حقَّق المخرج اللبناني أسد فولادكار نجاحاً كبيراً في مصر والعالم العربي من خلال سلسلة «راجل وست ستات» الأشهر في أعمال الست كوم، واتجه إلى الدراما السعودية خلال السنوات الأخيرة، من خلال إخراجه مسلسل «تقاطيع»، وبعده أخرج عملين مع نجم الكوميديا السعودية الفنان عبدالله السدحان في «منا وفينا» و«مستر كاش»، وفي رمضان هذا العام قدم في المملكة المسلسل الكوميدي «مليار ريال» للفنانة الكوميدية الكويتية هيا الشعيبي..
«الرؤية» التقت أسد في هذا الحوار بعد عودته إلى لبنان بعد أن ظل في الرياض لأكثر من 100 يوم بعد انتهاء تصوير العمل سبب الحجر وتوقف الطيران، وأيضاً تعافيه من فيروس «كورونا» مؤخراً.
بداية.. نحمد الله على تعافيك من فيروس كورونا..
الحمد لله، أنا الآن صحتي «تمام»، حيث أُصبت بفيروس كورونا منذ فترة، ولكني شفيت تماماً.
كيف كانت هذه التجربة؟
كانت تجربة صعبة بكل تأكيد، ولكن الحمد لله (مرقت).
بسبب الجائحة كنت عالقاً في الرياض لفترة طويلة بعد تصوير مسلسلك الرمضاني.. حدثنا عن هذه الفترة؟
كنت أصور مسلسل «مليار ريال» في الرياض منذ أشهر وقبل الشهر الفضيل، ولكن فاجأنا انتشار الوباء، وتم إعلان الحجر المنزلي وحظر التجول في السعودية وتوقف الطيران بشكل عام، وعشت ما يقارب 4 أشهر في الرياض عالقاً لا أستطيع العودة للبنان ورؤية أهلي وأسرتي، ومنذ أيام قليلة عدت إلى بيروت.
ماذا عن مسلسل «مليار ريال» وظروف تصويره في الرياض وكواليس العمل؟
كواليس العمل شهدات أجواء ودية بين جميع الفنانين والفنيين والإنتاج، ولكن ظروف التصوير كانت صعبة للغاية، مع فرض الحجر الصحي في العاصمة السعودية، وحقيقة شه كواليس العمل شهدت توتراً وترقباً وأيضاً قلقاً وشكاً في استكمال العمل، ومن الطبيعي في ظل هذه الأجواء أن يكون التصوير متعباً جداً، مع أوقات راحة أقل.
وهل أثر ذلك على الجانب الفني؟
أثناء تصوير مسلسل «مليار ريال» في الرياض، تم فرض حظر التجول 24 ساعة، ولم يعد بإمكاننا أن نتحرك لإكمال التصوير، ليس هذا فقط، بل إن عدداً كبيراً من الممثلين كانوا في الخارج ولم يستطيعوا العودة للرياض، وبالفعل كانت ظروفاً قاسية لتنفيذ العمل بالشكل المطلوب.
وماذا عن تعاملك مع أبطال العمل وخاصة الفنانة هيا الشعيبي؟
التعامل مع كافة الممثلين وأبطال المسلسل كان أكثر من رائع، ولا سيَّما النجمة الكوميدية هيا الشعيبي، فهي فنانة رائعة، وإنسانة قديرة جداً، وطيبة لأبعد الحدود، وأعتبر هيا من أهم الفنانين الذين تعاملت معهم في الخليج.
وبالنسبة لباقي الفنانين فكل ممثل منهم له شخصية فنية وطبيعة تنعكس على العمل، وكانت أول مرة لي في التعامل مع أغلب الممثلين في العمل، وسعدت للغاية بالتعرف إليهم والتعامل معهم فنياً وإنسانياً، ومنهم، نيرمين محسن وعلي الحميدي وعبدالمجيد الرهيدي وخالد الفراج وميلا الزهراني وعبدالمحسن الشمري.
من وجهة نظرك.. لماذا تعرَّض العمل للانتقاد على المستوى النقدي وحتى من فنانين شاركوا فيه مثل الفنانة لمار؟
أعتقد أن الانتقاد من الفنانين المشاركين بالعمل جاء من الفنانة لمار فقط، ولكنني لن أرد أو أعلق على ما صرَّحت به، فمشكلة هذه الممثلة مشكلة فردية.
لكن الحيان انتقدك لعدم تدخلك لضبط خروج هيا عن النص..
أعتقد أن انتقاد فهد الحيان مردود فهو فعل الشيء نفسه عندما عملنا سوياً في مسلسل «منا وفينا» منذ سنوات، ففي بعض الأوقات كان يخرج عن النص ويزيد من شخصيته، والشيء نفسه حدث مع هيا كانت تعطي من شخصيتها دون أن تغير النص.
لذلك أعتقد أنه غير محق في هذا الانتقاد، فالممثل العادي إذا خرج عن النص قد يشوِّه النص، إنما الفنان والكوميديان المتمكن يضيف للنص، وهيا الشعيبي كوميديانة ممتازة، وعندما تخرج عن النص فهي تضيف، وكل ما فعلته هيا إضافة للعمل، وفي الحقيقة أن كل قالته هيا والأشياء المضافة منها كانت بهارات لتجميل العمل.
كيف تقيِّم تجاربك في الدراما السعودية؟ وهل تطورت خلال الفترة الأخيرة؟
عملت في الدراما السعودية لعدة سنوات، وتعودت على الجو الفني في المملكة، واعتدت على العمل في الرياض والتعامل مع الممثلين والفنيين، ورغم أن هناك اختلافاً في التعامل بين طبيعة الفنان السعودي والفنان المصري واللبناني، لكن الفنان السعودي أسهل في التعامل، والكل يسعى لتقديم منتج فني محترم للجمهور. وأتمنى أن تتطور الدراما في المملكة بشكل أكثر في الفترة القادمة.
وما رأيك فيما تم تقديمه رمضان هذا العام؟
بالطبع لم أتابع كل ما تم تقديمه في الدراما الخليجية والعربية، ولكني تابعت مسلسل «أم هارون» للفنانة حياة الفهد، وأعجبني فهو عمل جميل.
من أكثر فنان أو فنان سعودي أو خليجي ارتحت في التعامل معه؟
كل الفنانين والفنانات الذين تعاونت وتعاملت معهم كانوا رائعين على الصعيد الفني والإنساني، ولكن أكثر من ارتحت في التعامل معهم الفنانين: عبدالله السدحان حيث إن التعامل معه سهل وسلس دون تعقيد وهناك تناغم كبير بيننا، وأيضاً الفنان عبدالمحسن النمر. وهناك احترام وتفاهم فني وإنساني كبير بيني وبين جميع الفنانين الذين تعاملت معهم سواء في المملكة والخليج أو لبنان ومصر، والممثل المحترف بشكل عام يعرف جيداً أن المخرج هو مرآته والدليل الذي يساعده في الوصول للصورة الكاملة للعمل فالفنان بمفرده لا يرى إلا نفسه وشخصيته فقط في العمل الفني، بينما المخرج لديه تصور كامل عن العمل الفني من ممثلين وتصوير وديكور ومونتاج وغيره.
وماذا عن علاقتك حالياً بالفنانَين: أشرف عبدالباقي وسامح حسين؟
علاقتي مع الفنانَين أشرف عبدالباقي وسامح حسين علاقة جيدة، ومستمرة منذ سنوات طويلة، ولدينا تواصل بشكل دائم.
وهل هناك أعمال مصرية جديدة؟
نعم، بالفعل أعمل على مشروع فيلم سينمائي جديد في مصر.
وأين أنت من الدراما اللبنانية؟
أحضِّر لتقديم مسلسل درامي لبناني جديد، بعد انتهاء الظروف الحالية في ظل وباء كورونا.
كيف تختار مشروعاتك الفنية؟
أول ما يشجعني على قبول تقديم مشروع فني هو المنتج، ومدى ثقتي في اسم هذا المنتج في الوسط الفني.
إلى أي مدرسة فنية وإخراجية تنتمي؟
درست في الولايات المتحدة، ولكنني تأثرت بالسينما المصرية القديمة وخاصة يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، وأيضاً السينما الغربية الأمريكية والأوربية.