الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

اختراق حسابات الفنانين وانتحال صفتهم على «سوشيال ميديا».. هوس وانتقام وابتزاز.. وأشياء أخرى

باتت وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً خصباً لبعض الباحثين عن الشهرة، فصفحات مختلفة وحسابات مزيفة تحمل أسماء مشاهير يردون ويتفاعلون مع الجمهور ويتقمصون شخصية نجوم حقيقيين، حتى باتت المسألة غير محسومة سواء كانت الصفحات موثقة أم لا.

ولعل آخر تلك الأحداث ما تم مؤخراً خلال صفحة قيل إنها ترجع لجورجينا رودريجيز زوجة اللاعب «كريستيانو رونالدو» لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي ومنتخب البرتغال، والتي حملت رسالة للفنانة المصرية ياسمين صبري تقول فيها «كوني نفسك»، رداً عما أثير مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تقليد ياسمين لها في «طلات» مختلفة، والتشابه بينهما في المظهر العام.

be yourself NOT ME !! ياسمين صبري - Yassmin Sabry

Posted by Georgina Rodríguez on Wednesday, June 23, 2021

لترد الفنانة المصرية على ما قيل، عبر حسابها إذ يحمل «الشارة الزرقاء»: لا أسعى لمُنافسة أحد، وهو ما أحدث حالة من الجدل حول ما إذا كان الحسابان ينتميان للنجمتين الإسبانية والمصرية، خصوصاً أن ياسمين صبري أعلنت قبل ذلك أنها لا تمتلك أي حسابات على فيسبوك، وهو ما يجعل (الخناقة) مشكوكاً فيها، والأمر بات لا يتعلق بأن يحمل الحساب الشارة الزرقاء لننسبه للفنان.

اختراق رانيا



من ناحية أخرى وفي التوقيت نفسه حذرت الفنانة المصرية رانيا يوسف أصدقاءها من التعامل مع أي رسالة من رقمها الخاص على «واتساب» إذ أعلنت أنه تم اختراقه ولم تتمكن من استعادته، وهو ما حدث أيضاً مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي والتي أعلنت عن اختراق الواتساب الخاص بها وقيام اللص بطلب مبالغ مالية من أصدقائها حتى تمكنت من استعادته مرة أخرى.



نصب واستغلال



سرقة حسابات النجوم يكون الغرض منه في بعض الأحيان النصب والاحتيال على الآخرين لتحقيق مكاسب مادية، أو استغلال الفتيات بأفعال لا أخلاقية، أو تغذية حب الشهرة لدى بعض النفوس المريضة.

وكان المخرج محمد سامي واحداً من المشاهير الذين تعرضوا لانتحال صفة بتأسيس صفحات وهمية هدفها ابتزاز الفتيات بعد طلب صور بزعم مساعدتهن في دخول الوسط الفني وترشيحهن لأدوار في الدراما والسينما، ثم يقوم بطلب مبالغ مالية نظير الصور التي أرسلنها، لكن المخرج المصري اتخذ خطوة قانونية وتقدم ببلاغ للنائب العام المصري للقبض على المُحتالين.

قناعات سياسية



بخلاف الابتزاز فقد تتعرض صفحة الفنان للاختراق للتعبير عن قناعات سياسية وهو ما حدث لصفحة الفنان عمرو دياب على «فيسبوك»، والتي تم اختراقها في عام 2014 ونشر تدوينات تحث الناس على التصويت في اتجاه معين في استفتاءات الدستور، حتى نشر الفنان الشهير «تويتة» عبر حسابه على «تويتر» أعلن فيها سرقة حسابه.



الفنان عمرو عبدالجليل أيضاً ناله من انتحال شخصيته جانباً، بانتحال البعض لشخصيته بحسابات وهمية، حتى دشن حسابات خاصة أعلن عنها بأنها الوحيدة التي تخصه.



انتحال الشخصية أيضاً كان من نصيب الفنان عمرو سعد الذي أكد أن هناك حسابات وهمية تحمل اسمه وتتعامل مع الجمهور بشخصه ويرد على أسئلة الجمهور حول حياته وأعماله وآرائه السياسية، نافياً علاقته بها.



أخبار مغلوطة



إعلان أخبار مغلوطة عن فنانين هو ما تقوم به بعض الحسابات المزيفة أيضاً ومنها إعلان إحدى الصفحات خبر حمل الفنانة ياسمين عبدالعزيز وهو ما نفته الفنانة عبر حسابها على «إنستغرام».



وأيضاً حساب آخر على منصة «تويتر» أعلن عن خطوبة الفنانة نيرمين الفقي، وهو ما نفته الفنانة أيضاً جملة وتفصيلاً.





الفنان أحمد فلوكس أيضاً عانى الأمر نفسه بانتحال شخصيته بحساب فيسبوكي يقوم فيها مُنتحلو شخصيته بمطالبة الفتيات المشتركات فيها بفتح الكاميرا وإرسال أرقام هواتفهن، بينما صفحات أخرى توجه الناس لاتجاهات سياسية مختلفة لا تتفق مع قناعاته هو.

وخلال الصحف أكد فلوكس أن من يقوم بتلك الأفعال ما هو إلا مريض نفسي، لأنه يشوه صورة الفنان ويحقق مكاسب مادية على حساب شخص آخر.

التصيد بالرمح



تختلف الدوافع النفسية لسرقة حسابات الفنانين والمشاهير عن سرقة أي حساب آخر لأنها عملية مُستهدفة وعملية مفصلة تستهدف دراسة الشخصيات وطريقة تعاملها حتى يكون خداعه سهلاً واختيار الوسيلة التي يتم اصطياده بها أكثر فاعلية، بحسب الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي.

ويُضيف هندي: «الدوافع النفسية لإنشاء صفحات وهمية أو اختراق صفحات الفنانين متعددة منها إشباع روح المغامرة لدى بعض الشباب الذي يحاول أن يثبت أن لديه عبقرية في السلوك دون النظر للعواقب القانونية لذلك، والبعض الآخر يفعله بدافع التسلية مثلما حدث في حساب لاعب النادي الأهلي عمرو جمال 2015 عندما تم اختراق حسابه ووضع شعار نادي الزمالك».

ويُتابع هندي: «البعض يمكن أن تكون دوافعه انتقامية أو مما يعتقده البعض رداً على سلوكيات النجم التي قد يراها المُخترق غير مبررة، والبعض الآخر يشعر بالدونية فدائماً ما يشعر بأن الفنان (عايش) حياته فيعمل على إشباع لذاته وتحقيق الانتشاء النفسي بسرقة حسابات الفنان أو تدشين صفحات تحمل اسمه ويتقمص شخصيته».

ويُضيف: «البعض الآخر يكون دافعه حب الفنان والهوس به ومحاولة تقليده في كل شيء، ويعيش أحلام اليقظة التي تمتد لاختراق حساباته ليستشعر أنه والفنان شيء واحد، إضافة إلى أن البعض لديه ما يسمى (هوس الشهرة) كنوع من المحاكاة والتقليد والتحدي النفسي».

جانب آخر للاختراق بحسب هندي يتمثل في الابتزاز وهو ما حدث مع باراك أوباما وكيم كارداشيان.

ويلفت: «التنافس غير الشريف أحياناً بين أبناء المهنة الواحدة قد يكون سبباً لاختراق حسابات سوشيال ميديا بدافع الغيرة المرضية بين النجوم والساسة في فترات الانتخابات ومؤخراً بين إداريي النوادي الرياضية الشهيرة».

أما عن طبيعة الشخصيات التي تخترق حسابات النجوم أو تدشن صفحات بأسمائهم فيشرحها استشاري الطب النفسي «هناك عدد من الشخصيات التي تفعل ذلك منها (الشخصية التلصصية) التي تحب أن تطلع على خصوصيات الآخرين، إلى جانب الشخصيات السادية التي تتلذذ بتخويف الآخرين وهو ما يشعرها بالقوة وفرض السيطرة».

تفعيل العقلية النقدية



خبير «سوشيال ميديا» خالد البرماوي يقول لـ«الرؤية»: لم تعد الشارة الزرقاء دليلاً على صحة حسابات المشاهير، لأنه يمكن في كثير من الأحيان التلاعب بها، لذا لا بد من تفعيل العقلية النقدية والتعامل بشك كبير مع أية أخبار متداولة.

ويُضيف «التلاعب سمة سوشيال ميديا ولا بد من التعامل مع الإنترنت بثقافة تعاملنا مع الشارع بالحرص والشك والتأكد مما يُنشر على الصفحات حتى وإن كُتب عليها اسم شخصية مشهورة، وتفعيل العقلية النقدية، ثم تأتي مرحلة الاستفسار وعدم التعامل بحسن نية، والسؤال يقود إلى التأكد والتوثيق ثم تأتي مرحلة التعامل بهدوء فلا نؤيد المنشور بشكل مطلق ولا نرفضه بشكل آخر».

ويتابع: «هناك حسابات مزيفة تحمل أسماء نجوم لكنها غير حقيقية لذا لا بد من تفعيل العقلية النقدية للجميع سواء فنان أو نجم أو حتى مواطن عادي».