السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

علي عبيد الهاملي: احترفت مواجهة الكاميرا قبل دخول الجامعة

الطريق إلى تحقيق الطموحات الكبرى، لا يمكن أن يكلل بالنجاح، إلا عبر المرور بجسر الجد والمثابرة وفهم الإمكانات الذاتية، وتطوير القدرات، في مرحلة الشباب، هكذا يؤمن الأديب والإعلامي علي عبيد الهاملي، الذي رغم تعدد مسمياته الإدارية، يفضل دائماً، اللقبين المذكورين لتعريفه.

تنقل الهاملي، الذي يدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، ويرأس كذلك ندوة الثقافة والعلوم، بالإنابة حالياً، بين العديد من المهام الإعلامية والثقافية التي صقلت خبراته المتنوعة، وانعكست على مسيرته المهنية، في حين جذبه مجال الكتابة النثرية عبر كتابة القصة القصيرة والمقال، فضلاً عن الشعر، لتكون كل منها محطة مهمة لها معالمها وخفاياها التي ما زالت عالقة في ذاكرته حتى الآن.

«الرؤية» تصطحب الهاملي، لتسترجع معه تفاصيل محطات الشباب وأبرز معالمها، والعوامل المؤثرة عليها، وثمارها المزهرة:


النشأة محطة مهمة في قطار الحياة، فصف لنا تلك المرحلة؟


نشأت في بيئة تهتم بالعلم والثقافة والأدب، فكان والدي، عليه رحمة الله، ملماً بالقراءة والكتابة، وكذلك كان جدي لوالدي، وكانا شاعرين نبطيين، وكانت والدتي، تجيد القراءة أيضاً، لذلك وجدت في بيتنا دواوين لشعراء كبار أمثال المتنبي، وسيراً شعبية، فتشكل الوعي لدي في حضن بيئة كانت المحفز الأول للولوج للثقافة بمفهومها الواسع، ولعبت دوراً كبيراً في توجيه اهتماماتي الأدبية، بالإضافة إلى التشجيع الذي وجدته من قبل معلمي اللغة العربية، الذين وجدوا في اهتمامي بلغة الضاد مؤشراً لدعم موهبتي في القراءة، فكانوا يحفزونني من خلال إهدائي كتباً كلما أجدت في كتابة موضوع إنشاء أو أحرزت علامات كبيرة.

وأعتبر نفسي من المحظوظين، حيث ولدت ونشأت في منطقة «الضغاية» في ديرة بدبي، وعلى بعد دقائق من منطقتنا تم افتتاح مكتبة دبي العامة في أوائل الستينات، فكان وجودها قريباً من متناول يدي حافزاً أكبر على القراءة والاطلاع، خاصة في فصل الصيف.

الشباب، المرحلة الأهم في حياة الإنسان، فما أبرز محطاتها؟

أبرز محطاتها محاولات الكتابة الأولى، حيث كانت تصدر أيامها مجلة «أخبار دبي» وكانت متنفساً للكُتّاب الأوائل الذين وجدوا فيها نافذة لنشر إنتاجهم الأدبي، وفيها نشرت أول قصة قصيرة أكتبها، وكان عنوانها «ضحية الطمع» وكانت تتناول مشكلة غلاء المهور التي كانت تشغل المجتمع في ذلك الوقت. كما نشرت قصائد عدة وكتبت عدداً من المقالات، وكانت لي زاوية أسبوعية على مساحة صفحة عنوانها «محطات».

وفي مرحلة تالية اشتركت مع بعض الأصدقاء لإصدار مجلة «الأهلي» ورغم أنها كانت تصدر عن النادي الأهلي الرياضي إلا أنها كانت مجلة اجتماعية أدبية منوعة، لا تشغل الرياضة فيها سوى عدد محدود جداً من صفحاتها.

وكيف انتقلت من الكتابة الأدبية إلى مجال الإذاعة والتلفزيون؟

بدأت الحكاية عندما سافرت للدراسة في مصر، فكانت لي مساهمة في مجلة «الرسالة» التي كان يصدرها نادي طلبة الإمارات في القاهرة، وقد شكلت هذه المرحلة عاملاً مهماً في حياتي، توطدت خلالها علاقتي بالقراءة والكتابة، كما دخلت خلالها عالم الإعلام بعد أن انضممت خلال فترة دراستي الثانوية للعمل مذيعاً في تلفزيون «الإمارات العربية المتحدة من دبي» في منتصف السبعينات، وقد شكل هذا منعطفاً كبيراً في حياتي، حيث تحولت بعده لدراسة الإعلام في مصر، وتخرجت في الجامعة متخصصاً بمجال الإذاعة والتلفزيون.

ومن الشخصيات التي أثرت عليك في مرحلة الشباب؟

كان أكبر مؤثرين عليّ في مرحلة الشباب هما والدي ووالدتي، فقد كانا يدفعانني للاهتمام بالدراسة، لذلك كنت متفوقاً في كل المراحل، لا أرضى بغير المركز الأول، كما تأثرت بعدد من المدرسين الذين كان لهم الفضل عليّ فيما وصلت إليه.

وتأثرت أيضاً بكتّاب قرأت لهم في بداياتي، ومنهم عباس العقاد، علي أحمد باكثير، علي الجارم والقائمة طويلة، حيث ترك كل كتاب قرأته في تلك المرحلة أثراً في شخصيتي.

ما القرارات التي اتخذتها في هذه المرحلة وكانت مصيرية؟

أهم قرار هو التحول إلى دراسة الإعلام بعد أن كنت أعتزم دراسة الأدب الإنجليزي، هذا القرار غيّر مسار حياتي، ونقلني من جهة إلى جهة، أعرف أنها كلها أقدار مكتوبة، ولكن من يدري إلى أين كانت ستأخذني الأقدار لو لم أدرس الإعلام وأتخصص فيه.

كانت مجالس الشباب في تلك الفترة عبارة عن حلقات للنقاش والفكر، فما أبرز تفاصيلها؟

لم تكن هناك مجالس للشباب بالمعنى المعروف للمجالس، ولكن كانت هناك تجمعات في الأحياء التي كنا نسكنها، حيث كانت اهتمامات لكل واحد منا تطغى على حديثه، كان لي أصدقاء يشاركونني حب القراءة، وتدور أحاديثنا حول آخر ما قرأناه، وكانت هناك أحاديث عامة يشارك فيها الجميع.

وكيف كنت تشغل وقت فراغك في هذه المرحلة؟

لم تكن لدينا خيارات كثيرة، لذلك كانت القراءة الوسيلة المفضلة لشغل وقتي، وكان الاستماع للإذاعات، من الوسائل التي وجدتها ممتعة، وعندما دخل التلفزيون الإمارات كان وسيلة لشغل الوقت، وربما كان الانبهار به إلى جانب الإذاعة، واحداً من العوامل التي جعلتني أوجه اهتمامي ناحية الإعلام، مع شغفي بالصحافة التي بدأت معها رحلة الكتابة.

برأيك، ما أهم الخطوات التي يمكن أن تساعد الشباب على تحقيق ما يصبون إليه من آمال؟

وضوح الأهداف في حد ذاته، أساس للوصول إليها، فضلاً عن المثابرة والاجتهاد، واختيار المجال المناسب للإمكانات والميول، وتوافر الشغف بمجال الإبداع والعمل، والاشتغال الدائم على تطوير الذات، والارتقاء بالأدوات، كل هذه عوامل من شأنها أن تقرب المسافات بين المرء عموماً وأهدافه الكبرى.

الأديب والإعلامي علي عبيد الهاملي:

- كاتب وإعلامي تخرج في كلية الصحافة والإعلام بمصر

- كتب في مجلة الأهلي والمجتمع التي كانت تصدر في دبي

- انتقل إلى مجال التلفزيون للعمل مذيعاً ومقدماً للبرامج في تلفزيون دبي

- التحق بتلفزيون أبوظبي رئيساً لقسم الأخبار، ثم نائباً لمدير عام التلفزيون ومراقباً عاماً للبرامج- مدير إدارة التدريب بمؤسسة دبي للإعلام (2009 - 2010)

- رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام