الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

محمد سجاد: مهمتي إيصال المقام العراقي إلى بر الأمان

أكد المطرب العراقي محمد سجاد، أن لديه هدفاً خاصاً متمثلاً في إحياء التراث الموسيقي المتمثل في فن المقام، مشيراً إلى أنه عندما نافس على لقب "عراق آيدول" لم يفكر في مسألة الربح، بل محاولة إحياء هذا الفن وإعادته من جديد بعد أن قارب على الاندثار.

وقال سجاد لـ«الرؤية» إن المقام لون نخبوي له مستمعون من متذوقي الفنون الرفيعة في العراق، وهو فن دسم وغني ولهذا ليس للكل القدرة على تذوقه وسماعه، إذا لم تكن لديهم ثقافة عالية بالحس الموسيقي.

واعترف سجاد بأن الساحة الفنية الغنائية العراقية لا تطمئن، خصوصاً وأنه لا توجد رقابة أو نقابة حقيقة، لتراقب موضوع سرقة الألحان والكلمات، حتى تظهر أعمال فنية تحت الرقابة من ناحية الكلمات واللحن ومشاهد الفيديو كليب.



* لماذا اخترت هذا اللون الصعب لكي يكون هويتك الفنية على الرغم من صغر سنك؟

*اخترته لأنني لاحظت أن المقام العراقي الفني بدأ في الاندثار، لهذا حاولت أن أوصل المقام العراقي إلى بر الأمان عبر صوتي، ولم أهتم لمتطلبات السوق بقدر ما كان لدي رسالة وهدف واضح هو إحياء التراث الموسيقي، وأهمه المقام العراقي. ورغم صغر سني فإن الموهبة التي منحني الله إياها في صوتي جعلتني أصل إلى المبتغى وخصوصاً في المقام، الذي لا يستطيع أي شخص أن يجيده.

* وهل لهذا السبب شاركت في برنامج «عراق آيدول»؟

** قبل «عراق آيدول» لم تكن لدي تجارب في برامج اكتشاف المواهب، كما أنني لم يكن لدي سابقاً رغبة في خوض برامج اكتشاف المواهب، إذ أشعر أن ما أقدمه في وادٍ والآخرون في وادٍ آخر. لكن المشاركة في «عراق آيدول» كانت بنصيحة أكثر من شخص طلبوا مني أن أشارك لأنني حينها سأتمكن من إيصال المقام العراقي للعالم، حتى لو لم أحصد اللقب لكن المهم أن تصل رسالتي عبر صوتي. ولهذا شاركت ليس كمتسابق بل لإيصال موهبتي للعالم في غناء المقام العراقي.

* وهل كان اللون الأصيل -ولنقل الشعبي - الذي تقدمه سبباً في عدم نيلك لقب المسابقة؟

**المقام ليس لوناً شعبياً، بل هو لون نخبوي له مستمعون من متذوقي الفنون الرفيعة في العراق من وزراء وملوك، وهو فن دسم وغني ولهذا ليس للكل القدرة على تذوقه وسماعه، إذا لم تكن لديهم ثقافة عالية بالحس الموسيقي. والسبب وراء عدم نيلي لقب «عراق آيدول» هو أن البرنامج تجاري، يحتاج لشخص يتماشى مع سوق الغناء الحديث حالياً، ولأنني لم أتماشَ مع السوق لم أحصد اللقب. وبالنسبة لي شخصياً لم يكن اللقب مهما بالنسبة لي.

*ماذا تعلمت من هذه التجربة؟

**لم تضف لي التجربة شيئاً بالنسبة لما أقدمه في المقام العراقي، لأنه ليس أي فئة تدرسه أو تعلمه. لكن تعلمت أن أقدم ألواناً جديدة مع المشتركين، وأعيش أجواء المنافسة من الترتيب والتحضير، كون الإجراءات كانت سريعة للغاية في أسابيع قليلة. كذلك تعلمت كيفية التعامل عبر المسرح مع الكاميرات، خصوصاً في السابق تعاملت مع جمهور بدون كاميرا كبرنامج تلفزيوني.



*وبعد هذه التجربة هل ستبقى على نفس هذا اللون؟ أم ستغير تلبية لمتطلبات السوق؟

**بكل تأكيد سأستمر في تقديم المقام العراقي، حتى لا يظل يتيماً خصوصاً أن عدد قراء المقام العراقي لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، وسأواكب متطلبات المشهد الغنائي لكن سأبقى محافظاً على جوهر المقام العراقي في أعمالي التي أقدمها.

* ما خطواتك المقبلة؟ وهل ستقدم ألبوماً خاصاً بك بكلمات خاصة لك؟

**أهم خطوة لدي أن أكون سفيراً للمقام العراقي وأوصله إلى خارج العراق عبر المهرجانات الموسيقية العالمية. وسأقدم ألبوماً خاصاً بي إذا كانت هناك شركة إنتاج حقيقة تدعمني، وسأعمل أيضاً على تسجيل المقامات التي لم تسمع ولم يتطرق إليها سوى القليل من المغنين منهم يوسف عمر وحامد السعدي التي كان آخرها في عام 1985 ومنذ تلك الفترة لم يتطرق لها أحد كونها مقامات صعبة، ولهذا سأقوم بتسجيلها بطريقة حديثة وجيدة حتى تصل إلى أسماع العالم.



* من الشاعر العراقي والعربي الذي تتمنى أن تتغنى بكلماته؟

الشاعر العراقي الذي أتعاون معه حالياً هو كريم القيسي وهو من أهم الشعراء الجيدين، الذين يستمعون لما أرغب في تقديمه في أعمالي الفنية والشعر الذي يعجبني أقوم بغنائه ولا أقف عند شاعر معين، ولا أميل لشعراء معينين لكن أميل لكل شاعر يكتب قصيدة جميلة.

*هل تلقيت بعد مشاركتك في البرنامج عروضاً لحفلات فنية خارج العراق؟

**تلقيت قبل البرنامج أكثر من دعوة لكنها توقفت بسبب وباء كوفيد-19. وبإذن الله الفترة المقبلة سيكون لدي دعوات لحفلات فنية خارج العراق.

*كيف ترى الساحة الفنية والأعمال الغنائية العراقية؟

*للأمانة الساحة الفنية الغنائية العراقية لا تطمئن، خصوصاً أنه لا توجد رقابة أو نقابة حقيقة، لتراقب موضوع سرقة الألحان والكلمات، حتى تظهر أعمال فنية تحت الرقابة من ناحية الكلمات واللحن ومشاهد الفيديو كليب. والآن نرى أن البعض كل ما يهمه أن يحصد أعلى نسبة مشاهدة، ولا يهمه بأن عمله ستشاهده فئات عمرية من الأسر والمراهقين والأطفال، وما يقدمه ربما يسيء لهم ويعلمهم أمور غير جيدة، وأغلب الأعمال الفنية مؤخراً تثير العنف والأمور غير الجيدة والمشكلة أن ما يقدَّم هو المطلوب في السوق، ولكن في النهاية لا يصح ألا الصحيح ونتمنى أن تعود الساحة لتقدم أعمالاً غنائية جيدة وعندما تعود الرقابة على الأعمال غير الجيدة ستتحسن الساحة الفنية.