الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ياسر الياسري: بدأت مساعد كاميرا تجنباً لتهمة "الواسطة".. والسينما الإماراتية تشهد انتعاشة

اختار المخرج السينمائي العراقي ياسر الياسري، صعود السلم من أوله، فبدأ العمل من مساعد كاميرا، حتى لا يقال إنه دخل المجال بالواسطة، على حد تعبيره، ورغم أنه من عائلة لها باع في السينما إلا أنه اختار التوجه إلى عالم الفيديو كليب الذي قدم عبره فيلماً سينمائياً صامتاً، الأمر الذي اعتبر أنه مهد له طريقه إلى الفن السابع.

أكد ياسر الياسري في حواره «الرؤية» أن السينما الإماراتية تشهد انتعاشة كبيرة منذ العام 2015، حيث أخذت في تحقيق الربح على مستوى شباك التذاكر، داعياً صناعها إلى استغلال هذه الثقة في تقديم ألوان مختلفة وعدم الاكتفاء بتقديم اللون الكوميدي فقط.

واعترف أنه استفاد من خبرات ابن عمه المخرج فيصل الياسري، الذي عرفه في مرحلة صغيرة معنى كلمة مخرج، مشيراً إلى أنه في أي عمل يتولى أمره لا ينظر إلى جنسية النجوم بقدر ما ينظر إلى القصة وإلى الشخصيات التي ستخدمها.



لماذا اخترت صناعة الفيديو كليب مع العلم أنك تنتمي لعائلة لها باع في صناعة الدراما والسينما؟

لا شك أن انتمائي لعائلة الياسري ألقى بظلاله على بداياتي ووعيي المهني، لكن ومنذ البداية وددت أن أتدرج في العمل لأبتعد عن الاتهام بأنني دخلت الفن من باب الواسطة، لهذا بدأت السلم من أوله، بداية من مساعد كاميرا.

عملي في الفيديو كليب هو تدرج استفدت منه الكثير، ولا سيما أن الأعمال السينمائية شحيحة في منطقة الخليج والعراق وتحديداً عند بداياتي في 2003، حيث لم يكن هنالك سوى الدراما التلفزيونية وكان الفيديو كليب آنذاك وحتى وقت قريب جداً، أرضاً خصبة لاكتشاف ستايل جديد.

وأحمد لله أنني قدمت كليبات تتضمن حكايا مميزة، تصل إلى الجمهور من دون حوار مثل الأفلام الصامتة. وحقيقة استفدت من هذه المرحلة كثيراً، ولا ننسى أن بداية الكثير من المخرجين الناجحين كانت عبر عالم الفيديو كليب، لأنه عالم مختلف تماماً.





هل يمثل لك المخرج فيصل الياسري شيئاً في عالم الدراما والسينما؟

بكل تأكيد هو اسم كبير في عالم الفن، وهو ابن عمي وابن خالتي في الوقت نفسه، وقد تعلمت منه الكثير، إذ عرفت منه في طفولتي معنى كلمة مخرج، وبالطبع استفدت شخصياً من إسهاماته في عالم السينما والدراما في العالم العربي وهي واضحة جداً عبر أعماله المشهورة التي قدمها ومنها افتح يا سمسم، غوار الطوشة والكثير من الأعمال التي أثرت في العالم العربي، وعليّ شخصياً.





خضت تجربة إخراج فيلم 122 المصري مع عدد من النجوم، فهل تخوفت من خوض التجربة؟

بالعكس، كانت رحلة جميلة ممتعة بالنسبة لي ولم يكن لدي أي تخوف نهائياً، فأنا أنظر إلى القصة التي لدي وأدرسها بشكل جيد، وهو ما فعلته في فيلم «122»، حيث درست الحكاية بشكل جيد، كما أنني تعايشت مع حكاية البيئة الإنسانية التي خرج منها أبطال الفيلم كي أتوحد معهم وأفهم المجتمع بشكل كبير.

أما تعاملي مع النجوم المصريين فليس بجديد لأنني تعاملت معهم سابقاً في الدراما والسينما الخليجية، وخلال عملي في إخراج الفيديو كليب تعاملت مع كل نجوم الوطن العربي والخليج، وأحمد لله أنني أجيد فن التعامل مع النجوم، والذي قد لا يعرفه الكثير أن النجم كلما زادت شهرته كلما زادت سهولة التعامل معه، لأنه محترف ويعرف المطلوب منه ليقدم عملاً يليق باسمه وهذا ما رأيته في نجوم مصر، كلهم من دون استثناء.





قدمت تجارب سينمائية إماراتية ناجحة كان آخرها فيلم «شباب شياب» لكن لا وجود لأي فنان عراقي فيها، فهل هذا مقصود؟

القصة هي التي تفرض نفسها بالنسبة لي، وأنا لا أشترط وجود جنسيات معينة، وحقيقة شخصيات هذا الفيلم ولدت خلال فترة الكتابة، مبدئياً اقتبست العمل من قصة قصيرة للكاتب والشاعر كريم العراقي، وبدأت وأنا أحول العمل على شكل فيلم، في زيارة دور المسنين في دبي وعجمان، حاولت أن أرى الواقع الموجود واخترت الشخصيات التي ظهرت بالفيلم من الواقع الذي لمسته في دور المسنين.





كيف ترى حال السينما والسينمائي الإماراتي؟

شهدت السينما الإماراتية من العام 2015 انتعاشة قوية ومهمة، نتيجة وجود هامش ربح جيد لدى المنتجين وهو ما حمس الموجودين منهم على الساحة والجدد للاستثمار في السينما، التي بدأت تخاطب الجمهور وليس المهرجانات فقط.

وحالياً أعتقد أن الوقت حان لتقديم أعمال تترك بصمة لدى المشاهد ولا نكتفي بالأفلام الكوميدية فقط كي لا يفقد المشاهد الثقة بالفيلم المحلي، لذلك يجب أن يستغل صناع السينما هذه المرحلة المهمة التي توجه فيها الجمهور للسينما الإماراتية عبر تقديم ألوان مختلفة.