عشقت المسرح والدراما ولمع نجمها منذ فترة الثمانينات والتسعينيات واخرها كان لهذا العام 2021 عبر مسلسل "مطر صيف". ففي كل دور قدمته كانت شخصيتها تعلق في ذاكرة الأجيال، فهي بنت شارد بن جمعة التي لا تعرف الإنجليزية ومرزوقة سيسم الطرابية سمراء اللون، وأمل التي جمعت عش الزوجية، وأم علي التي انتخبها صوت الضمير، ونهلة التي بخرت المدير والكبيرة التي لم تتكبر على الصغير والضحكة.
لم يتمالك الوسط الفني وجمهورها الذي ترعرع على أعمالها ورسمت البسمة فيها على شفاه كل الناطقين باللغة العربية، فكان فنها رسالة وصلت لكل بيوت الخليج والوطن العربي.
شريك حياتها زوجها مازن سالم التميمي "أبوسالم" رغم حزنه على فقدان شريكة حياته وأم أبنائه استقبل التعازي التي رد فيها على صحيفة "الرؤية" بعد تواصل عبر واتساب. وكتب "جزاك الله خير"، وحول مكان الدفن هل سيكون في وطنها الكويت أكد بأنه بكل تأكيد ستدفن في أرض وطنها.
فيما لم يتمالك المنتج والفنان الكويتي باسم عبد الأمير نفسه بسبب رحيل الفقيدة. وأكد لـ"الرؤية" بأنه يعزي كل جمهوره العزيز في دول مجلس التعاون الخليجي والكويت والوطن العربي وعظم الله أجرهم في رحيل الفنانة القديرة انتصار الشراح. وأضاف بأنه عمل معها للمرة الأولى في ثاني عمل مسرحي لها بعد مسرحية "باي باي لندن" وكانت مسرحية للأطفال. ومن ثم قدموا معاً مجموعة من الأعمال مثل: الملكة، وآخر عمل كان مسلسل "عداني العيب". وبين بأنها فنانة خلوقة ملتزمة تعتبر من جيل الطيبين التي تحث النجوم الشباب على الالتزام، إذ تربطه علاقة صداقة وأخوة قوية وطويلة.
وعن احتمالية وجود مجلس عزاء بيّن باسم بأنه بسبب ظروف كورونا سيكون استقبال التعازي فقط في المقبرة.
وأوضح الفنان الإماراتي أحمد الجسمي. بأن هذه الفترة التي نعيشها أيام عصيبة في فقدان الأهل والأصدقاء الزملاء، سواء بمرض أو الأجل والمحزن أكثر معظم من رحلوا عنا رحلوا مع هذه الجائحة من كورونا وأمراض أخرى. وأضاف بأن أم سالم فنانة عظيمة وكبيرة لها بصمة واضحة على الدراما الخليجية والعربية بشكل عام، وكان له الشرف أن قدم معها عدة أعمال. وأضاف أن الشراح كانت خفيفة الظل والروح يحبها الجمهور وينتظرها، كانت فنانة حقيقية موهوبة مثقفة بكل معنى الكلمة. تعرف كيف تتعامل مع زملائها على خشبة المسرح وتتحاور معهم بالأداء أمام الكاميرا.
وتابع بأن الأهم بأنها إنسانة خلف الكاميرا عبر الأعمال البسيطة التي قدمها معها فهي قمة في الاحترام ملتزمة إنسانة تلتزم بمواعيدها، بسيطة جداً لدرجة أنها مواطنة عادية جاءت لتأدية مهمتها وتذهب في اللوكيشن، كما أن في داخلها وازعاً دينياً وهذا يبين عبر سلوكياتها أو أسلوبها في الحديث والمخاطبة وبملابسها. وتقول الحق ولا تخشى أي أحد أمام الحق، من الجيل الجميل الذي ينتصر للفن الحقيقي وليس للمهزلة، فقد الفن عموداً مهماً في الدراما والمسرح الخليجي.
وبين الفنان الإماراتي حبيب غلوم، أن النجمة انتصار الشراح كانت زميلة دراسة معه في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، إذ إنه كان في السنة الأولى وهي في السنة الثالثة، وكانت في المعهد مع نخبة كبيرة من نجوم الكويت آنذاك منهم داود حسين، وأضاف أن أم سالم اكتشفت فيه الحس الكوميدي وتمكنت من استخراجه منه منذ اللحظة الأولى، وكانت تشعره بأنه كوميدي لأنها عندما تراه تضحك على الرغم من أن توجهه كان للمسرح الجاد.
وتابع بأنه في تلك الفترة الدراسية في المعهد قدمت مسرحية "باي باي لندن" وكانت نجمة المعهد آنذاك، وكانوا يستمدون ثقتهم بموهبتهم ودراستهم بوجودها هي والفنان داود حسين وغيرهم في تلك الفترة في المعهد، كونهم قد وصلوا إلى مرحلة من النجومية لوقوفهم إلى جانب عملاقة المسرح والدراما في الكويت. وبالنسبة له كانت أم سالم هي من تزرع الثقة فيهم وبموهبتهم وكل الطلبة الموجودين في تلك الفترة في عام 1983. وأيضاً بعد التخرج ومرور السنوات كان يلتقي بها عند زيارته لدولة الكويت وفي المهرجانات، ويتحدثون بشكل مطول عن ذكريات الدراسة والمعهد ولروحها الرحمة.
واعتبر الفنان الإماراتي بلال عبدالله أن الراحلة انتصار الشراح فنانة كوميدية من الطراز الأول، ولا يجد من يضاهيها في الكوميديا في الخليج. وأضاف بأنه التقى بها مرة واحدة وكانت أختاً وفنانة خلوقة ولطيفة في التعامل مع زملائها النجوم.
وأوضح الإعلامي الكويتي مفرح الشمري، أن النجمة الراحلة انتصار الشراح مهما تكلم عنها لن يوفيها حقها بالكلام. إذ إنها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية دفعة عام 1984-1985 تمثيل وإخراج، فنانة موهوبة لديها قدرات كبيرة لا يمكن أن نجدها في فنانين هذا الوقت وتحديداً في الكوميديا.
وأشار إلى أنه من الصعب جداً في تلك الفترة في الثمانيات، أن يكون الفنان كوميدياً في وجود عمالقة بالفن مثل غانم الصالح وعبدالحسين عبدالرضا ومريم الغضبان، و عبدالرحمن العقل ومحمد العجيمي وحياة الفهد، كلهم عمالقة بالفن لكن الفرصة التي منحها لها الراحل عبدالحسين عبدالرضا والراحل منصف السويسي في "باي باي لندن" كانت انطلاقتها في الفن والشهرة، التي عرفها الجمهور عبر هذه المسرحية، ورسمت طريقها وجعلت لها بصمة في الفن الكويتي والخليجي.
وأضاف بأنها متعددة المواهب إذ أنها تمتلك القدرة على التقليد بشكل ممتاز ولذلك كونت ثنائي ناجح مع داود حسين في برامج الكوميديا والمسلسلات الدرامية. وعملت مع كبار الفنانين منذ بداياتها. موضحا أنها إنسانة قبل أن تكون فنانة تشعر بمن أمامها وتخاف على من حولها ومن معها تساعد الفنانين الشباب، تحتضنهم تعلمهم.
وتابع بأنها عندما كانت مريضة كانت تحرص على المشاركة ولا تجعل فريق العمل يشعر بتعبها، تصور مشاهدها وهي متعبة حرصاً على إعطاء درس للفنانين الشباب بأن الفنان كلمة، مهما كانت ظروف هذا الفنان يجب أن يوفي بكلمته ويوفي بالعقد بينه وبين صناع هذا العمل.
وأشار بأن آخر أعمال الراحلة مسلسل "مطر صيف" عرض على تلفزيون شاشة الكويت في شهر رمضان الماضي 2021، وكانت أثناء التصوير متعبة إذ إنه سأل أكثر من فنان عن حالتها في التصوير ومنهم عبدالرحمن العقل وميس قمر، وكانت في التصوير تضغط على نفسها لاستكمال مشاهدها في التصوير، كي لا توقف وتتسبب في عمل خلل به، وهو من بطولة سعد الفرج وإخراج مناف عبدالله.