الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

النجوم والتريند.. ذكاء في استغلال «السوشيال ميديا» أم خداع لكسب «شعبية» مُزيفة؟

وصف نقاد فنيون عملية «ركوب التريند» بالمطلب الدائم الذي يسعى إليه كل نجوم الفن من أجل الترويج لأنفسهم ولأعمالهم حتى ولو كان بـ«الكذب» عبر «تريندات وهمية» تقوم عليها كتائب إلكترونية وهمية، مؤكدين أن هذا الأمر لم يعد حكراً على النجوم العرب بل كثيراً ما يلجأ إليه نجوم من مختلف أقطار العالم.

وأكد نقاد لـ«الرؤية» أن عملية تزييف التريند تأتي ضمن صناعة دعاية مدروسة تسعى إلى تحقيق زيادة في نسبة المشاهدة، لكنهم عولوا على وعي المشاهد الذي أصبح قادراً على التمييز بين الغث والثمين من الأعمال، حيث لم تعد تغريه مثل هذه التريندات، إذ أسقط الكثير منها بالسخرية.

وأشاروا إلى أن هناك شركات إنتاج وفنانين يعينون لجاناً إلكترونية تدعمهم على السوشيال ميديا، منوهين بأن لهذا الأمر بعداً تسويقياً، وهو ما يعني زيادة نسبة الإعلانات وتغطية نفقات إنتاجها بزيادة المُشاهدة، مشيرين إلى أن الجميع يتغذى على تفاعل السوشيال ميديا مع التريندات التي يصنعونها.

لكنهم أكدوا على أن تزييف «التريند» من قبل النجوم هو اعتراف بالفشل، منوهين بأن التغطية على الفشل باللجوء إلى الفبركة لا يمكن أن تحقق للممثل الوجود المطلوب ولا يمكن أن تساهم على الإطلاق في اتساع دائرته الشعبية.


ترويج مدفوع



لا يلقي الناقد الفني الدكتور خالد عاشور باللوم على النجوم نتيجة استغلال التريند لصالحهم حتى وإن كان «التريند» مدفوعاً أو مزيفاً، مشيراً إلى أنه حتى التريند المزيف يحقق الهدف المرجو منه وهو رسالة من النجم لجمهوره بأنه متواجد، لكنه في النهاية يسهل اكتشافه لأنه لا يبقى لفترة طويلة عكس التريند الحقيقي.

وتابع: كذلك التريند السلبي للعمل يُبقي النجم أيضاً في الصدارة ومثال لذلك المشهد التمثيلي الخاص بالفنان إسماعيل ياسين في مسلسل (موسى) كان سلبياً ونال انتقاداً كبيراً، لكنه حقق انتشاراً للمسلسل، وجعل من لم يُشاهدوه يتجهون لمشاهدته حتى ولو بدافع الفضول.

واستشهد عاشور كذلك بمشاركة أحمد سعد طليق سمية الخشاب في المُسلسل ذاته، حيث زاد نسبة المشاهدة أيضاً، مشيراً إلى أن الأمر ينم عن ذكاء شديد من جانب صناع العمل وخصوصاً محمد رمضان الذي يتميز بذكاء شديد في التعامل مع سوشيال ميديا، وينجح في «ركوب التريند» حتى وإن كان سلبياً.

وأشار إلى أن من الوسوم السلبية التي ساعدت في رواج الأعمال مثلاً كان لمُسلسل (نسل الأغراب)، حيث استعان به المخرج محمد سامي للحديث عن نجاح المسلسل بانتشار وسم (نسل الأغراب) رغم أنه انتشر في إطار السخرية من العمل.

لفت إلى أن هناك فنانين يفتعلون تريندات تحقق مشاهدة لأعمالهم وهو ما قامت به مي عمر أيضاً بالكشف عن أن مسلسلها (لؤلؤ) حقق مليار مشاهدة، وهو أيضاً ما تفعله الفنانة رانيا يوسف من آن لآخر.

وأكد عاشور أن من الرائج استعانة بعض الفنانين بلجان إلكترونية لدعمهم على السوشيال ميديا، وحتى شركات الإنتاج تقوم بذلك من أجل التسويق للأعمال وزيادة نسبة الإعلانات وتغطية نفقات إنتاجها بزيادة المُشاهدة.

دعاية مدروسة



يرى الناقد الفني محمد سيد عبدالرحيم أن تزييف التريند يأتي ضمن صناعة دعاية مدروسة تحقق زيادة نسبة المشاهدة، وليس بالضرورة أن تكون الأرقام التي يعلنها النجم عن نسبة مشاهدة أعماله دقيقة، لأنه من الصعب التأكد منها في ظل متابعة الناس للعمل عبر وسائط متعددة.

ويُضيف: «في كل الأحوال المشاهد لديه الوعي لتمييز الأعمال الجيدة، مثلما حدث مع مسلسل نسل الأغراب مثلاً تصدر التريند لفترة لكن في النهاية أصبحت مشاهدته للسخرية أكثر منها للاستمتاع بالعمل وجودته، لكنه في النهاية دعاية للمسلسل حتى إن كانت سلبية»؟

ويستطرد «حتى في الستينات كان النجوم يصنعون الدعاية لأنفسهم في وقت لم تكن فيه السوشيال ميديا عن طريق الصحف وهو ما كانت تفعله مثلاً فاتن حمامة وعمر الشريف بالتواصل مع الصحافة لنشر أخبارهما».

قناعة الجمهور

اعتبر الناقد الفني كمال القاضي تزييف «التريند» من قبل النجوم اعترافاً منهم بالفشل في إقناع الجمهور، مؤكداً أن مثل هؤلاء يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون، منوهاً بأن التغطية على الفشل باللجوء إلى الفبركة لا يمكن أن تحقق للممثل الوجود المطلوب ولا يمكن أن تساهم على الإطلاق في اتساع دائرته الشعبية.

وأكد أن المقياس الحقيقي لنجاح الفنان يتمثل في درجة قناعة الجمهور ورد فعل النقاد، وما عدا ذلك فكل الوسائل ليست سوى محاولات يائسة للدعاية وإثارة الضجة وتلك الطريقة غير مجدية لأن الجمهور أذكى من أن يتم خداعه بالوسائل الدعائية الساذجة.

ويرى القاضي أن شروط النجومية لم تتوافر في أغلب من قاموا بأدوار البطولة في الموسم الرمضاني المنقضي، لكنه أشار إلى أنه تبقى الجهات المنظمة لحملات الدعاية المتهم الحقيقي في هذه المسألة، حيث الاستفادة من حالة التفاعل الوهمية التي تُترجم في كثير من الأحيان إلى أرصده مالية بفعل الكذب واعتياد المُتاجرة به لرفع قيمة الأرصدة الناتجة عن التريند المزيف.

استغلال «العوام»



أكد أحمد بركات خبير التسويق والإعلام الرقمي، أن هناك فنانين يلجؤون لاستخدام الجيش الإلكتروني ليُصبح «تريند» فالانتشار بالنسبة للنجم يحقق له الشهرة المرجوة، فالعوام لا يمكنهم التمييز بين التريند الحقيقي والمُزيف وحتى بعض المُختصين، لكن في النهاية الوصول للتريند هو إنجاز بالنسبة للنجم.

ويستطرد خبير الإعلام الرقمي «في الوقت نفسه لا يمكن مقارنة التريند السلبي بالإيجابي، وفي الأغلب هناك شركات مُتخصصة في إيصال العمل إلى التريند من خلال آليات منوعة تقوم بضخ رسائل متنوعة حيال الأمر المتداول فنياً، لكن وبتركيز بسيط ستجد تلك الحسابات غير نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي».