الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

شريهان.. ملكة الفوازير وأيقونة الجمال التي تعود للجمهور من بوابة «كوكو شانيل»

احتفاء بالغ من جمهور الفنانة المصرية شريهان عقب إعلانها عودتها إلى المسرح من خلال مسرحيتها «كوكو شانيل» والتي كانت قد انتهت من تنفيذها قبل 4 سنوات.

وأعلنت شريهان في «تغريدة» ردت بها على سؤال لأحد متابعيها على Twitter حول مصير المسرحية التي تم الإعلان عنها قبل 4 سنوات، وكتبت: «ستعرض مسرحية الأسطورة كوكو شانيل قريباً جداً على قناة من أقوى وأعظم القنوات في الشرق الأوسط».

وأضافت في تغريدتها: «عقدي مع شركة العدل جروب انتهى منذ سنوات وفترة طويلة جداً ولم يسفر عنه إلا مسرحية واحدة فقط وهي كوكوشانيل».





وفي عام 2017 أعلنت شركة العدل جروب عودة شريهان للجمهور بمجموعة من العروض المسرحية تحمل اسم «كوكو شانيل» تتناول قصص حياة سيدات مؤثرات من ضمنهن مصممة الأزياء العالمية كوكو شانيل صاحبة بيت «شانيل» للأزياء، ورغم اشتياق الجمهور وانتظاره بلهفة لعرض المسرحية، فإنها لم تظهر للنور.

وما بين القول بانسحاب شيريهان من المسرحية أو ترددها في العودة أصلاً، أعلن المنتج جمال العدل أنه تم الانتهاء من تصوير المسرحية وعدد من المسرحيات الأخرى بطولة شريهان، مؤكداً أن سبب التأخير أن اتفاقاً كان قد تم مع محطة mbc بإنشاء محطة تلفزيونية خاصة بالمسرح باسم mbc مسرح، ولكن وبعد إلغاء المشروع تأثر بالتبعية مشروع المسرحيات.

لكن إعلان عرض «كوكو شانيل» قريباً أعاد حالة الاشتياق والتلهف لرؤية شريهان، من جانب جمهورها الذي صُدم من خبر اعتزالها في 2002, ثم طار فرحاً بعودتها في 2017، وأُحبط لتأخر عرض مسرحيتها، إلى أن عادت لتعلن عرضها قريباً ليُطير الجمهور فرحاً مرة أخرى.





احتفاء واشتياق.. لماذا؟

بالطبع يشتاق الجمهور لشيريهان أيقونة الجمال والفنانة الاستعراضية للجيل الذي عاصرها وما بعده، ويشهد على ذلك عدد مشاهدات مسرحياتها على «يوتيوب».

ربما تمثل شيريهان الحنين إلى ذكريات الطفولة خصوصاً فوازير رمضان التي دخلت كل البيوت، أو الحنين إلى فن استعراضي راقٍ شكلته شريهان وتفاعل الجمهور معه.

وزاد الاشتياق إلى شيريهان مع «نوستالجيا» الطفولة فهي النجمة التي لم تتغير كما هي بقيت بشعرها الأسود الطويل الذي ما زال هدفاً لكل فتاة الوصول بشعرها إلى جماله، وبقيت هي الصادقة المتفاعلة مع جمهورها على وسائل التواصل الاجتماعي بكل حب وصدق وذوق كما تعود منها جمهورها.





عاشت شيريهان وسط النجوم الكبار منذ طفولتها فكانت طفولة غنية، فسكنت بنفس العقار بجانب فاتن حمامة وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم، وقالت في حوار لها إنها ولدت أكثر من مدللة تقريباً «مكنتش واقفة على الأرض»، واعترفت أنها لم تعتمد على نفسها سوى بعد وفاة والدتها.





ولدت شريهان أحمد عبدالفتاح الشلقاني في حي الزمالك الراقي بالقاهرة يوم 6 ديسمبر 1964، وكانت والدتها السيدة عواطف محمود هاشم متزوجة من مدير التصوير أحمد خورشيد، والد ابنها عازف الجيتار عمر خورشيد، وتزوّجت من أحمد الشلقاني المحامي المعروف لكنه كان زواجاً عرفياً خوفاً منها على ابنها عمر الذي كان يُعاني أنيميا البحر المتوسط، ففضلت الزواج العرفي كي لا يلتحق بالجيش.

وبحسب ما حكت شريهان عن والدتها، كانت أمها تلعب باتيناج، وكان لديها حلم في احتراف التمثيل حين تزوجت من خورشيد كان عمرها 17 عاماً، لكنه لم يوافق أنت تحترف التمثيل.

وقالت شريهان في حوار لها «أمي كانت عاشقة للفن وكانت تلعب الباتيناج، وكان خورشيد من أشهر مديري التصوير في مصر، وتزوجت أمي خورشيد اعتقاداً منها أنها ستصبح من نجمات الفن، لكنه رفض، لكنه كان يصورها صوراً فوتوغرافية حصد منها جوائز، أمي خلفت جيهان وعمر خورشيد، أمي طلبت الطلاق بعد زواج خورشيد من اعتماد خورشيد».





كانت شيري تسكن مع أمها بنفس البناية التي يسكن فيها كل من فاتن حمامة ورشدي أباظة وسامية جمال وليلى فوزي، وجميعهم كانوا بمثابة أمهات وآباء لها وهي طفلة.

وبالقرب من هذه البناية، كان منزل عبدالحليم حافظ ومنزل أم كلثوم، فكانت تدخل منزليهما بصحبة أخيها، بل وتحضر البروفات في منزل حليم، وكانت قصة معرفتها بوالدها مأساوية حيث لم تعرف أن المحامي أحمد الشلقاني والدها سوى في عمر 11 عاماً، واستمرت 9 سنوات لإثبات نسبها.



تعلمت شريهان اللغة العربية والإلقاء بعدما كان شقيقها عمر يوجهها فنياً، فأحضر لها مدرب الفنانين عبدالوارث عسر لتدريبها على فن الإلقاء.

وتقول في حوار لها إن والدتها أرادت أن تُثبت لعائلة والدها أن الفن ليس عيباً وأن شيري ربما تكون ذات يوم فنانة تمثل بلدها وسفيرة له، فوجهتها هي الأخرى إلى الفن ودرّبتها على الرقص والأكروبات على يد خبراء روس وفرنسيين في القاهرة.





أصبح الفن روح شيري وكانت شيري أيقونة جمال «ولهلوبة» الفن كما وصفتها أم كلثوم «أنا أُشفَى وأعيش وأحيا بالموسيقى.. بها أستطيع الجري من القاهرة إلى أمريكا دون أن أتعب» في حديث لها عن علاقتها بالفن.

وكان أول عمل تليفزيوني لها «مسلسل المعجزة» بعدما كانت تقلد الفنانين، ومنهم محمد صبحي ومحمد نوح، وتقول عن ذلك «عمر شقيقي كان يقول لأمي البنت دي لازم تمثل، حتى مشاركاتي في برامج الأطفال، وأنتجت والدتي أول عمل لي وهو المعجزة، وأمي ووالدتي هما من شجعاني وصاحبا الفضل عليّ».

وتضيف «عبدالوارث عسر قال لماما لا تلحقيها بأي معهد له علاقة بالفن، هي موهوبة، محمد صبحي هو أستاذي في المسرح، علمني كل ما يخص، وبالقراءة فتعمقت في الفن».

توفيت عواطف هاشم بعد إصابتها بالسرطان رحلت قبل أن تُنفذ لشريهان ما وعدتها به، من إنشاء مسرح استعراضي يحمل اسمها، «شريهان شو». وبوداع والدتها ودعت أحد أهم أحلامها الفنية في امتلاك مسرح استعراضي، يماثل مسارح باريس ولندن، وينافسها فنياً كما كانت تتمنى.

وشيريهان هي ملكة الفوازير التي أحبها الجمهور كما لم يحب فنانة من قبل، حتى أن الشوارع كانت تخلو من المارة أثناء عرض فوازيرها منذ عام 1985 حين أسند إليها المخرج فهمي عبد الحميد بطولة الفوازير وحتى عام 1987 فكانت فتاة أحلام الشباب وأيقونة الجمال للفتيات، وحتى الآن مازالت كذلك.