يحتفي محرك البحث غوغل، اليوم الخميس، بالذكرى الـ125 لميلاد الفنان الجزائري محمد راسم، الذي أبدع في فن المنمنات وأصبح أحد أكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين.
وتميز راسم في هذا المجال الفني، حيث كان يعتمد فن المنمنات حينها على أخذ كافة قواعده من التراث التركي والمغولي والفارسي، ليأتي راسم ويضفي عليه خصوصية باستحضار روح الجزائر وتراثها إلى سياقات الفن التشكيلي الحديث.
ولد راسم في عام 1896 في الجزائر العاصمة، وترعرع في أسرة عريقة برعت في مختلف الفنون، الأمر الذي أسهم في صقل شخصيته الفنية منذ الصغر.
وتعود أولى منمنمات راسم لعام 1917، والتي حملت عنوان حياة شاعر، في حين أن أول معارضه كان في الجزائر العاصمة عام 1919 والذي حمل عنوان
إسبانيا الأندلسية والجزائر القديمة.
في السنوات التي شهدت تصاعد وتيرة الثورة الجزائرية لم يحمل راسم السلاح، غير أنه كان يقف في مقدمة المقاومين وكان الفن سلاحه.
بدءاً من عام 1922 استقر راسم في باريس لتبدأ مغامرته في رسم حكايات ألف ليلة وليلة التي صدرت في عشرة مجلدات.
بعد تحصله عن جدارة على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر عام 1933، إضافة إلى وسام المستشرقين، عرضت أعماله في كافة أنحاء المعمورة، حيث تم اقتناء العديد منها من طرف عدة متاحف ذات شهرة عالمية.
لم يعد إلى الجزائر إلا عام 1932 متزوجاً من سويدية، التي لقيت حتفها معه عام 1975، يوم هجم لصوص على بيتهما، ليتوفى عن عمر ناهز 79 عاماً، ليسدل الستار عن حياة واحد من أهم وأكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين.