الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عمر المرزوقي: الأغنية الوطنية تسكن القلب

عمر المرزوقي: الأغنية الوطنية تسكن القلب

بين الهندسة والموسيقى صلة نسب اكتشفها الفنانون الكبار قديماً فجمعوا بين الأنغام والمعادلات الرياضية وابتكروا النوتة الموسيقية كتمرين رياضي وعقلي للأنغام، بهذا الفهم الدقيق لتلك الصلة يشعر الفنان الإماراتي عمر المرزوقي بأنه لم يبتعد كثيراً عن الغناء عندما درس الهندسة.

وأكد المرزوقي في حواره مع «الرؤية» أنه عرف من مجال الهندسة الكثير عن قوى الصوت ما أفاده في مجاله الفني، مشيراً إلى أن التخصصين يكملان بعضهما البعض، مؤكداً أن كل الأصوات التي تخرج إلى الساحة الفنية هي أصوات كهربائية، مبنية على موجات صوتية إلكترونية.

ويعتقد الفنان الإماراتي أن إرضاء ذائقة كافة الجماهير غاية لا تدرك لذلك يركز على رغبات الشباب، مؤكداً أن على الفنان أن يقدم ما يرضيه من ألوان فنية تنسجم مع شخصيته وأفكاره.

* «هوينا» أحدث إصداراتك وجاء باللهجة العراقية، فكيف كانت أصداء العمل لدى جمهورك؟

أحمد الله، كانت أصداء أكثر من رائعة. ولم يتعجب من غنائي باللهجة العراقية أحد، فقد سبق لي الغناء باللهجتين اليمنية والمغربية، لكن هذه الأغنية حققت نجاحاً كبيراً. وقد تعاونت فيها مع الفريق الذي أعمل معه دائماً وهم: الشاعر العراقي مشرف العتابي، والملحن حاتم منصور، والإضافة الجديدة كانت في تعاوني مع الموزع الموسيقي عثمان عبود الذي قدم أعمالاً فنية حققت نجاحاً كبيراً، كونه واسع المدارك ولديه خبرة في متطلبات السوق الموسيقي وأذواق الجمهور.



* هل تسعى دائماً لإرضاء الجمهور، وهل لديك الاستعداد لتغيير لونك ليناسب ذائقته؟

من الممكن أن يحدث ذلك من دون أن أجور على المستوى الفني فإرضاء الجمهور غاية لا تدرك دائماً، ولذلك أراعي دوماً ذوق الشباب منهم، لأن الألوان التي يفضلها الجمهور متعددة ولا يستطيع الفنان أن يلبيها أو يراعيها مهما حاول، وعلى الفنان أن يقدم ما يرضيه من ألوان فنية تنسجم مع شخصيته وأفكاره.



*تخصصت في الهندسة الكهربائية ثم عملت بالفن كيف وفقت بين المجالين؟ أيهما أقرب إلى قلبك؟

التخصصان مكملان لبعضهما البعض. فقد ساعدتني الهندسة الكهربائية في دراسة المجال الموسيقي وكل الأصوات التي تخرج إلى الساحة الفنية هي أصوات كهربائية، مبنية على موجات صوتية إلكترونية، وهذا جزء من تخصصي.

لم أدرس كهرباء الموسيقى بشكل تخصصي، لكن درست القوى الكامنة في الصوت. وهنا ينسجم عقلي الهندسي مع أدائي الفني، والهندسة أستثمرها دائماً في التخطيط لخطواتي في الفن والحياة.



* ما بين الأغاني الرومانسية والشبابية قدمت أناشيد روحانية ما سبب هذا الاختلاف؟

أنا فنان شامل أحاول أن أقدم بصوتي كل الألوان الموسيقية والكلمات. ولا أحبس صوتي في حدود معينة. فكل كلمة جميلة أقرؤها وتدخل إلى قلبي وعقلي أشعر بها وأقدمها، سواء كانت وطنية، أو شبابية، أو دينية، أو اجتماعية، فأنا أحاول أن أترك بصمة في هذا المجال.

وإذا كان الفنان قادراً على توصيل صوته بكل الألوان إلى كل الأذواق، فإنه سيكتسب شريحة كبيرة من الجمهور وسيحقق انتشاراً فنياً أوسع.





*وهل ترى أنك حققت ذلك؟

لا أستطيع القول إنني حصلت على فرصتي أو إنها موجودة، لأنه في النهاية كل شيء توفيق من الله. وبما أنني مقتنع بما أقدمه من الفن الذي أحب فهذا بالنسبة لي الفرصة الذهبية. لدي موهبة أحاول أن أستثمرها وأوصلها للجمهور. هنالك أعمال ينفق أصحابها مئات الآلاف من الدراهم ولا تترك بصمة أو تحقق انتشاراً. بينما هنالك أعمال فنية ذات كلفة بسيطة تحقق أصداء كبيرة وشهرة لصاحبها لذلك لا توجد معادلة ثابتة للنجاح.



* الإمارات تحتضن الكثير من الفعاليات والمهرجانات الفنية. لماذا لا يشارك الفنانون الإماراتيون بكثافة فيها؟

الفنان الإماراتي متواجد وليس لديه مانع من المشاركة، لكن حضوره يعتمد بالأساس على قرار إدارة الفعالية وللمنظمين. وهم أولى مني بالإجابة، فنحن كفنانين متواجدون في الساحة خصوصاً وأن المجال يرحب بالجميع. لكن قرار المشاركة النهائي يعود للقائمين على هذه الاحتفاليات.



*هل قربت السوشيال ميديا الفنان من الجمهور؟ وكيف تصف علاقتك بهذه التقنية؟

بكل تأكيد أصبحت أقرب إلى جمهوري بسبب السوشيال ميديا. وعلاقتي معها جيدة خصوصاً أنني أخبر المتابعين بكل مستجدات أعمالي الفنية.



وهل أنت قريب من الإعلام المحلي التقليدي مثل قربك من السوشيال ميديا؟

تغيرت المعطيات في الإعلام ويعود الأمر لذوق الإعلامي ومدى مواكبته لأعمال الفنانين وتغطيتها بالشكل المناسب. لا أشعر بالظلم وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أقوم بعمل الإعلامي، لأنني فنان، وهو من يجب أن يبحث عن الفنان ويعرف أخبار الساحة الفنية للكتابة عنها.



* كيف قضيت وقتك في فترة جائحة كورونا؟

بالنسبة لي كانت فرصة لتطوير أدواتي الفنية. إذ خضت مجموعة من الدورات التعليمية الخاصة بالموسيقى عبر بعض المواقع المتخصصة في هذا الشأن.



* وهل بدأت التجهيز لأعمال العام 2021؟

ما زلت في طور البحث عن الكلمات والألحان المناسبة لي.



في الإمارات تحظى الأغاني الوطنية بشعبية أكثر من العاطفية، برأيك ما السبب؟

حقيقة الأغنية الوطنية بصمة حب وهوية تسكن القلب والعقل الإماراتي، والوطن أغلى ما يمكن أن نشدو بحبه، وبالطبع مهما غنينا له لن نفي حقه علينا. ولعل الكلمات الوجدانية والعاطفية والحماسية هي أكثر ما يكتب للأغنية الوطنية النجاح لا سيما وأنها غير جامدة.

وأعتقد أنها قصة حب مشتركة بين أبناء الإمارات وقيادتها الرشيدة. وهذا الوطن الذي قدم الكثير لأبنائه ودائماً يهتم بهم. وأعتبر غناء أي مطرب للأغاني الوطنية نوعاً من رد الجميل للبيت الإماراتي الكبير.



* من الشاعر الذي تتمنى العمل معه الفترة المقبلة؟

أتمنى أن أتغنى بكلمات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي «فزاع». لأن أشعاره ذات معان جميلة وسيكون هذا مكسباً كبيراً وتشريفاً لي، أن أتغنى بكلمات سموه والتي ستصبح أغلى إضافة لرصيدي الفني.