الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«كودا».. فيلم منخفض الميزانية ينافس الكبار على الأوسكار

«كودا».. فيلم منخفض الميزانية ينافس الكبار على الأوسكار

مشهد من فيلم كودا

شقّ فيلم «كودا» طريقه ليصبح أحد الأعمال الأوفر حظاً للفوز بجوائز الأوسكار، إذ تمكن هذا الشريط المنخفض الموازنة، الذي حصل على تمويل فرنسي بالكامل، من أن يحصد الجوائز في الأسابيع الأخيرة بعدما تجاوز كل الصعوبات واحدة تلو الأُخرى، ومنها حرمانه من فرصة عرضه في دور السينما بسبب الجائحة.

لا يعرف كثر في هوليوود أن هذا الفيلم مقتبس من فيلم فرنسي، عنوانه «لا فامي بيلييه» لإريك لارتيغو، حقق نجاحاً كبيراً ومفاجئاً في فرنسا، إذ تجاوز عدد مشاهديه 3 ملايين في دور السينما عند عرضه فيها في نهاية سنة 2014.



ولاحظ منتج النسختين الفرنسية والأمريكية فيليب روسوليه، أن «لا فامي بيلييه» كان «فيلماً كوميدياً ناجحاً بالطريقة التي يحبها الجمهور الفرنسي»، في حين «تمكنت مخرجة كودا سايان هيدر من جعله فيلماً أمريكياً مستقلاً من النوع الذي يحبه الأمريكيون، فبات أكثر كوميديا درامية».

وأضاف في حديثه الذي أدلى به في لوس أنجلوس قبل أيام من حفل توزيع جوائز الأوسكار «أعتقد أن الفيلمين أفادا من أكثر ما يبرع فيه كلا البلدين. ومن منظوري كمنتج، هذا الأمر يجعل الرحلة مثيرة جداً للاهتمام، لم أشعر بأنني أصنع الفيلم نفسه فعلاً».

واعتبر روسوليه أن النجاح في الحالتين «يعود بشكل أساسي إلى قصة الفيلمين، وإلى شخصياتهما، لا إلى الوسائل»، واصفاً القصة بأنها «فريدة وقوية جداً».

يروي الفيلمان قصة مراهقة يتنازعها شغفها بالموسيقى وحرصها على البقاء في المنزل لمساعدة والديها وشقيقها الأصم على التواصل مع الآخرين، إذ تنعم وحدها بحاسة السمع في أسرة من الصمّ. ويتألف عنوان الفيلم من الأحرف الأولى لعبارة بالإنكليزية هي Child of deaf adult تشير إلى الأبناء البالغين الصم.



وكما في الفيلم الأصلي، يدور الكثير من حوارات «كودا» بلغة الإشارات التي تعلمتها للمناسبة كل من المخرجة سايان هيدر والممثلة إميليا جونز التي تؤدي دور المراهقة روبي، إلا إن الفارق يكمن في أن نجوماً يتمتعون بحاسة السمع كانوا يتولون الأدوار الرئيسية في «لا فامي بيلييه»، ومنهم فرنسوا داميان وكارين فيار، في حين أن «كودا» فضّل أن يكون أقرب إلى الواقع من خلال إسناد الأدوار إلى ممثلين من الصمّ، غير معروفين نسبياً.

وأوضح روسوليه أن «الأفلام الفرنسية ممولة إلى حد كبير من التلفزيون. ولإنتاج 'لا فامي بيلييه' كان لا بدّ من الاستعانة بممثلين معروفين ومشهود لهم».

وأضاف «تبيّن لنا بوضوح» بعد 10 سنوات أن «كودا» ينبغي أن يصوّر «مع ممثلين صمّاً».

واعتُبر «كودا» مفاجأة موسم الجوائز السينمائية في البداية، لكنه تمكّن في الأسابيع الأخيرة من أن يفرض نفسه ببطء من خلال فوزه على التوالي بكبرى جوائز «ساغ أووردز» التي تمنحها نقابة ممثلي الشاشة في هوليوود، ثم بجائزة «بروديوسرز غيلد أوف أمريكا» من جمعية منتجي هوليوود.



وأشارت توقعات عدد من المتخصصين في هوليوود إلى أن تروي كوتسور الذي يجسّد شخصية والد روبي بات من المرشحين الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل ممثل مساند.

أما «كودا» نفسه فبات يتمتع بفرصة متساوية للفوز بالمكافأة الأهم، وهي جائزة أفضل فيلم، مع منافسه «ذي باور اوف ذي دوغ» الذي يتصدر سباق الأوسكار مع أكبر عدد من الترشيحات.

وأشار روسوليه إلى أن «كودا»، كالنسخة الفرنسية الأصلية «لا فامي بيلييه» تماماً، أُنتِج «بموازنة معقولة نسبياً، وخصوصاً بالمقارنة مع الأفلام الأخرى المنافسة يوم الأحد»، إذ «بلغت تكلفته 15 مليون دولار». وأضاف «في مواجهة فيلم دون (165 مليون دولار)، نحن أشبه بشخصية عقلة الإصبع».

وتابع «لكنني لا أعتقد أنها معجزة. الفيلم يستحق أن يكون في هذا الموقع في هذه المرحلة التي نعيش فيها. إنه فيلم مهم (...) فيلم مؤثر في الناس ويجمعهم بقيمه الإنسانية».