السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

في عيد ميلاد «دلوعة السينما» الـ90.. السبب الحقيقي وراء اعتزلها وسر رفضها الظهور

في عيد ميلاد «دلوعة السينما» الـ90.. السبب الحقيقي وراء اعتزلها وسر رفضها الظهور

يمر اليوم الاثنين 8 فبراير، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة شادية، التي ولدت في عام 1931، وانطلقت في مجال التمثيل بسن صغيرة، وقدمت مشواراً حافلاً بالأعمال الفنية المتنوعة بين التمثيل والغناء والاستعراض، إلا أنها قررت الاعتزال والابتعاد نهائياً عن الأضواء.

ولدت دلوعة السينما المصرية، في منطقة الحلمية الجديدة بحي عابدين في وسط القاهرة، وكان اسمها الحقيقي «فاطمة أحمد كمال»، ووالدها كان يعمل مهندساً زراعياً ومشرفاً على الأراضي الملكية، وكانت لها شقيقة واحدة تدعى «عفاف».

كانت انطلاقة شادية على يد المخرج الراحل أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، وتقدمت هي وحازت على إعجاب كافة الموجودين في استوديو مصر، بعد تقديمها عرضاً بالتمثيل والغناء، ومن ثم قدمت دوراً صغيراً في فيلم «أزهار وأشواك».

بعد ذلك، انطلقت «معبودة الجماهير» في تقديم الأعمال الفنية، وبناء سيرتها الذاتية، حيث رشحها المخرج أحمد بدرخان، إلى المخرج حلمي رفلة لتقديم دور البطولة أمام الفنان الراحل محمد فوزي في فيلم «العقل في إجازة»، وبالفعل قدمت دلوعة السينما المصرية الدور، وحققت نجاحاً مبهراً، ما شجع فوزي على الاستعانة بها مرة أخرى لتكرار النجاح.



على مدار 40 عاماً، قدّمت الفنانة الراحلة ما يقرب من 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة وعشرات الأغاني الرومانسية والوطنية. ومع بداية عام 1959 كانت فترة توهج شادية، حيث قدمت سلسلة أفلام ناجحة فنياً وجماهيراً، ومن أشهرها: (أنا الحب، مراتي مدير عام، عفريت مراتي، أغلى من حياتي، زقاق المدق، ميرامار، شيء من الخوف، نحن لا نزرع الشوك، وغيرها من الأفلام السينمائية).

يعتبر فيلم «لا تسألني من أنا» هو آخر أعمال «صوت مصر»، والذي عرض في 19 نوفمبر 1984، وقررت النجمة المتوهجة في سماء السينما، أن يكون دور عائشة التي تعاني الفقر وتبيع ابنتها زينب لسيدة ثرية عاقر، هو الأخير في مسيرتها، وتقرر الاعتزال بشكل مفاجئ.

في يوم وليلة، قررت شادية أن تسدل الستار على مسيرة فنية حافلة بالكفاح والنجاح، وبررت ذلك قائلة: «لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، ولا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء، ولا أحب أن أقدم أدوار الأمهات العجائز في الأفلام، وهذا ما سيحدث في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة».

كما أكدت شادية في تصريحاتها التي أعلنتها لتأكد قرار اعتزالها الذي فاجأ المصريين، أنها لا تحب أن يرى محبوها ومعجبوها التجاعيد في وجهها، ويقارنونها بصورة شادية الشابة التي عرفوها طوال حياتهم، قائلة: «أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس».

على الرغم من أن قرار اعتزال شادية كان مفاجئة للجمهور والمحبين، فإن بعض الكتاب والمخرجين والمنتجين كانوا يشعرون بقرب القرار، حيث اختفت الفنانة الراحلة لمدة عامين عن الأضواء تماماً قبل إعلان الاعتزال، وذلك بعد عرض فيلم «لا تسألني من أنا»، فلم تفكر في مشروع جديد أو تقبل سيناريو مقدماً لها.



هذا ما جعل البعض يقول إن شادية فقدت حماسها وشغفها تجاه التمثيل والفن، وليست لديها الرغبة في الدخول بأي مشاريع فنية قريبة، وبالفعل أعلنت دلوعة السينما، هذا القرار المصيري، ومن حينها اختفت تماماً عن الأضواء ولم تظهر في أي مناسبة وطنية أو فنية أو شخصية.

وبعد فترة من الاعتزال وارتداء الحجاب، ظهرت شادية في لقاء نادر والوحيد لها بعد اعتزال الفن، مع الدكتور العالم مصطفى محمود، للتحدث فيه عن رحلتها مع الشك والإيمان التي انتهت بالطمأنينة والشعور بالراحة لما وصلت إليه، بعد سنوات طويلة من التفكير المستمر والقلق بشأن حياتها الفنية.

في 28 نوفمبر 2017، رحلت «صوت مصر» بعد صراع مع المرض داخل مستشفى الجلاء العسكري، وأقيمت صلاة الجنازة على جثمانها في مسجد السيدة، وحضر جنازتها عدد من نجوم الفن والسينما والآلاف من الجماهير الذين رفعوا صورها ولافتات حملت عبارات في رثائها.