الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

غوغل يحتفي بنزيهة سليم رائدة الفن التشكيلي في العراق

احتفي مُحرك البحث الشهير "غوغل" اليوم بذكرى ميلاد الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة سليم، من أشهر الفنانين التشكيليين اللاتي نجحن في تصوير حياة الريفيات العراقيات.

ويظهر شعار "غوغل" بصورتين مُختلفتين في إحدى الصور، حيث تظهر نزيهة سليم وهي مُمسكة بيدها فرشاة رسم، أما الصورة الأخرى تظهر لمحة من لوحتها.



النشأة

ولدت نزيهة سليم عام 1927 في تركيا لأبوين عراقيين، حيث كان والدها ضابطاً في الجيش التركي.

نشأت سليم في جو عائلي يهتم بالثقافة والمعرفة والفنون، فأخواتها ووالدها كانوا فنانين، حيث كان والدها محمد سليم علي الموصلي، رساماً وأول أستاذ رسم للأمير غازي، وكانت دار عائلتها ببغداد ملتقى للفنانين العراقيين والأجانب أيضاً.

تأثرت نزيهة بوالدها في تجربتها في فن الرسم، حيث كان يُعلمها وأخواتها طرقاً مُختلفة للرسم كتكبير الصور بالمربعات وغيرها من فنون الرسم المُختلفة.

توفي والد نزيهة وهي في سن السابعة، واستمرت حياتها مع والدتها وأشقائها الـ4، لتتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد 1947، وكانت أول فتاة عراقية تُسافر لبعثة لدراسة الفن، حيث سافرت إلى باريس وتخرجت من المعهد العالي للفنون الجميلة "البوزار" عام 1951 وتخصصت في رسم الجداريات التي تعلمتها على يد الفنان الفرنسي الشهير "فرناند ليجيه".



ومن باريس إلى ألمانيا الشرقية حيث حصلت على زمالة لمدة عام درست خلالها رسوم الأطفال ورسوم المسرح.

واختارت نزيهة سليم أن تعود للعراق، حيث كان يُمكن لها أن تستقر بفرنسا للعمل بها بسبب تفوقها الدراسي، إلا أنها عادت لبلاد الرافدين، وكان لها إسهامات فنية عديدة مع الفنانين: شاكر حسن آل سعيد، محمد غني حكمت،



وجواد سليم في تشكيل "جماعة الفن الحديث" 1953- 1954، وفي تأسيس "جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين"، إلى جانب دورها كأستاذة في معهد الفنون الجميلة حتى عام 1982.

تناولت نزيهة في أعمالها قضايا المرأة، والعمل، والطفولة، وأظهرت في أعمالها تعاطفاً مع المرأة العراقية، فرصدت عبر أعمالها الفنية الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية ومعاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل.



أشهر أعمالها

من أشهر أعمالها لوحة "بغداديات"، والتي استلهمت فيها حال المرأة العراقية، حيث قدمت لوحة تحمل وجوه بعض النساء، فهناك على اليسار أم تحتضن وليدها وهي في حالة تأمل وقد يكون أمل لانتظار عودة الزوج الغائب، بينما توجد أعلى اللوحة صبية تتجمل أمام مرآة يدوية للقاء حبيب أو فارس أحلامها إلا أن تحت اللوحة امرأة ذات ملامح حزينة وقد تلفعت ملابسها بالسواد وكأنها زوجة شهيد.



ومن أعمالها الأخرى: "شباك بنت الجلبي- ليلة عرس- صانع اللحف- أفراح المرأة – الدخلة"، وقد سرقت بعض أعمالها من المتحف العراقي بمركز صدام للفنون إبان الغزو الأمريكي للعراق.



وتوفيت نزيهة سليم في 15 فبراير 2008 بعد صراع مع المرض عن عمر يُناهز 81 سنة وقد نعاها رئيس جمهورية العراق الراحل جلال طالباني وقال: "ودع العراق الفنانة التشكيلية الرائدة نزيهة سليم، أول امرأة أسهمت في إرساء

ركائز الفن العراقي المعاصر، وعملت مع شقيقها الفنان العراقي الأبرز في القرن العشرين جواد سليم وشقيقها الآخر نزار سليم وكوكبة من الرسامين والنحاتين الرواد على التأسيس لمدرسة فنية منفتحة على الحداثة وليست منقطعة عن التراث".



وتابع الرئيس العراقي الأسبق: "إن رحيل نزيهة سليم خسارة كبرى للفن والثقافة في العراق، بيد أن أعمالها ستبقى جزءاً أصيلاً من ثروة العراق الفنية".