السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

رحيل حبيبة الأطفال في مصر أنيسة حسونة

توفيت النائبة البرلمانية المصرية السابقة الدكتورة أنيسة حسونة، اليوم الأحد، متأثرة بمرض السرطان عن عمر يناهز 69 عاماً، وكان آخر ظهور لها خلال حفل تكريمها في اليوم العالمي للمرأة تقديراً لدورها في العمل الخيري.

كانت آخر المشاريع الخيرية التي شاركت بها حسونة تأسيس مستشفى الناس للأطفال لتقديم الخدمة المجانية لهم، كما عُرفت بدورها كمديرة تنفيذية سابقة لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وهي حاصلة على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وهي ابنة المستشار عصام حسونة وزير العدل في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.





كرسي متحرك

كان آخر ظهور للدكتورة أنيسة حسونة خلال استضافتها في برنامج «الستات» المذاع على فضائية «النهار»، وظهرت حسونة على كرسي متحرك.

وتحدثت عن حالتها وقالت: «الكيماوي الذي أخضع للعلاج به يمنع وصول الدم بصورة طبيعية للرأس وهذا صعب، وهناك أدوية لها بعض الأعراض منها تقلص قدرة الجسم على الحركة».

وتابعت: "لجأت في الفترة الأخيرة لاستخدام كرسي متحرك للمساعدة على الحركة لحين الشفاء".

وحكت عن المرحلة الأخيرة من إصابتها بالسرطان وعلقت: «حدث تطور لمرض السرطان الذي أُصيبت به، بدون سابق إنذار أو توقع، لأن المُخ لا تظهر به التطورات المرضية، ومن ثم أُجريت إشاعات معقدة ووجد الأطباء أن المخ أصيب بمرض يتوجب أخذ علاج يحد من القدرة على الحركة، ويمتص الطاقة».

وعن استخدام الكرسي المُتحرك قالت: «اكتشفت إني مش قادرة أتحرك بدون الكرسي.. ودي كانت أول مرة في حياتي أستعمله.. ولكن الرضا لمن يرضى.. أنا بقول الحمدلله وبكرة يبقى أحسن».



حبيبة الأطفال

وخلال الـ6 سنوات السابقة تكافح حسونة المرض اللعين بكل قوة، وهو الأمر الذي ظهر في إطلالتها بمظهر مختلف في إعلان مستشفى الناس خلال شهر رمضان الماضي 2021، حينها كانت تحارب السرطان للمرة الثالثة، ورغم ذلك لم يمنعها مرضها عن أداء واجبها تجاه الناس التي تعتمد عليها في المستشفى من أجل شفاء أطفالهم، كما قالت حينذاك في تصريحات تليفزيونية.

«بخصلات شعر في مرحلة النمو» مثلت حسونة أملاً لكل مرضى السرطان، خصوصاً الأطفال منهم، وهم أولويتها الأولى وعنهم قالت: «لازم ننقذ الأطفال والناس تُشارك والتبرع ليهم بزكاة المال والصدقات.. لسه بتعالج لحد دلوقتي وده ميمنعش ندي أمل ورسالة إيجابية بثقة ده واجبنا كلنا، أملي في ربنا كبير أنه يشفيني ويشفي الأطفال».



بدون سابق إنذار

ونشرت الراحلة كتابها «بدون سابق إنذار» الذي اعتبرته إهداءً لأحفادها عن حياتها مع السرطان.

وعنه قالت إن البعض يتصور أن الإصابة بالسرطان عقاب إلهي، لكنه في الحقيقة رسالة من الله متمثلة في أن أولويات الحياة مختلفة.

وشرحت: «مع تواجد هذا المرض في حياة المرأة، تبدأ في الانتباه إلى أنها لا تضمن أن يأتي الغد، وتبدأ تسأل نفسها عن الأشياء التي كانت تتمنى أن تفعلها يوما ما وأجلتها، لأن وقتها كله ذاهب لاهتمامها بأطفالها، وفي هذه اللحظة تدرك المرأة، أن كل السيدات تحب أولادها وتوليهم الاهتمام المطلوب والكافي، ولكن لا ضرر من بعض الاهتمام الشخصي لنفسها، ولا ضرر من بعض التبديل بالأولويات».

وأردفت أن أول ما خطر ببالها لحظة معرفتها بالإصابة بالمرض، هو تساؤلها: «هل حضنت أولادها وقبلتهم بما يكفي لها؟ وهل أحفادها الصغار سيعرفون من هي أساساً»، وهي أهم الأسباب التي دعتها لتأليف كتابها «بدون سابق إنذار»، لأنها أرادت أن يتعرف أحفادها عليها من خلال هذا الكتاب.

ولدت الدكتورة أنيسة حسونة في يناير عام 1953، وتخرجت في جامعة القاهرة بعد حصولها على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم عملت ملحقة دبلوماسية بوزارة الخارجية قبل أن تعمل لمدة 14 عاماً في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية - جامعة الدول العربية.

شغلت حسونة العديد من المناصب الاقتصادية المرموقة بالبنوك والمؤسسات الاقتصادية في الشرق الأوسط، كما عملت مديرة عامة لمنتدى مصر الاقتصادي الدولي.

وتعد الدكتورة أنيسة حسونة أول امرأة تُنتخب أميناً عاماً للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وقد تم اختيارها من قبل مجلة «آرابيان بيزنس» في 2014 على قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم وذلك عن مجال المجتمع والثقافة.

وشغلت منصب المدير التنفيذي لمؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، وشغلت منصب عضوة مجلس الإدارة وأمينة صندوق «جمعية الباجواش المصري للعلوم والشؤون الدولية»، وعضوة الهيئة الاستشارية لمؤسسة «الفكر العربي» ببيروت، وعضوة المجلس الاستشاري «لمنتدى البدائل»، وعضوة الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، ورئيسة مجلس أمناء «مؤسسة مصر المتنورة» التي تعمل على دعم قيم المواطنة وحرية التعبير وحقوق المرأة وهي عضوة مؤسس في «Think Tank for Arab Women» وهي عضوة مؤسسة في المنتدى العربي للمواطنة في المرحلة الانتقالية، وكان آخر منصب هو المديرة التنفيذية لمستشفى الناس لعلاج سرطان الأطفال.