الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

80 عاماً على مولد ديلان.. المطرب الذي عزف بالإحساس والصدق والشعر

80 عاماً على مولد ديلان.. المطرب الذي عزف بالإحساس والصدق والشعر

خطاب قبول جائزة نوبل.

رغم شهرته الكبيرة ومكانته الأسطورية، يبتعد نجم البوب الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في الآداب عن الأضواء، ويعيش حياة متواضعة بعيداً عن بريق الشهرة والنجومية، وهو يتأهب للاحتفال بعيد ميلاده الـ80 في يوم الاثنين 24 مايو الجاري.



وعلى الرغم من كونه أحد أعظم كُتاب الأغاني على الإطلاق، حيث تبلغ ثروته الصافية أكثر من 200 مليون دولار، إلا أن ديلان معروف بابتعاده عن الشائعات والحفاظ على حياته الخاصة.

وكان ديلان يخضع للحجر الصحي في لوس أنجلوس منذ إلغاء جولته الغنائية في اليابان في مارس الماضي بسبب جائحة كوفيد-19.



والمعروف أن ديلان باع أكثر من 125 مليون ألبوماً على مستوى العالم، وكان قد حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2016، وهو أول كاتب أغانٍ ينال مثل هذا التكريم.

وباع حقوق الطبع والنشر لأغانيه بالكامل لإحدى شركات الإنتاج الموسيقي في ديسمبر الماضي في صفقة تقدر بـ300 مليون دولار.

وتضم مجموعة الأغنيات التي ترنم بها على مدى 6 عقود أكثر من 600 أغنية منذ صعد على خشبة المسرح بغيتاره الكهربائي وأغنياته الفريدة في عام 1965 ومن يومها اختلف عالم الموسيقى وكلمات ومعاني ودلالات الأغنيات.

وظل ديلان ملهماً لمئات الفنانين بمختلف اللغات واللهجات في أرجاء العالم، وتم تسجيل أغانيه أكثر من 6000 مرة من قبل فنانين مختلفين من عشرات البُلدان والثقافات وأنواع الموسيقى المتعددة.



وعلى مدار مسيرته الفنية كانت فلسفة ذلك الفنان "لا يهم على كم حصلت من المال ليُعرف من أنت من الناس، فهناك نوعان فقط من الناس: أشخاص مفقودون، وأشخاص موجودون".

لذلك آثر ديلان أن يكون موجوداً ومؤثراً في وجدان الملايين من أجيال متعاقبة بموسيقاه وعزف وكلمات أغنياته وقبل ومع كل ذلك إحساسه بالكلمات والغناء من القلب.

وفوق كل ذلك كان مؤمناً أن الشاعر الحقيقي هو الذي لا يقول عن نفسه شاعراً، محاولاً التعبير بصدق عن نفسه وهو القائل: "كل الناس الذين تحدثت عنهم أغنياتي هم أنا!".



نجح ديلان لأنه ببساطة عاش الموسيقى والكلمات وجعلها حياة معيشة وليست مجرد مهنة يتكسب منها، مستمداً البهجة من فنه "المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالسعادة هو عندما أكون على خشبة المسرح".

ربما سر تواجده المستدام وتأثيره الهائل هو أنه كان غني ويعزف بإحساس الشاعر "أنا أعتبر نفسي شاعراً أولاً، وموسيقياً ثانياً، أعيش مثل الشعراء، وسوف أموت مثل الشعراء".

ولكن الفنان المتمرد كان يدرك أن "الشيء الوحيد الذي يتساوى فيه جميع الناس هو أنهم جميعاً سيموتون"، لذلك حاول أن يخلد نفسه بفنه، ويترك ذكرى تدوم للأبد في قلوب محبيه ووجدان عشاق الموسيقى والكلمة الصادقة النابعة من القلب.



حملت كلمات أغانية معاني الحكمة والتسامح والكثير من التمرد والجرأة والصدق مناصراً المضطهدين والمهمَّشين، ومن أبرز مواقفه معارضته لحرب فيتنام، ومساندته الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين.

وتقديراً له نال جائزة نوبل للآداب في عام 2016 رغم أنه رفضها من قبل، وحتى عندما حصل عليها لم يكترث بها، ولم يتحدث كثيراً عنها معتبراً أن الجائزة الحقيقية هي التأثير في نفوس المريدين من عشاق الموسيقى والحقيقة.