الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

وحيد حامد: لا أعتبر نفسي كاتباً محترفاً.. ونذرت قلمي لفضح ضلال «الإخوان»

وحيد حامد: لا أعتبر نفسي كاتباً محترفاً.. ونذرت قلمي لفضح  ضلال «الإخوان»
تنحاز أعمال الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد دوماً للبسطاء بعد أن ضبط موجة إبداعاته على أحلامهم وآلامهم، ليقدم أعمالاً تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة المتمثلة في إحداث التوازن بين ما يلبي شغف الجمهور، من جهة والوفاء بالشروط الإبداعية والفنية التي ترضيه، وتبهر النقاد والمتابعين من جهة أخرى.

ويظل حامد بمثابة حالة استثنائية في مسيرة الدراما المصرية والعربية، مقدماً نحو 90 عملاً بين السينما والدراما التليفزيونية والمسرح والإذاعة، وقدرة فائقة على قراءة الواقع واستشراف المستقبل، وهو يحتفي اليوم بعامه الـ75، بقلب شاب يعشق السينما، وعقل يشتعل بالأفكار والرؤى، وروح متمردة تتخذ من الكلمة أداة لبناء العقول، وسلاحاً ضد كل محاولات قوى الظلام لتجريف الفكر.

«الرؤية» بهذه المناسبة، أجرت حواراً مطولاً مع حامد الذي أكد أنه ما زال يكتب بروح الهاوي ولا يعتبر نفسه كاتباً محترفاً، مشيراً إلى أنه لا يجبر نفسه أبداً على الكتابة، لأنها بالنسبة له متعة، يتمسك بأن يرى نفسه عاشقاً ومخلصاً لها.


ونوه بأنه نذر قلمه لفضح زيف وكذب وأباطيل جماعة الإخوان الإرهابية وكل المتاجرين بالدين، محذراً في الوقت نفسه من أن خطر هذه الجماعة ما زال مستمراً ولم ينتهِ بعد، كاشفاً عن أن خريطة وتفاصيل الجزء الثالث من مسلسل الجماعة حاضرة في رأسه، لكنه ينتظر الإمكانات الإنتاجية المناسبة.. وتالياً نص الحوار:


• في البداية .. وأنت تستقبل عاماً جديداً كيف تنظر إلى مشوارك الماضي؟

- لدي حالة من الرضا عما قدمته خلال مشواري مع الكتابة، حيث منحتني هذه الرحلة أكثر بكثير مما سعيت له.. وحتى هذه اللحظة لا أعتبر نفسي كاتباً محترفاً، وأكتب بروح الهاوي، ولا أذكر في حياتي كلها أن جاء عليّ وقت فرضت على نفسي الإمساك بالورقة والقلم وكتابة أي موضوع، فقط أترك نفسي حتى تصلني الفكرة المناسبة وبعدها أبدأ في اختيار القالب المناسب لها سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية أو حتى في كتابة المقال الصحافي، وإذا شعرت أنني لا أرغب في الكتابة أتوقف فوراً ولا أضع نفسي تحت أي ضغوط للاستمرار بها، فالكتابة بالنسبة لي متعة، وأحب أن أرى نفسي عاشقاً ومخلصاً لها.

• هل ترى أنك نلت ما يكفي من التقدير؟

- الحمد لله أنني منذ بداية مشواري وأنا أحظى بالتقدير في كثير من المناسبات وعلى اختلاف المستويات الرسمية أو الشعبية، حيث منحتني مصر أعلى جوائزها بداية من «التفوق» مروراً بـ«التقديرية»، وحتى جائزة «النيل»، إلى جانب عدد كبير من التكريمات عن مجمل أعمالي، إضافة إلى الاستفتاءات الجماهيرية. ولم يتوقف الأمر عند تكريمي من بلدي، وإنما امتد للتكريم من دول أخرى مثل الإمارات ولبنان وفلسطين وأمريكا، وهو ما جعلني أشعر بالرضا وأحمد الله على هذا التقدير.

• كانت مواجهة الفساد والتطرف الديني عاملاً مشتركاً في معظم أعمالك.. فما السبب؟

- كل كاتب له مشروعه الخاص الذي يعمل عليه، ووقت أن تصدت أعمالي للفساد في البداية وبعدها في التسعينيات لفكرة الإرهاب والتطرف الديني، كان الجميع يخشى من الدخول إلى تلك المنطقة، وعندما نالت أعمالي النجاح سار الجميع في الاتجاه نفسه، وبوجه عام فإن القضايا التي تهم الوطن وتشكل خطراً عليه تلقى اهتماماً من الجميع سواء كان كاتباً أو مخرجاً أو مواطناً عادياً، وأنا أرى أن خطر جماعة الإخوان الإرهابية لا يزال حاضراً ومستمراً، كما أن الجماهير العادية لا تزال تجهل حقيقتها بالصورة الكافية، ومن هنا رأيت ضرورة تعرية الجماعة من خلال تاريخها ومِن كتبهم نفسها واعترافاتهم التي خطوها بيديهم.

• ماذا عن الجزء الثالث من مسلسل الجماعة؟

- كنت أخطط أنه سيكون في ثلاثة أجزاء، قسمتها لمراحل ثلاث، الأولى تتعلق بفترة التأسيس وحياة حسن البنا وتنتهي بمقتله، والثانية مرحلة سيد قطب وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر والثورة، وتنتهي بإعدامه، أما الجزء الثالث فيواكب فترة الرئيس السادات، وهي الحقبة التي شهدت ازدهار جماعة الإخوان الإرهابية والتيار الإسلامي كله، وحقيقة لم أبدأ في كتابته بعد لحين تحمس جهة إنتاجية له، ولكن خريطته وتفاصيله موجودة وجاهزة في رأسي.

• هل هناك أعمال وأفكار جديدة تشغلك في الفترة المقبلة؟

- انتهيت من كتابة فيلم سينمائي وضعت له اسماً مبدئياً هو «دهموش»، وتعاقدت عليه بالفعل مع جهة إنتاجية، ولا أزال في مرحلة اختيار المخرج وفريق العمل، كما أن هناك فيلماً جديداً لا يزال في طور الإعداد والكتابة، والحمد لله أن رأسي لا يزال عامراً بالخيالات، ولا أتوقف عن الحلم أبداً، والأفكار لا تتوقف عن التحليق في ذهني، وأنا أحب أن يرى الجمهور آخر عمل لي على درجة عالية من الجودة، وأفضّل أن يكون آخر أعمالي هو أقواها، كما أنني حصلت على حقوق تقديم رواية «قيس ونيللي» للروائي الراحل محمد ناجي، والحقيقة أنني مفتون بها جداً، وكنت قد بدأت بالفعل في كتابتها كفيلم سينمائي، إلى أن قررت أن الأنسب لها أن تظهر من خلال مسلسل درامي.