الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

إريك واينمير: أحلامي ترسم خريطة طريق حياتي

خبا نور عينيه لتحتفظ ذاكرته بصورة ذلك الطفل المغامر لاعب كرة القدم، في عمر الـ 14 عاماً، ليبدأ رحلته الحقيقية في الحياة ويحقق أحلاماً عانقت السماء ويكون ببصيرته نبراس أمل لآلاف الأشخاص حول العالم.

متسلق الجبال الأمريكي إريك واينمير الذي التقته «الرؤية» أثناء زيارته دبي، رياضي شجاع، كاتب ومتحدث تحفيزي وأول شخص مصاب بفقدان البصر الكامل يصل إلى قمة إيفرست متسلق الجبال الأمريكي .

شارك في تأسيس منظمة «الحياة بلا عوائق» بهدف مساعدة الناس على تنوع خلفياتهم واختلاف قدراتهم لإيجاد الطاقة بأنفسهم والمضي قدماً لتحقيق أهدافهم.


تغلب إريك على كل المعوقات بعد أن أصيب بمرض جيني جعله يفقد بصره تماماً ويبدد حلمه بالبطولة في الملاعب الخضراء، وتضاعفت أحزانه بوفاة والدته في حادث مروري، ما جعل للحياة طعماً مراً على الشاب الغض، ولكنه تحدى واقعه وخاض أولى رحلاته الجبلية في الـ16 من عمره.


* إرادة صلدة

يروي إريك تجربته الأولى حين ذهب لتسلق الصخور مع صديق، واكتشف أن بإمكانه الاستعاضة عن بصره بإحساس اللمس بيديه وقدميه.

وقال: «يعتمد الكفيف على الإحساس بالصدى .. وهو ما أبهرني هناك .. وجعلني أتأكد من أن ما وصلت إليه هو عكس معنى العمى البصري .. بل الإبصار بعينه».

30 عاماً من الرحلات وتسلق الجبال، غرس فيها إريك نصل عصاه على أعلى قمة في العالم عام 2001 دون أن يبصرها، وهي قمة (إفرست)، ليصيّر المستحيل ممكناً، ويترك بصمته على جبل دينالي، كليمنجارو وغيرها.

* عمل جماعي

«عندما تريد أن تكتشف خارطة طريقك في الحياة.. يحتمل أن تواجه مصاعب.. وألا تصل وجهتك بسهولة لكثرة المنعطفات والعوائق.. إلا أنك تستطيع رسمها بنفسك.. وتوجيهها نحو أحلامك.. وبطريقة ما ستكتشف طريقك قدماً»، بكلماته عبر إريك واينماير عن مسيرته، باعثاً روح الأمل للشباب في أن الوقت لم يفت بعد على أحد لإعادة توجيه حياته والسير نحو تحقيق المراد.

وأضاف: «كنت محظوظاً حين وجدت فريقاً آمن بي وبقدراتي.. تتسلق الجبال يمنحك تجربة الثقة المطلقة بالآخر، إذ وضعت حياتي رهن المجموعة.. ولم تكن فكرة الكفيف المتسلق مجنونة كما يعتقد البعض، بل هي فكرة ممكنة إلا أنها محفوفة بالمخاطر التي يتوجب اجتيازها».

* تحطيم اليأس

يؤكد إريك أن للكفيف أحلاماً تتخطى المبصر أحياناً، وهو إنسان يريد الوصول إلى هدفه كأي شخص آخر، قائلاً: «فقداني البصر جعلني أسعى للبدائل؛ فبدلاً من استخدام عيني.. بدأت التأقلم مع العصا وكيفية القراءة بطريقة (برايل) واستخدام التكنولوجيا المناسبة لتسهيل المهمات اليومية».

وأضاف إريك: «وجدت السبيل لبناء عائلة.. واليوم أحظى بأبناء أذكياء مثابرين.. نذرت حياتي لأحطم اليأس والصعوبات لأمضي»، وأردف أن الشجاعة وتقليل المخاطر كانا دافعاً ومحركاً لأي مهمة يريد الإنسان خوضها.

وأوضح إريك أنه يؤمّن قبيل رحلته أكثر من ثلاث خطط بديلة تساعده على النجاة من أي مصاعب يمكن أن تعترضه، مثل التزود براديو حول العنق مربوط لاسلكياً مع أفراد الفريق، ولاسلكي آخر في حال تعطل الراديو.ملهم أصحاب الهمم

ألهم إيريك ما يزيد على 30 ألف شخص حول العالم ممن يعانون صعوبات حركية ومن أصحاب الهمم إلى جانب مرضى إدمان أو معنفين وغيرهم من الفئات التي تواجه تحديات يصعب اجتيازها، ليساعدهم ببصيرته وسيرته الملهمة، على تخطي كل العقبات وإيجاد طريقة للنجاح والمضي قدماً في الحياة.