الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

في يوم ميلادها.. سنوات بين الفن والحب والأزمات في حياة سيدة الشاشة العربية

تحل اليوم الموافق 27 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة المصرية الكبيرة فاتن حمامة التي منحها صناع السينما لقب سيدة الشاشة العربية، تقديراً لموهبتها

.

ولدت الفنانة المصرية في عام 1931 بقرية السنبلاوين بمحافظة الدقهلية المصرية، وكان والدها أحمد حمامة يعمل موظفاً في وزارة التربية المصرية.

شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، ثم أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة لتمثل دوراً في فيلم «يوم سعيد» الذي كان من بطولة الموسيقار محمد عبدالوهاب.

ووقع الاختيار على حمامة لتلعب أول دور لها في السينما، لتظهر على الشاشة في عمر السابعة واستطاعت أن تخطف الأنظار بوجهها الطفولي البريء.

4 جنيهات قيمة أول أجر



وكان أول أجر حصلت عليه 10 جنيهات عن فيلم «يوم سعيد»، وبعد 4 سنوات استدعاها المخرج محمد كريم مرة أخرى للتمثيل أمام محمد عبدالوهاب في فيلم «رصاصة في القلب، وارتفع أجرها به إلى 50 جنيه، ثم قدمت فيلم دنيا.

وفي عام 1946، التحقت حمامة بالمعهد العالي للتمثيل بعد أن انتقلت من الدقهلية لتستقر مع أسرتها في القاهرة.

لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» وكان عمرها 15 عاماً، ثم اشتركت معه في فيلم «كرسي الاعتراف».

وفي عام 1949 أُسندت لها أدوار البطولة، وقدمت كلاً من فيلم «اليتيمتين» و«ست البيت» وتصدرت أفلامها شباك التذاكر، ليشهد ميلاد فنانة جديدة وموهبة واعدة.



وكانت فترة الخمسينيات، بدايتها في تقديم مجموعة من الشخصيات الواقعية لتخرج من عباءة الفتاة البريئة المسكينة التي ظل المخرجون يحصرونها في هذه الشخصية.

جسدت في فيلم صراع في الوادي شخصية ابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت القلب المتعاطف مع الفقراء والمسحوقين وتقوم بمساندتهم، وفي فيلم «الأستاذة فاطمة» تطرقت لقضية المساواة بين المرأة والرجل.



وقدمت حمامة مجموعة متنوعة من الأفلام التي تعدى عددها أكثر من 100 فيلم ومنها «دعاء الكروان» «نهر الحب» «إمبراطورية ميم» و«أريد حلاً» و«يوم حلو يوم مر»، المنزل رقم 13، وغيرها الكثير.

ورغم الأعمال السينمائية الكثيرة، فإنها قدمت في الدراما التلفزيونية عملين فقط هما ضمير أبلة حكمت، ووجه القمر الذي عادت به إلى الجمهور في عام 1993 بعد أن توقفت عن التمثيل لمدة ثماني سنوات.



وخلال مسيرتها الفنية حازت حمامة على العديد من الجوائز منها شهادتا دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت، وكان اتحاد الكتاب والنقاد المصري قد منحها عام 2000 لقب «نجمة القرن» في السينما المصرية، وميدالية الشرف من قبل جمال عبدالناصر، ووسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري.

تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كان الأول من المخرج عزالدين ذوالفقار أنجبت منه ابنتها نادية، واستمر الزواج سبع سنوات، ثم تزوجت من عمر الشريف وأنجبت منه ابنها طارق، ليحدث الطلاق بعد عشرين عاماً، لتتزوج بالطبيب الشهير محمد عبدالوهاب.

قصة حب عمر الشريف

وواجهت حمامة أزمة كبيرة مع جمهورها عندما أشيع أنها ستتزوج من النجم العالمي عمر الشريف، ففي عام 1955، كان المصريون وقتها يرفضون كلمة «يهودي»، وليس مسيحي الديانة فالهدف من تلك الشائعات طرده من مصر، ثم أعلن «ميشيل شلهوب» اعتناقه الإسلام، وعن اسمه الجديد الذي اختارته له حمامة، وهو عمر الشريف، وكان الاسم مقصوداً للدلالة على أن صاحبه مسلم حتى النخاع، وتعاطف معها الجمهور وكسبت هي الجولة، التي انتهت بزواجهما عام 1955 بزيارة سريعة من المأذون إلى شقتهما، واستمر زواجهما ما يقرب من 20 عاماً.

نكسة 5 يونيو من عام 1967، الذي صرحت أنه اليوم الأسوأ في حياتها، وكانت حينها تقيم خارج مصر، أصيبت بالذهول، ولم تصدق ما حدث، شعرت أنه تحطمت كبرياؤها واهتزت ثقتها في كل شيء، وأصبحت لا تملك غير الدموع والحزن والإحباط والكراهية لكل ما هو موجود، وأنها كانت تخفي جنسيتها وأحياناً تقول إنها تركية، فلم تكن الهزيمة بالنسبة لها هزيمة جيش في معركة، بل هزيمة الوطن داخل نفسها.

وفي 17 يناير في عام 2015، رحلت فاتن حمامة عن الحياة، عن عمر يناهز الـ83 عاماً، إثر أزمة صحية مفاجئة، وتركت في قلوب محبيها مساحة كبيرة من الحزن والوجع.