الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

دلال عبدالعزيز.. الموت هو المشهد الأخير

حالة من الحزن سيطرت على محبي الفنانة المصرية دلال عبدالعزيز بعد إعلان وفاتها صباح اليوم عن عمر يناهز 61 عاماً بعد وفاتها متأثرة بتوابع إصابتها بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، والذي كانت قد أُصيبت به في نهاية أبريل الماضي، ورغم تعافيها من الفيروس فإنها أُصيبت بتليف الرئة تتطلب وضعها دائماً على أجهزة التنفس الصناعي، وكان الخيار الوحيد إجراء عملية زراعة رئة للفنانة الراحلة، لتتوفى دون قرار نهائي من أسرتها التي تخوفت من خطورة العملية الصعبة.

وكشفت مصادر طبية أن الحالة الصحية للفنانة الراحلة قد تدهورت بشدة حتى وصلت إلى فقدان كامل للوعي وتوقف للكلى أعقبه توقف بعض أجهزة الجسم ثم القلب.

«أشوفك بخير يا حبيبي» كان هذا هو المشهد الأخير في مسلسل «ملوك الجدعنة» الذي قدمته الفنانة دلال عبدالعزيز في رمضان الماضي، مشهد موت عطية وهي تودع ابنها «سرية» الذي جسده الفنان عمرو سعد، كان آخر المشاهد التي قدمتها الفنانة دلال عبدالعزيز أمام الكاميرا، وربما رسم القدر نفس مشهد النهاية لوفاتها متأثرة بكورونا، المشهد الذي أبكى متابعي المسلسل كما أبكت وفاتها كل محبيها.



تعود بداية دلال عبدالعزيز الفنية إلى المخرج نور الدمرداش الذي اكتشف الفتاة التي أتمت دراستها في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، وجاءت إلى القاهرة ليقدمها الدمرداش للمرة الأولى في مسلسل «بنت الأيام» عام 1977.

وعلى مدى تاريخها الفني الممتد لأكثر من 44 عاماً أكثر من 200 عمل متنوع بين السينما والدراما والمسرح، وشاركت في أهم الأعمال السينمائية والدرامية التي تركت بصمة في تاريخ الفن المصري، ومنها «ليالي الحلمية» و«الناس في كفر عسكر» لتختم مسيرتها بمسلسل «ملوك الجدعنة».

واستدعت وفاة الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز في الحقيقة مشهد موت «نعمة» والتي جسدت شخصيتها في مسلسل حديث الصباح والمساء، وكان المشهد الأبرز في وداع الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، ليُبكيها الجمهور فنانة وأماً وأحد أفراد الأسرة المصرية والعربية التي جمعتهم أعمالها.



دلال وسمير



ونجحت دلال عبدالعزيز في لفت الأنظار إليها بعد عدد من الأعمال الدرامية الناجحة، وهو ما أهّلها للوقوف أمام سمير غانم في مسرحية «أهلاً يا دكتور» عام 1981، لتبدأ قصة حب من طرف واحد حيث أحبت دلال سمير، ولمدة 4 سنوات هي مدة عرض المسرحية ظلت تحاول الاقتراب من الفنان الراحل لتكون المرأة الوحيدة في حياته بين حشد المعجبات في حياة سمير غانم، وتكللت علاقتمها بالزواج في عام 1984، في رحلة استمرت 37 عاماً.

وقالت دلال عبدالعزيز في أحد البرامج التلفزيونية إن كل الفنانين الكبار راهنوها على أن تتزوج سمير غانم، الذي كان معروفاً بعدم رغبته في الزواج، ولكنها في النهاية كسبت الرهان وتزوجته.

وقال سمير غانم إن الفنان فريد شوقي أقنعه بالزواج من دلال.



شارك النجمان في العديد من الأعمال مثل مسرحية «فارس وبني خيبان» ومسرحية «أخويا هايص وأنا لايص»، إضافة لعدد من الأفلام منها «يارب ولد» وفيلم «حادي بادي» وفيلم «الأغبياء الثلاثة»، وفيلم «إنقاذ ما يمكن إنقاذه».

كما شاركا مع ابنتيهما في بعض المسلسلات منها نيللي وشيريهان ومسلسل لهفة.



جمعتهما الحياة.. والمرض والموت!



وكما جمعهما الحب والمشوار الفني فقد فرقهما فيروس كورونا في آخر أيامهما، ليجمعهما قبر واحد، حيث أعلنت أسرتهما أن الفنانة الراحلة ستوارى الثرى بجوار زوجها الفنان الراحل بمقابر العائلة، بعد قرابة شهرين على وفاة سمير غانم دون أن تعلم دلال بوفاته، ولعل هذا ظهر جلياً في نعي الفنان حسن الرداد لها حيث كتب تدوينة عبر حسابه على فيسبوك: «هتلاقي مفاجأة حلوة مستنياكي.. هتلاقي حبيب عمرك اللي طول الوقت بتسألي عليه».

وفي سؤال لها عن الشيء الذي قد يجعلها تبكي قالت دلال إن الموت أو فراق عزيز.

وأضافت: «اللي يخليني أبكي فراق بني آدم أو حد عزيز عليا.. دي حاجة بتموتني وبتقطعني».



وفي حديث آخر عن الموت قالت دلال إن من الأغاني التي تُجسد كل معاني الموت القاسية، هي أغنية «قطر الفراق» للفنانة شادية، «ياريت يا قطر الفراق يأخروك ساعتين»، كان «الكوبليه» الذي يجعلها دائماً تدخل في نوبة بكاء حيث يُذكرها بوفاة والدتها وشقيقتها الكبرى.