الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

وداعاً جالا فهمي.. لمع نجمها في التسعينيات وانسحبت من الفن والحياة بهدوء

وداعاً جالا فهمي.. لمع نجمها في التسعينيات وانسحبت من الفن والحياة بهدوء

عملت جالا فهمي كمذيعة في بداية مشوارها الفني

نعى فنانون مصريون الفنانة المصرية جالا فهمي، بعد إعلان شقيقها مدير التصوير مصطفى فهمي وفاتها إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز الـ59 عاماً.

وجاء في أسباب الوفاة أنها أصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب نتيجة جلطة حادة بالقلب، مع اضطراب شديد في الوعي، وفشل تنفسي حاد، أدى إلى توقف عضلة القلب والوفاة، ولم ينجح الأطباء في إسعافها، ومن المقرر أن يُشيع جثمانها من مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين بالجيزة عقب صلاة ظهر اليوم الأحد.





نعي النجوم

ونعى عدد من النجوم الفنانة جالا فهمي عبر حساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الفنانة صفاء أبوالسعود قالت في بيان لها إن جالا فهمي نجمة من طراز خاص صاحبة طلة وشخصية فنية متميزة، ونجحت بجدارة في حجز مكان ومكانة خاصة في قلوب المشاهدين.

وأشارت إلى أن أدوارها وأعمالها ستظل خالدة كاسم والدها المخرج العظيم أشرف فهمي، الذي أثرى حياتنا بأعمال أصبحت علامات بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي.

كما نعتها الفنانة آيتن عامر، حيث نشرت صورة للفنانة الراحلة، وكتبت: «الله يرحمها والله كنت بحبها جداً».

سوسن بدر كتبت: «جالا فهمي في ذمة الله ادعو لها ربنا يرحمها.»

وكتبت نجلاء بدر في نعيها: «لا إله إلا الله ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته».

أما الفنانة نبيلة عبيد فنشرت صورة للفنانة الراحلة وكتبت: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا يرحمها.»

نعي مُثير للجدل

نشرت الفنانة وفاء سالم عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك» نعياً اعتبره البعض غريباً، إذ كتبت قائلة: «القتل بلا رحمة أمعنوا في تحطيمها، حتى ذبلت نفسها، ومرضت وتلاشت.. هيروحوا من ربنا فين.. إنه العدل.. إنها الآن في سلام.. هل هم في سلام.. لم يرحموا روحها الطيبة.. لكن الرحمة هي الله».

ولم توضح سالم من تقصد بكلماتها في نعيها لجالا فهمي، وهو الأمر الذي أثار الجدل عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي.

البداية مذيعة

ولدت جالا فهمي في 7 نوفمبر 1962، وبعد تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عملت مذيعة، حيث اتقنت اللغتين الفرنسية والإسبانية، وقدمت برنامجها «الحل في الحبل»، الذي نجح بشكل جماهيري كبير، وإن كان قد سخر منه النقاد والصحفيون.

ومن المواقف الطريفة التي حدثت لها بسبب البرنامج، قالت جالا فهمي في حوار لها مع الإعلامية منى الحسيني، إن برنامجها لاقى انتقادات كثيرة وسخرية على اسمه، مؤكدة أن سيدة جاءت لها منزلها تعمل في مجال الخردوات، وأشارت إلى أنها تبيع الأحبال كثيراً بسبب برنامجها، مواصلة: «في ناقد قالي يا ريت تاخدي الحبل وتشنقي بيه نفسك، والناقد ده بقى من أصدقائي لأني قابلته وفضلت أتريق على الحكاية وأتكسف من عدم اهتمامي بما قال.»

وقدمت جالا برنامجاً آخر تحت اسم «حكايات راوية وفكري» الذي حقق نجاحاً جماهيرياً أيضاً.



انطلاقة فنية

عندما أرادت أن تبدأ حياتها الفنية لم تستغل اسم والدها، وإن كان قد أعطاها «دور أول» لها في فيلم «إعدام قاضي» 1990، ولكنها نفت أن نجاحها في هذا المجال بسبب والدها، وقالت إن والدها قدم لها الفرصة الأولى كوجه جديد مثلما أعطى الفرصة لعدد من الفنانين والفنانات ولكن نجاحها يعود لاستقبال الجمهور لها.

وعن عملها في التمثيل، قالت في حوار سابق إنها كانت ستُمثل حتى وإن لم يكن والدها مخرجاً.

وتابعت: «موهبتي في التمثيل بدأت عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي، وكنت أتقمص مع زميلاتي اسكتشات ثلاثي أضواء المسرح، وكنت أُقدم شخصية سمير غانم ووزعت أدوار جورج سيدهم والضيف أحمد على زميلتين أخريين».

وقالت إن والدها أعطاها الفرصة الأولى فقط، وأنه تحمس لها عندما تفاجأ بموهبتها الحقيقية فيما بعد، عندما طلبها زملاؤه المخرجون للعمل معه.

ولم تُكرر جالا تجربة العمل مع والدها مرة أخرى وعن ذل قالت إن والدها كان يُريد أن تنجح بمفردها دون «واسطة»، وتابعت: «الناس لو شافتني في كل عمل من إخراج أشرف فهمي هيضايقوا وهيبقى ضدي مش معايا وهو كان عايزني انجح لوحدي».

النجاح مُنفردة

قدمت جالا فهمي عدداً من الأعمال الهامة مثل «كلام الليل»، المأخوذ عن رواية الكاتب جمال الغيطاني والتي تحمل اسم «العري»، كما قدمت فيلم «سمكة و 4 قروش» المأخوذ عن فيلم «A Fish called Wanda»، كذلك فيلم «الجينز» المأخوذ عن الفيلم الشهير Pretty Women وفيلم «جالا جالا» و«طأطأ وريكا وكاظم بية» وغيرها من الأعمال الفنية.

وقال عنها الناقد الفني مجدي الطيب عبر حسابه على «فيسبوك»: إن جالا فهمي كانت مختلفة، متدفقة الحماسة، تشع حركة وحيوية، تعشق التمرد على السائد في زمنها.

وتابع الطيب: "وفي حين استسلم جيل عريض من الممثلين للأكذوبة المسماة (السينما النظيفة)، لم تتخل عن قناعاتها، وإيمانها، بأن للفن دوره، ورسالته، وراحت تقدم: (كلام الليل)، مأخوذ عن رواية (العري) للكاتب الكبير جمال الغيطاني، و(الجينز)، تمصير للفيلم الأمريكي امرأة جميلة Pretty Woman، وأفلام من نوعية (جالا جالا) و(بيتزا بيتزا)، أكثرها نجاحاً وطرافة (طأطأ وريكا وكاظم بيه) (تمصير للفيلم الأمريكي Dirty Rotten Scoundrels".

واستطرد: «لم تسلم من الاتهامات الرخيصة، والنقد المتهافت، الذي دفعها، وزوجها المخرج والمنتج شريف شعبان، إلى مقاضاة إحدى المجلات الشهيرة، بتهمة السب والقذف، لكن يبدو أنها عجزت عن المقاومة، وفاجأتنا، كعادتها، بالانسحاب من الساحة، والانزواء عن الأضواء، وهي في عز شهرتها، ونجوميتها».

4 زيجات وولد وحيد

تزوجت جالا 4 مرات، وفي المرة الأولى وفي عمر 20 عاماً تزوجت من الموسيقار عمر خيرت، وأنجبت منه ابنها الوحيد.

أما الزيجة الثانية فكانت من المنتج شريف شعبان، كما تزوجت أيضاً من كريم زغيب والمنتج عمرو حجازي.

وعن حياتها الزوجية قالت في حوار تلفزيوني إنها فضوية، ولا تحب أعمال المنزل، وليست منظمة، رغم أنها قالت إنها طباخة ماهرة.

وعن زواجها من عمر خيرت قالت إنها كانت اجتماعية جداً وتحب الخروج بشكل مُستمر، عكس الموسيقار عمر خيرت الذي كان منطوياً وخجولاً، لذا فاختلاف شخصياتهما أدى للطلاق.

وعن عدم استقرار الحياة الزوجية للفنانات أرجعت ذلك لعدم استقرار حياتهن بوجه عام إضافة للضغط النفسي التي يعشن فيه بسبب طبيعة عملهن، وقالت «الفنانات تعيسات، والحالات الزوجية الناجحة في الفن ترجع لشخصيات فولاذية».

وعن الطلاق قالت: «الطلاق أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أنثى، وهو فشل، لا تتحمله الأنثى».





اعتزال الفن

كانت جالا نجمة الثمانينيات والتسعينيات إلا أنها قررت اعتزال الفن وجاء ذلك بعد أن شعرت بتهميش لأعمالها الفنية بالرغم من الشهرة التي حققتها.

وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن حلم جالا فهمي كان تقديم مسلسل عن «كاميليا» نجمة الأربعينيات، وبدأت تصويره بالفعل، وكان من إخراج علي بدرخان، ولكنه توقف بدون أي أسباب منطقية.

اختفت جالا فهمي عن الأضواء ولم يُعرف عنها أي معلومات وقيل إنها سافرت إلى إسبانيا لتستقر هناك بعد زواج ابنها، فيما قال فريق آخر إنها فضلت عدم الخروج والبقاء بشقتها في منطقة الزمالك.

تعرضت جالا فهمي لأزمة في حياتها وذلك بسبب عدم استطاعتها الحصول على حقوق والدها الفنية، والتي وصلت لـ16 فيلماً، ما دفعها للإضراب عن الطعام وتم نقلها للمستشفى.