الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

فرح البستكي: «لانتانا» واحة الإبداع والتسامح.. وقريباً نؤسس صالوناً ثقافياً إماراتياً خارج الدولة



تملك الفنانة الإماراتية فرح البستكي، شغف العمل بالفن والإبداع منذ الصغر، حيث تؤمن بأن الفن هو الحياة، والحياة هي الحياة، لكن فن الحياة أن تحيا حياتك بفن، وتؤكد أن الفن مورد الحب والنور، والفن أيكة عاش فيها بلبل القلب بين ناي وعود، لذلك خططت منذ مرحلة مبكرة لأن يكون لها بصمة في هذا العالم وهو ما كان بعد أن أطلقت أول صالون فني ثقافي بأبوظبي.





وتعترف الفنانة الإماراتية في حوراها مع «الرؤية» بأن نشأتها في أسرة فنية كان له كبير الأثر في توجهاتها اللاحقة، حيث لم تغرس فيها حب زيارة الأماكن الثقافية، بل غرست بداخلها الرغبة في نقل المعرفة وتبادل الخبرات الثقافية ليستفيد منها أكبر قدر من أفراد المجتمع.



وجهة التسامح



وأكدت الفنانة الإماراتية أن صالونها الثقافي الذي يحمل اسم «أتيليه لانتانا»، ينفرد بكونه واحة للإبداع ووجهة للتسامح والتبادل الثقافي، حيث يجمع بين المثقفين والشغوفين بالأدب والفنون بمختلف أشكالها في مكان واحد، بينما تتخصص الصالونات الأخرى المنتشرة محلياً في الجانب الأدبي أو الفني أو أحد مجالاتهم دون غيرها.



وأشارت البستكي إلى أنها تعتزم استضافة معارض فنية جديدة مستوحاة من «رحلات ابن بطوطة»، ذلك إلى جانب تنظيم ورش عمل ميدانية في مختلف التخصصات الأدبية والفنية، دون مقابل.



ولفتت إلى أنها تخطط إلى التوسع عالمياً، عبر تأسيس صالون إماراتي فني ثقافي في إحدى دول العالم خلال الفترة المقبلة، لتعزز من جهود الإمارات في نشر التسامح وتقبل الآخرين عبر الثقافة والفنون، ذلك إلى جانب التعريف بالتراث الإماراتي وما يميزه عن ثقافات وتراث الشعوب الأخرى حول المعمورة.



وقبل تأسيس فرح البستكي لصالونها الفني الثقافي الذي يأتي على هيئة منزل إبداعي بالكامل يتواجد في منطقة البطين بأبوظبي، تمكنت من إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع الفنية والثقافية والتراثية، أبرزها تأسيس أول فندق تراثي «100%» في الإمارات.





وصممت كذلك لعبة «السوسة الحمراء» التي تحولت لاحقاً إلى تطبيق ذكي للتوعية بأهمية حماية النخيل، علماً بأنها من المؤسسين لنادي شطرنج الفتيات في دبي، كما أسست «جمعية التراث العمراني» بدبي عام 2003، وصاحبة فكرة «أكبر مسيرة بالخيول» في الدولة، وقدمت مقترحاً تبنته إحدى الجهات حول ثقافة احترام العلم.



نشأة فنية



وقالت مؤسسة «أتيليه لانتانا»، فرح البستكي: «إن نشأتي في أسرة مهتمة بالفنون والأدب كان دافعاً لي لكي أطور مهاراتي التي لم تقف عند حد زيارة المتاحف والمراكز الثقافية والاستمتاع بـالتصوير والرسم والحياكة والتصميم والإبداع بـالخطوط العربية و(الديكوباج) وتذوق الشعر، بل غرست بداخلي الرغبة في نقل المعرفة وتبادل الخبرات الثقافية ليستفيد منها أكبر قدر من أفراد المجتمع الإماراتي بمختلف جنسياتهم ومرجعياتهم الثقافية».



وتابعت: «أسست (أتيليه لانتانا) قبل 3 أعوام ليكون حلقة وصل بين المبدعين المخضرمين والصاعدين والمهتمين بالفنون والأدب، وخلال الفترة الأولى من جائحة كورونا قدمنا ورشاً فنية وأمسيات أدبية وشعرية (افتراضياً) وخصصنا جلسات للاحتفاء بالمناسبات الوطنية».



وتابعت: ولكننا عدنا مجدداً خلال الفترة الأخيرة لتنظيم المعارض وورش العمل الميدانية التي تضمنت دورة عملية حول «تنسيق المظهر» قدمتها الفنانة مريم النيادي المختصة في المجال، كما يتم حالياً عرض أعمال فنية من مجموعتها الفنية.

منزل إبداعي



وأشارت البستكي إلى أن «لانتانا» يحتفظ بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية بما فيها اللوحات الفنية والتصاميم الإبداعية الميزة بما فيها نسخة من لوحة «شهداء انفجار قندهار» التي رسمتها أرملة الشهيد محمد البستكي عندما فقدت الإمارات 6 من شبابها «الشهداء»، لافتة إلى أن المنزل الثقافي يضم قطعاً فنية ورسومات وأزياء تعبر عن الفن «العسيري» بجنوب المملكة العربية السعودية، ودمى وأزياء تسلط الضوء على الثقافة الشركسية.



ونوهت بأن الصالون يضم بعض الأزياء المهداة والمعبرة عن ثقافات مختلفة، مشيرة إلى أن المعارض الفنية التي ينظمها الصالون لا تقتصر على عرض الأعمال الفنية، بل تشمل كل ما يعبر عن مفردات الشعوب الأخرى، من أزياء ومأكولات مشهورة لديهم إلى مختلف الفنون والحرف اليدوية والأحاديث الجانبية التي تعبر عن عاداتهم وتقاليدهم.

ورش مستقبلية



وتطرقت إلى أن «لانتانا» استضاف 4 معارض فنية إلى الآن ركزت على ثقافات 4 دول أو مدن أو مناطق بالعالم، منها المدينة المنورة، حيث استضاف الأتيليه أعمالاً فنية لـ14 فناناً من المغرب وطاجاكستان وفلسطين، كما سيتم قريباً استضافة معرض مستوحى من ثقافة شعب ألبانيا.



وذكرت أن من أبرز الورش المستقبلية التي يعتزم «أتيليه لانتانا» إطلاقها للجمهور، والتي يتم الإعلان عنها عادة عبر الصفحة الرسمية للصالون عبر منصات التواصل الاجتماعي ليتمكنوا من التسجيل فيها، ورشاً متخصصة في الطبخ، ودورات في الخطوط العربية بما فيه الخط الديواني والنسخ والرقعة، سيقدم إحداها الخطاط الإماراتي مروان الحمادي، ذلك إلى جانب تنظيم ورش في تصميم الأزياء والفنون التشكيلية والمجالات الأدبية المختلفة.



وحول سر اختيار اسم «أتيليه لانتانا» للصالون الثقافي، قالت «إن الاسم جاء ليعبر عن الهدف من تأسيس الصالون، حيث تشير الكلمة الفرنسية (أتيليه) إلى (ورشة)، بينما تعبر (لانتانا) عن نوع من الزهور المنتشرة في مختلف البقع من الأرض، ولكن ما يميزها أن الوردة الواحدة تضم بداخلها مجموعة من الورود الصغيرة، ويعبر ذلك الاسم عن فكرة تأسيس الصالون ليكون فرصة لاجتماع المهتمين بالإبداع وليصقل مهارات الفنانين والكتاب والشعراء والمبدعين».