الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

فيلليني.. صحفي الجريمة عاشق روما والسيرك والسينما وماسينا

هو عاشق روما والسينما، المخرج الذي استلهم إبداعاته من سيرك ومدينة وامرأة، ودخل الفن السابع من باب السيناريو قبل أن يقفز من النافذة إلى الإخراج، ليقدم حالة إبداعية عالمية غير مسبوقة بصوره ولقطاته وزواياه ورؤاه التي تخلده في تاريخ السينما العالمية لا الإيطالية فحسب ونحن نحتفل في العام الجاري بمئوية ميلاده.

ورغم كورونا التي منعت الاحتفال كما يجب بالمخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني، إلا أن لا الفيروس ولا أي شيء آخر يمكن أن ينال من مكانة راهب السينما وأحد مبدعيها ومبتكريها.



ورغم أنه لم يولد في روما بل في بلدة ريميني إلا أن المدينة كانت أشبه بالدوامة التي تجذبه إليها، تشرّب حبها من أمه التي كانت تعتقد أنها لا يمكن أن تتخلى عن جذورها النبيلة فيها، رغم زواجها من مندوب المبيعات المتجول والد فيلليني الذي أحبته رغم الفارق الاجتماعي بينهما، وفي النهاية انتقلت مع فيدريكو وشقيقه إلى المدينة الحلم.. روما.



انبهر فيلليني منذ طفولته بالسيرك وفقراته المدهشة، وكان بالنسبة له هو الحياة، والمتعة والحقيقة والخيال، ومن السيرك إلى المسرحيات الساخرة كان الصغير يتنقل مبهوراً مندهشاً رغم تكرار المشاهدة.

ويبرز التناقض في فيلليني من تأثره أيضاً بتعليمه في الكنيسة الكاثوليكية التي انتقدها كثيراً في أفلامه رغم أنه لم يكن ملحداً.



وعندما كبر عمل محرراً في قسم الحوادث، وتعمق لديه إحساسه بالدراما، مغلفة بوقائع حياتية، وسلوكيات أغرب من الخيال، كما مارس الرسوم الكرتونية، يرسم بخياله ما يعجز عن التعبير عنه بقلمه. ومن الصحافة إلى السينما كاتباً للسيناريو متخصصاً في الكوميديا، ودفعت موهبته المخرج الكبير روبيرتو روسيلليني إلى الاستعانة به في كتابة فيلم Open City، ومن بعدها فيلم Ways of Love أو طرق الحب.



وربط الحب بين فيلليني والممثلة جوليتا ماسينا، فتزوجها عام 1943، ورغم كل ما عرفه من نساء، إلا أن ماسينا وحدها كانت منبع إلهامه والمحطة التي يتوقف عندها دائماً لالتقاط أنفاسه، وشحن بطاريات إبداعاته.

وكانت ماسينا المشجع الأول له للتحول من السيناريو إلى الإخراج، وكانت



بدايته مع فيلم Variety Lights أو أضواء حفل المنوعات، ومن بعدها توالت أعماله ومن أبرزها La Dolce Vita أو الحياة حلوة الذي اقتنص به جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان 1960.

تأثر فيلليني في وقت مبكر من حياته المهنية بالحركة الواقعية الجديدة، ولكنه طور أساليب مميزة خاصة به تعبر عن ذاته ورؤاه، أساليب فرضت صوراً تشبه الحلم أو الهلوسة على المواقف العادية.



وظل المخرج الكبير وفياً لمتعة الطفولة في السيرك والمسرحيات الهزلية، معبراً عنهما في أكثر من فيلم، بروح لا تخلو من سخرية مصحوبة بنقد اجتماعي، مثل فيلم فيتيلوني 1953 الذي استوحاه من سنوات مراهقته في ريميني، ورتابة الحياة التي دفعته لتلبية نداء روما، ونال به جائزة الأسد الذهبي في البندقية.

كما نال فيلمه ليالي كابيريا أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1957.



ولكن الفيلم الذي أثار ضجة أكبر في حياته كان La Dolce Vita الذي تعرض للحظر، وهوجم بسببه فيلليني، ومع ذلك نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1960.

و ترشح المخرج الإيطالي لنيل جوائز الأوسكار 12 مرةً، وفاز بأربعة أفلام أوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، كما حصل على جائزة الأوسكار عن مجمل أعماله وإبداعاته ومساهماته الفنية في عام 1993.