الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

فيصل الهرمودي.. «شيف» محترف برتبة مهندس

شاب إماراتي طموح، تحدّى فكرة المجتمع السائدة بأن الطهي والمطبخ مهارة لا تتقنهما إلّا السيدات، ونجح في كسر هذه الصرة النمطية بإبداع. هو الشيف فيصل الهرمودي الذي دفعه شغفه بالطهي ليتخطى حدود الهواية، ويطرق باب المدارس المتخصصة لمهارات الطبخ بدبي لتعلم فنون الطبخ وأسراره.



عن تفاصيل قصته مع عالم الطهي قال الهرمودي لـ«الرؤية»: «عشقت الطبخ ومارسته منذ عدة سنوات بتشجيع من الأهل والأصدقاء، وقادني شغفي لهذا العالم للقراءة والبحث والاطلاع على التجارب المتنوعة للتعرف أكثر على المطابخ العالمية، ومحاولة مزجها بالمطبخ الإماراتي الذي يتميز بالمذاق الأصيل».



وأضاف أنه كان في طفولته يساعد والدته في تحضير الطعام اليومي، وكان شغوفا بالاطلاع على كل أنواع المأكولات من خلال البرامج التلفزيونية ومسابقات الطبخ العالمية والمحلية، ما شجعه على التوجه إلى الدراسة الأكاديمية في مدرسة الطبخ «سكافا»، ليحصل على شهادة تؤهله ليكون «شيف» محترفاً قادراً على الابتكار، ووضع لمساته المميزة في مجال الطبخ، والعمل في الفنادق الإماراتية الكبرة ومنها قصر الإمارات في أبوظبي.



وبمجرد من حصوله على الشهادة دشن الهرمودي صفحه على شبكة التواصل الاجتماعي «إنستغرام» مسخراً وقته لتقديم تجربته في تقييم مطاعم الإمارات كافة، والمقارنة بينها في أساليبها في الطبخ وأسرارها لتقديم مكونات متجانسة، ونالت الصفحة إعجاب الكثير من عشاق وهواة الطهي، ولاقت تفاعلاً كبيراً من المتابعين.





بين الطبخ والهندسة

وأوضح الهرمودي أن «طموحه لا يعرف المستحيل، ولذلك حاول استثمار كل دقيقة في حياته، فجمع بين دراسة فنون الطهي ودراسة الهندسة، ليكون يومه مقسماً بين أكاديمية فنون الطبخ، ودراسة علوم الهندسة اللوجيستية، ليتمكن من تحقيق طموحه المزدوج، بالحصول على شهادة جامعية عالية في مجال علمي يفضله، وينجح في أن يكون مهندساً في إحدى الدوائر الحكومية إلى جانب إنجازه لما ظل يحلم به ويطمح إلى تحقيقه في دنيا المذاقات.





العالم على طبق

ولا يفضل الهرمودي أن يحصر نفسه في مطبخ بعينه، ولذلك يحاول من خلال كل طبق يقدمه أن يسافر بمتذوقيه إلى مدرسة طهي عالمية، محاولاً أن يضفي عليها بعض اللمسات الإماراتية، ليجمع بين ثقافات العالم على طبق واحد وبنَفَس إماراتي.





وقد شارك الهرمودي في تجربة مميزة مكنته من المزج بين المطبخ الإماراتي وبعض المطابخ العالمية، حيث تعاون مع مطعم Gia في دبي مول في تحضير قائمة طعام إيطالية مع نكهات إماراتية بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، والتي كان أهمها طبق روزيتو مجبوس وبرياني باستا.



وأكد الشيف الإماراتي أن السر وراء أي طبخة مميزة دائماً، «هو أن تصنع بمزيد من الحب، وهذا في الغالب ما يميز طعام الأم، لأنها تتفانى في صنع طعام ممزوج بحبها لأبنائها، ما يضفي عليه نكهة مميزة، وهي التي يطلق عليها (النَفَس)».





استثمار الهواية

ودعا الهرمودي الشباب الإماراتي الذي يحمل شغفاً في قلبه بعالم الطهي إلى تنمية هذا الشغف وتحويله إلى مهنة، «لأن هذا المجال لا يزال بحاجة إلى إسهامات أبناء الوطن»، لافتاً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تغيراً في فكر الشباب والأسر الإماراتية، ودخل بعض المواطنين الإماراتيين في مجال الطهي وأصبحوا من مشاهير عالم المذاقات والنكهات.