزء الأول بمفرده إلى 120 مليون نسخة، ما يضعه ضمن أعلى الكتب مبيعاً في التاريخ، ووصل حجم العائدات من الكتب السبعة 7.7 مليار دولار بمتوسط مليار و100 مليون لكل جزء.

ومن الطريف أن عائدات الأفلام الثمانية وصلت أيضاً إلى نفس الرقم السحري 7.7 مليار، وهو ما يضع سلسلة أفلام هاري بوتر في المرتبة الثالثة ضمن أنجح سلاسل الأفلام بعد سلسلة أفلام «مارفل» و"حرب النجوم".

وبجانب عائدات الأفلام ظهر العديد من ألعاب الفيديو وعشرات المنتجات الأخرى تقدر عائداتها بـ25 مليار دولار.

أما في مجال التأثير الثقافي، فيصعب حصر مدى التأثير العميق الذي تركته السلسلة وأفلامها وألعابها على الأجيال المتعاقبة على مدار ربع القرن الأخير، ولكن إذا جاء يوم بعيد يتذكر فيه الناس مدى تأثير الكتب والأفلام على البشر في بداية القرن الواحد والعشرين فمن المؤكد أن هاري بوتر سيصبح المثل الأعلى على هذه الفترة الذهبية من عمر القراءة والتردد على دور العرض السينمائي.

كيمياء استثنائية



أكثر ما يثبته الفيلم الوثائقي الجديد أن الكيمياء التي جمعت الروايات بصناع الأفلام وأبطالها كانت بالفعل شيئاً استثنائياً ونادراً في عالم السينما، فبالرغم من قيام معظم الممثلين بأداء أدوار أخرى في أفلام لاحقة، وتحول كل من دانيال رادكليف الذي أدى شخصية هاري بوتر وإيما واتسون التي أدت شخصية هيرميوني إلى نجوم وأبطال لعدد كبير من الأفلام والمسلسلات، لكن لا شئ يمكن أن يضاهي ظهورهم مجتمعين على الشاشة في مشهد من أفلام بوتر أو في مشهد يتحدثون فيه عن ذكرياتهم مع الأفلام.

أفضل شيء فعله صناع فيلم «الاحتفال بالذكرى العشرين لهاري بوتر: العودة إلى هوجارتس» أنهم جمعوا صناع الفيلم معاً دون وسطاء بينهم، كما حدث مثلاً في الاحتفال بذكرى ربع قرن على مسلسل Friends حيث تم دعوة الأبطال وصناع العمل إلى لقاء تلفزيوني talk show مع أحد المذيعين بحضور جمهور.

في هاري بوتر لا وجود لمذيع أو جمهور، ولكن فقط صناع العمل داخل ديكورات مدرسة هوجارتس للسحرة، حيث يجلسون معاً أحياناً أو كثنائيات أحياناً أخرى ثم يبدؤون في استدعاء الذكريات والحديث عن مشاعرهم.



ومن أجمل هذه اللحظات مثلاً، لقاء إيما واتسون بتوم فلتون الذي لعب شخصية التلميذ الشرير دراكو مالفوي، حيث تعترف بأنها وقعت في حبه أثناء التصوير.

وكذلك لقاء دانيال رادكليف بالنجمة هيلينا بونهام كارتر، حيث يكشف الاثنان ضاحكين أن رادكليف وقع في حب الممثلة التي تكبره بعشر سنوات على الأقل، أو لقاء رادكليف بالنجم جاري أولدمان واستدعائهما ذكريات التصوير مع الراحل ريتشارد هاريس الذي لعب شخصية مدير المدرسة دامبلدور، بجانب العديد من المشاهد الأخرى.

إجمالاً، هذا واحد من أجمل الأفلام الوثائقية التي صنعت عن سلسلة من أجمل الكتب والأفلام التي ظهرت في السنوات العشرين الماضية.