الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

نادية لطفي.. «حلوة» الزمن الجميل تكتفي بـ 47 فيلماً وترحل بهدوء

تعتبر الفنانة نادية لطفي، التي رحلت بهدوء، اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 83 عامأً، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة إرثاُ فنياً من الزمن الجميل يقدر بـ47 فيلما، بالإضافة إلى مسرحية ومسلسل وحيدين، إحدى أبرز أيقونات السينما العربية، فهي فنانة شاملة مثلت الكوميديا والتراجيديا والاستعراض، وتنوعت أدوارها بين بنت البلد والفتاة البسيطة، والمرأة الباحثة عن الذات والأرستقراطية.

ظلت بولا محمد شفيق أو نادية لطفي، التي لقبها الجمهور بـ"الحلوة" نسبة إلى اسم الأغنية الشهيرة التي غناها عبدالحليم حافظ خلال فيلم الخطايا، الذي جاءت بطولته ثنائية لتجمعهما في واحدة من أهم الأفلام الرومانسية، مخلصة لفنها وشغفها بالتمثيل، ولم تجرفها أمراض النجومية فحافظت على صورتها متألقة في أذهان الجمهور وذاكرة السينما، ولم تكتف بذلك، وضربت أمثلة رائعة في ارتباط الفنان بقضايا بلده وأمته.

بدأت نادية لطفي التمثيل كهواية وهي في سن العاشرة مع مسرحية مدرسية أظهرت موهبتها، وبدأت مسيرتها في التمثيل بفيلم أبيض وأسود سلطان عام 1958، ومثلت بعد ذلك دوراً صغيراً في فيلم باب الحديد ليوسف شاهين. وتوالت بعد ذلك أدوارها، ومن أشهرها السمان والخريف في 1967 المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للأديب نجيب محفوظ.



ولعبت بطولة فيلم أبي فوق الشجرة مع عبدالحليم حافظ الذي حقق إيرادات غير مسبوقة في دور السينما المصرية.



ورغم ملامحها الشقراء الأوروبية إلا أنها نجحت في تمثيل أدوار بنت البلد كما في شخصية "ريري" السمان والخريف وبائعة البرتقال بسيمة في الأقمر وزوبة العالمة في قصر الشوق، وشهرت الخادمة الفقيرة التي يحاول مخدومها القاضي إذلالها في "في قاع المدينة"، ولويزا المسيحية في الناصر صلاح الدين.



وهي أيضاً طالبة الجامعة التي تدافع عن حبها في الخطايا، والمهندسة الجادة في "للرجال فقط"، وفتاة الليل ريري في السمان والخريف وبنت الذوات الضائعة "مادي" في النظارة السوداء والزوجة التي تعاني من إهمال زوجها وتواجه صراعاً بين قلبها وعقلها، أسرتها وحبها في "على ورق سوليفان". كما جسدت دور الراقصة بديعة مصابني في فيلم، والراقصة بمبة كشر في مسرحية.



كسر الحصار

لم تكن نادية لطفي مجرد نجمة أو ممثلة بل صاحبة موقف لم تنفصل عن قضايا أمتها ومجتمعها وزملائها، تشارك في إضرابات واحتجاجات الممثلين على قانون يرون أنه يقيد إبداعاتهم وحريتهم وتخترق حصار بيروت في 1982 وتزور الفلسطينيين المحاصرين وتخرج معهم في (سفينة شمس المتوسط اليونانية).



جمعية الحمير

علاوة على ذلك كان لها نشاط ملحوظ في الدفاع عن حقوق الحيوان وترأست جمعية الحمير بعد مؤسسها المسرحي الراحل زكي طليمات، وهي الجمعية التي ضمت أسماء كبيرة مثل الممثلة زينب صدقي وفكري باشا أباظة، وطه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم، الكاتب الصحافي أحمد رجب ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين والدكتور محمود محفوظ، وزير الصحة الأسبق، والفنان شكري راغب، والممثل الراحل السيد بدير.



وشبهت الفنانة الراحلة، عضو الجمعية بصاحب عطاء للعامة من دون مقابل، حيث يتمتع بصبر يماثل صبر الحمير، حيث تقوم الجمعية بأعمال تطوعية مثل تجميل الشوارع بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الحيوانات وفي المقدمة منها الحمار.

وكانت الفنانة الراحلة قد صرحت بأن لدى الجمعية تصنيفات للأعضاء العاملين بالجمعية طبقاً لأقدميتهم، ومن بينها أن يحمل العضو الحديث أو المبتدئ لقب (حرحور)، ثم يرتقي إلى (حمار)، يليها لقب (حامل الحدوة)، حتى نصل إلى أعلى رتبة وهي (الحمار الفخري) أو ما يطلق عليه الحمار الأكبر.



دعاية محرمة

مثلت نادية لطفي مع نجوم الغناء وفي مقدمتهم عبدالحليم حافظ في فيلمي الخطايا وأبي فوق الشجرة، والطريف أن النجاح الجماهيري الساحق لفيلم أبي فوق الشجرة، دفع المنتجين للتعاقد معها ومع النجم المتألق أيامها محرم فؤاد في فيلم "عشاق الحياة"، لكن نادية لطفي اعترضت على دعاية الفيلم التي راهنت على عدد القبلات ما جعلها تهدد بمقاضاة المنتج محرم فؤاد الذي امتثل لتهديداتها، وكررت التجربة أمام محرم فؤاد في فيلم "من غير ميعاد".



وفي بالمقابل، لم يجمعها عمل واحد مع فريد الأطرش رغم ما تردد عن أنه وقع في حبها وغنى لها ذات سهرة في الإسكندرية "حكاية غرامي"!.

وطوال مسيرتها الفنية لم تصب بآفات النجومية ومن بينها الغيرة والغرور وعلى سبيل المثال فقد شاركت سعاد حسني بطولة فيلم (السبع بنات)، من غير ميعاد، للرجال فقط، ومثلت مع فاتن حمامة وشكري سرحان في "لا تطفئ الشمس".

وبالنسبة للنجوم مثلت مع رشدي أباظة أكثر من فيلم من بينها "جريمة في الحي الهادئ" وعدو المرأة ،"عندما نحب"، وشاركت أحمد مظهر في فيلم النظارة السوداء، وعمالقة البحار ومع النجم الهوليوودي عمر الشريف في "حبي الوحيد"، ومع أحمد رمزي في مذكرات تلميذة "جواز في خطر".

وشاركت حسن يوسف في فيلم "للرجال فقط"، يحيى شاهين في قصر الشوق، ومع فريد شوقي في "غراميات مجنون"، كمال الشناوي في "أيام بلا حب" و"المستحيل"، ومع محمود يس في قاع المدينة، ونور الشريف في الأقمر، حسين فهمي في "الأخوة الأعداء"، محمود مرسي في الخائنة و"السمان والخريف".



العسكري الأشقر

وطوال مسيرتها الفنية حرصت بولا شكري على أن تحقيق أمنية أمها التي أسمتها على اسم راهبة ومقولة أبيها عنها "أنا عاوز بنتي تبقى زي العسكري" لذلك عرفت بالتزامها وعدم انجرافها وراء الشائعات أو العلاقات المؤقتة، وكانت أختاً للجميع لا يشغلها سوى فنها ومواقفها الإنسانية والاجتماعية.

واستطاعت الشقراء الفاتنة أن تضع حدوداً صارمة بين التمثيل والحقيقة حتى عندما ربطت الشائعات بينها وبين المخرج عز الدين ذو الفقار والنجمين أحمد مظهر رشدي أباظة إضافة إلى فريد الأطرش.



3 زيجات

تزوجت الفنانة الراحلة 3 مرات، الأولى من ابن الجيران الضابط البحري عادل البشاري ووالد ابنها الوحيد أحمد وكانت في العشرين من عمرها، والثانية من المهندس إبراهيم صادق شفيق، في أوائل سبعينات القرن الـ20 وتعتبر أطول زيجاتها، والثالثة من محمد صبري.



بسرعة:

*الاسم الحقيقي : بولا محمد مصطفى شفيق

*ولدت في حي عابدين في القاهرة لأب وأم مصريين

*حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955

*اكتشفها المخرج رمسيس نجيب واختار لها الاسم الفني (نادية لطفي) اقتباساً من شخصية فاتن حمامة نادية في فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبدالقدوس.

*قدمت مسلسلاً تلفزيونياً واحداً هو ناس ولاد ناس مع كرم مطاوع ومسرحية واحدة هي بمبة كشر مع عبدالمنعم مدبولي.

*في مجال الكوميديا قدمت العديد من الأفلام من بينها "كيف تسرق مليونير" أمام محمد عوض، عبدالمنعم إبراهيم، وعادل أمام، "نشال رغم أنفه" مع أمين الهنيدي ومحمود المليجي.